اياد علاوي.. استقالة ام هروب من واقع الأزمة

اياد علاوي.. استقالة ام هروب من واقع الأزمة
آخر تحديث:

بقلم:كمال الموسوي

الاستقالة لأي سياسي تحت ظل هذه الفوضى التي تعصف في البلاد قد تكون حلا ناجعا لكل من يفكر بها.. لكنها حين تكون من زعيم كبير ورقم أساسي في المعادلة السياسية التي أسس على اثرها عراق مابعد التغيير فأن الامر يستحق منا الوقوف والتسائل . خاصة اذا كان المستقيل اياد علاوي الذي أمضى عقودا من عمره وهو معارض لكل الأنظمة التي توالت الحكم على العراق..! ياترى ما هي الأسباب الخفية التي دفعته لذلك وسط هذه الأزمة الخانقة التي تعصف بالبلاد والتي لا تسر عدو ولا صديق.. اياد علاوي ما ان تصفحت تاريخ العراق السياسي الا ووجدته اسم كبير في الأسطر الاولى من التاريخ الحديث للسياسة الباىسة في عراق ما بعد السقوط تحديدا..

اياد علاوي الذي ترك بصمة في ذاكرة السياسية العراقية وكل العراقيين عند توليه منصب رئاسة الوزراء لايام معدودة بعد ان اختلف المختلفون من قادة الأحزاب الاسلامية الشيعية على من يتولى للفترة المؤقتة قيادة الحكومة العراقية. توجهت أصابع الاختيار على شخص علاوي ليعلنوه رئيسا للبلاد كونه يتمتع بتاريخ معارض كبير وطابع سياسي دولي وكذلك يُعد من الطبقة السياسية الشيعية بحسب الجذور التي ينتمي لها.. لكنه سرعان ما انقلب على الشيعة في فترته الوجيزة التي تسنم فيها رئاسة الوزراء. فأعلن حربه على اهم قاعدة شعبية آنذاك. الا وهي قاعدة التيار الصدري،! ومن ثم اعلن عن تشكيل قائمة سياسية منافسة للقائمة الشيعية تمكن من خلالها ان يحصد العشرات من المقاعد البرلمانية التي مكنته فيما بعد من كسب أصوات انتخابية جعلته المنافس الاول على رئاسة الوزراء، ولولا الحركة التي ابتدعتها الكتلة الشيعية مع المحكمة الاتحادية لتعلن بعدها عن خسارة اياد علاوي وفوز الشيعة في رئاسة الوزراء لكان حينها علاوي رئيسا للحكومة لسنوات عدة.

ولأكثر من عقد ظل هذا الرجل حبيس ذلك الحلم الكبير ” حلم العودة الى كرسي السلطة” لكن بكل ما لديه من امكانات لم يتمكن من الوصول اليها، ورغم كل محاولاته الا انه اصبح رقما مركوناً في خزائن الأحزاب الشيعية.

الرجل قدم استقالته هذا اليوم الى البرلمان الذي لم يحظر لجلساته منذ ان تأسس ولَم يمثل ناخبيه تحت قبته.. عن نفسي انا اعتقد ان الاستقالة في هذه الظروف أعدها خذلان لمن أعطاني صوته واودعني ثقته.. فلم يكن من الانصاف ترك الساحة السياسية التي كان يتحرك فيها شخصه فارغه دون ان يفسر ذلك، او دون ان يعلن عن البديل الذي يوازيه حجما وقدره اقلها بالنسبة لجماهيره ..فهل ان الرجل اقدم على الاستقالة نتيجة لضغوط خارجية ام انه يمتلك حسابات اخرى دفعته لذلك..!

انا عن نفسي لا اعتقد ان الرجل قد يكون تعرض لضغوط دفعته للاستقالة . لانه وبحسب جميع المراقبين والمتابعين للعملية السياسية فهو اكبر من ان يتعرض لضغوط معينة. فهل يعني ان لدى الرجل حسابات معينة هي من حتمت عليه تقديم استقالته كي يحظى بمستقبل اكبر مما نتوقعه نحن ، ام انها اوسع من مساحة ما نمتلكه من معلومات.؟!

أسئلة قد لا نجد إجاباتها اليوم لكن الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عنها..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *