انثروبولوجيا العنف والصراع

انثروبولوجيا العنف والصراع
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- عن بيت الحكمة في بغداد صدر حديثاً كتاب (انثروبولوجيا العنف والصراع) تأليف بتينا اي شميدت وانغود بلية شرودر وترجمة الدكتورة هناء خليف غني ومراجعة الدكتور صادق السهيل وتقديم الدكتور كامل المراياتي ويقع في (384) صفحة من القطع المتوسط وجاء هذا الكتاب طافحاً بالمقالات والبحوث القيمة كما جاء انيقاً في طبعه جذاباً بتبويبه ويقدم للقارئ الكريم معلومات احسن اعدادها وعرضها مستندة إلى ادق التجارب التاريخية وأنه كتاب مثير ومرجع وثائقي منجز.إن هذا الكتاب يتحدث عن دراسات التماثل والاختلاف في السلوك البشري ويعد محوراً رئيساً من محاور الجهود الأنثروبولوجية طالما كان الانثروبولوجيون ينطلقون في دراستهم من حقيقة مركزية ترى ان البشر يعملون طبقاً لخصائص (سايكوبايولوجية) متشابهة وأن الظروف الاجتماعية الثقافية لكل مجتمع هي التي تحدد انماط واليات التعبير عن تلك الخصائص وابعادها تخضع دراسات العنف والصراع لهذا المنطق وفي هذا تدور فكرة الكتاب.تحدثت الدكتورة هناء خليف غني في مقدمتها لترجمة هذا الكتاب فقد ذكرت أن ما يمر به وطننا العراق من صراع وعنف في الوقت الحاضر قد شجعها على ترجمة هذا الكتاب حيث تفاقم هذا الوضع بعد أحداث العام 2003 التي اسهمت في تحقيق انقسام المجتمع على وفق خطوط سياسية ومذهبية وطائفية جعلت العراقيين يدورورن في حلقة مفرغة من العنف والاقتتال والتناحر اليومي وعلى الرغم من الاجماع العام على التنديد باحداث العنف وانتقاء المنخرطين فيها والمحرضين عليها وكثرت الدراسات والأقلام التي تناولت ظاهرتي العنف والصراع بحثاً وتحليلاً واتساع ظاهرة العناية بها في المستويين الشعبي والرسمي ما زال العراقيون يعيشون حياتهم اليومية على واقع اخبار الانفجارات والاغتيالات والاختطافات المفجعة.بين هذا الكتاب ان العنف بأبسط اشكاله هو تعبير عن القوة الجسدية التي تصور ضد أي شخص آخر بصورة متعددة أو ارغام الفرد على اتيان هذا الفعل نتيجة شعوره بالالم بسبب ما تعرض له من أذى أما الصراع فهو حالة سببها تعارض حقيقي أو متخيل للاحتياجات والقيم والمصالح ويمكن أن يكون الصراع داخلياً (في الشخص نفسه) أو خارجياً (بين اثنين أو أكثر من الافراد) يساعد الصراع بوصفه مفهوماً في تفسير الكثير من جوانب الحياة الاجتماعية مثل الاختلاف الاجتماعي وتعارض المصالح والحروب بين الافراد والجماعات أو المنظمات من الناحية السياسية ويمكن أن يشير الصراع إلى الحروب أو الثورات أو النضالات التي قد تنطوي على استعمال القوة كما هو الحال في حوادث الصراع والصراعات في بيئات اجتماعية مكن ان تؤدي إلى التوترات عند عدم وجود حل سليم لها او تركيب مناسب للتعامل معها.إن الحديث عن موضوع العنف والصراع حديث متشعب  وطويل لا بد أن يسوق القارئ المهتم لمعرفة المزيد وتقليب صفحات علوم عديدة في مقدمتها علوم النفس والاجتماع والانثروبولوجيا فالصراع اجتماعي ونمط من أنماط التفاعل الايجابي يفسر واحياناً في ضوء الميل العدواني للإنسان وكبح جماح رغبة مكبوتة تعبر عن ذاتها شعورياً بالأذى وما الحرب إلا تعبير عن سلوك عدواني وتحويل العدوانية الكامنة نحو العالم الخارجي.ختاماً واخيراً لا بد من القول أن قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة وهو يقدم هذا النتاج المعرفي الفكري الناضج ويصطحب القارئ الكريم من خلاله في رحلة انثروبولوجية جادة يجوب فيها شواطئ الكاريبي وسواحل سريلانكا وغابات الأمازون ويشاهد صراعات الصومال وحروب سراييفو ويطلع على تقاليد الاباتشي وطقوس آكلي لحوم البشر يأمل أن يضع القارئ الكريم في موضوع الحكم للبت في أهمية البحث الانثروبولوجي الميداني في اغناء المعرفة الانسانية وكي يكون القارئ في موضوع المعرفة المتفحص لحقيقة وحدة الذات البشرية في عالم تنوعت فيه اساليب العيش والتعبير.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *