لا ينكر أحد الدور الكبير الذي يقوم به الحشد الشعبي باسناد القوات المسلحة والقوات الأمنية في مقارعة الأرهاب الداعشي العالمي النجس ، كما يقدر الجميع التضحيات (العراقية) الزكية التي يتكبدها الحشديون من أجل الأسناد والدعم الكبيرين لرفاقهم المقاتلين كي تتحرر كل اراضي العراق المحتلة من قبل هذا التنظيم التكفيري المجرم .. لكن .. وتحت اللاكن هناك بدأت صفحات صفراء تحتاج التوقف والقراءة المتأنية .. والعراقيين أغاتي وكما يقول المثل مفتحين باللبن .
بمبادرة غريبة .. يقيم الحشد الشعبي الآن مؤتمرا (دوليا) لمكافحة الأرهاب في البصرة ، يحضره ممثلون عن لبنان واليمن والبحرين وايران والعراق .. لكي يناقش اسلوب مجابهة الأرهاب بكل الوسائل وعدم الأكتفاء بالجانب العسكري فقط .
بالمختصر المفيد وبدون اطالة .. ووفقا للمقولة القائلة أشك وأشك وأشك حتى أصل الى اليقين .. فنحن لدينا عدة استفسارات للسيد رئيس الوزراء بخصوص هذا المؤتمر (التمثيلية) .. ومنها .. هل السيد العبادي اعطى موافقة الحكومة لكي يمثلها الحشد الشعبي دوليا ؟ .. ولماذا لم يكن برعايته ويحضر فيه ممثلا عن الحكومة كما هو المتعارف عليه بروتوكوليا ؟.. بل قبل ذلك ، هل السيد العبادي على علم بذلك المؤتمر ؟.. وهل ممثلوا الدول المشاركة فيه هم مبعثون من قبل حكوماتهم ؟.. أم أن اليمن يمثله وفدا من الحوثيين ، ولبنان وفدا من حزب الله ، والبحرين وفدا من المعارضة ، وايران وفدا من الحرس الثوري ؟.. أسئلة كثيرة كبيرة تدور حول ما يجري في البصرة .. فهل تلك سياسة سرية لكي يكون الحشد رديفا للدولة العراقية في رسم السياسات الخارجية والأستفراد بحضور المؤتمرات والتجمعات الأمنية والعسكرية والستراتيجية الدولية أسوة بدور الحرس الثوري في ايران ؟.. انتبه يالعبادي .. فهذا المؤتمر وبالتحليل والأستنتاج البسيط يعد العدة لرسم استراتيجية مهمة خلال القادم من الأيام لدعم ايران في حربها الباردة ضد الخليج العربي والعربية السعودية على وجه الخصوص .
هنا نلتمس بعجالة من السيد العبادي بل نتوسل اليه كما هو الطلب موجه لبرلمان العراق .. اوقفوا ما يجري في غرف البصرة المظلمة .. وافهموا لمن يتعذر عليه الفهم في داخل تشكيلات الحشد ، ان الحشد له دور بطولي (مؤقت) ينتهي بانتهاء تحرير اراضي العراق المحتلة من داعش .. والأهم من ذلك أن تنئوا بالعراق بعيدا عن المواجهة الأيرانية الخليجية المحتملة .. فالعراق فيه ما يكفيه من ضيم ومآسي ودمار وليس له القدرة لكي يكون طرفا في صراع اقليمي جديد.. كما نرجوا بالحاح أن توضحوا للأيرانيين أن العراقيين لم يعودوا يتحملوا صراعاتكم الأقليمية والدولية التي وبدهائكم الفارسي المشهود جعلتوا العراق مسرحا لها ينطبق عليه وبجدارة مصطلح الحرب بالوكالة .. ودماء العراقيين هي الثمن .. ولك الله يا عراق.