الى متى يبقى البعير على التــل ؟! … بقلم سعد السامرائي

الى متى يبقى البعير على التــل ؟! … بقلم سعد السامرائي
آخر تحديث:

تذكرت اول سؤال استفزازي انطبع في ذهني وغيري من زملائي في المرحلة الدراسية الابتدائية ونحن من ابناء المدينة فاين لنا المعلومات التي تؤهلنا للاجابة على سؤال الى متى يبقى البعير على التل والسعيد فينا يكون من رأى البعير يقوده ماشيا بائع الملح بتلك الايام!.. وحين عثرنا على الاجابة الموجودة بنفس الكتاب تعلمنا من انه لا بد من نهاية لوقوف البعير فوق التل … كما ان البعير مهما وقف فوق التل فلا بد وان ينزل !.. ثم ماالذي يجعل البعير ينزل لوحده احيانا دون وجد صاحبه ؟

رغم اني لا اتوافق كثيرا مع الاخوان المسلمين لان افكاري تختلف عنهم ورغم اني ارى ما يسمى ديمقراطية ( لان مفهومها اصبح مطاط ) طريقا ملائما في هذه المرحلة لانتقال السلطة وطلب النصرة من الجماهير للوصول الى سدة الحكم ومع اني اعتبر ان ما حدث في مصر هو فشل ذريع مؤسف للديمقراطية لانه تم بقوة الجيش ضد حكومة منتخبة (ديمقراطيا )وان ذلك سيفتح الباب واسعا للفوضى اذا ما لجأ الاخرون لهذا الفعل وكل جماعة تعيده تباعا!, الا انني اسطر هنا اعجابي بهذا الجزء الكبير من الشعب المصري الذي فهم الديمقراطية وحكم الشعب بما فهمه ! ثم خرج للشوارع يسقط الحكومة التي انتخبها قبل انتهاء مدتها !!.. ومع اني شعرت بنوع من الفخر والنشوة الا ان خيبة الامل كانت مصاحبة لتلك النشوة فلم تأخذ ابعادها المعهودة والمفروضة ولا بد تبادر الى اذهانكم اسباب تلك الغصة التي صاحبت نشوتي فرسمت عليها الشرود وكأنها فخر تليد حدث في العراق في زمان بعيد مضى ولم يتكرر و نفتقده الان لذلك لا اريد هنا المقارنة بين الشعب العراقي والمصري لان حالة الشعبين مختلفة والظروف مختلفة كما وان الجيشين مختلفين فاحدهما ولائه للوطن والاخر لجزء من طائفة .. و لا يصح ان نلوم الشعب العراقي لان الجزء الكبير منه اعترض على الفساد وسرقة اموال الشعب والعنصرية والمحسوبية وعدم حيادية القضاء ..ثم خرج جزء كبير منه منذ شهور غاضبا على دمار البنية التحتية والظلم القسري فلماذا لم تخرج معه بقية الجماهير العراقية ولماذا اقتصر الامر على محافظات معينة .؟؟! هل لان بقية المحافظات التي لم تتمرد على الحكم تعيش في رخاء ولا تضايقها الجهات الامنية ولا تبطش بها ؟! ام ان العدالة تاخذ مجراها لديهم والجميع سواسية امام القانون ؟! ام ان تلك المحافظات يعيش ابنائها في قصور و الحياة فيها سلسة ولا طوابير لديهم ولا نقاط تفتيش تأخذ 80% من الوقت المقدر للوصل الى اي جهة !.. ام هل ان ال 800 مليار دولار التي اختفت من خزينة الدولة قد تم توزيعها على بقية الشعب الساكت ؟!

فلماذا يبدي هذا الجزء الباقي من الشعب الخنوع واعطاء الفرص التي لاتنتهي لحكومات فاسدة لا هم لها غير استغلال الفرصة الذهبية التي وفرها لها المحتل حين اجلسها على سدة الحكم ؟..

هل يكفي تحمل فساد هذه السلطة وسرقات منتسبيها فقط لانهم يعتبرونهم قد انهوا عهد صدام ؟!.. فاذا كان مفهومهم هذا فهم خاطئون فالجميع يعلم ان الامريكان هم من انهى الحكم السابق وانه لمن السذاجة التي لا بعدها سذاجة بمكان ان يتحمل الشعب العيش في عشوائيات وذل وقتل وسجون ولا خدمات , واولئك البضع مئات من افراد الرئاسة والنواب يعيشون كالملوك . !

أم هل ان السبب في الخنوع والسكوت وعدم التظاهر ورفض الذل بسبب الولاء الطائفي ؟! سنة كانوا ام شيعة .. فما الذي اغدق عليكم ولائكم الطائفي ولماذا يجب علينا ان نكون سنة او شيعة بالوراثة ولا نختار ما ينفعنا ؟!! لماذا نكره بعضنا الاخر وراثيا ايضا ! لماذا نتبع مرجع معين او غيره وهكذا الى ما لا نهاية ؟ مالذي استفدتم من مراجعكم وماذا قدموا اليكم .. لا اطلب منكم ان تغيروا مذهبكم ولكن غيروا مراجعكم الذين اعطيتموهم الولاء ولم يقدموا اليكم شيء .

ربما البعير مسّير وطبيعيا ينزل من التل عند الوقت المعلوم ولكن ما بالنا نحن وقد حبانا الله عن خلقه الاخرين بعقل متطور ذو ارادة اختيارية تميز الصح من الخطأ وتختار وتتحمل نتائج اختيارها ؟

ليس الشعب المصري ذو عزيمة رجالية اكثر منا وليس عيبا اذا تعلمنا منهم وليس الرجال في المحافظات المنتفضة ارجل من الاخرين ولكن لا عيب ان ناخذهم عبرة ونمشي على خطاهم وان نتوحد في المطالبة بحقوقنا بعد ان توحدنا بالظلم الملقى علينا..

لكن العيب كل العيب ان يأتي المساء علينا يوميا لمدة عشر سنين عجاف ونبقي أولئك…. جالسين فوق التل ينعمون من تلك البقعة الخضراء فيه .!

فمتى ننزل الى الشارع ونطالب بحقوقنا ؟ اما ان لهذا الليل ان ينجلي؟

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *