ايران وثمن العظمة الامبراطورية !!

ايران وثمن العظمة الامبراطورية !!
آخر تحديث:

بقلم:فائز السعدون

وفقاً لنيويورك تايمس فان الرئيس ترامپ أعطى موافقته على قيام القوات الامريكية باستهداف بعض مواقعالصواريخ  والرادارات الايرانية ، وان الطائرات الامريكية كان في الجو بالفعل ، كما اتخذت السفن الحربيةمواقعها العملياتية في وقت متأخر من مساء امس حين عاد ترامپ واصدر اوامره بايقاف العملية . نسبتالصحيفة هذه المعلومات الى مصدر رسمي لم تحدده ، وانها حاولت التحقق من صحة الخبر من البيت الأبيضوالبنتاغون لكنها لم تتلق تأكيدا ، لكن الصحيفة تشير الى انها لم تتلق طلباً من هاتين الجهتين لعدم نشر هذهالمعلومات .

هل يعني هذا ان الولايات المتحدة سوف تمرر عملية اسقاط طائرة الاستطلاع المسيرة دون رد ؟!

من المألوف عن السلوك الامريكي في التعامل مع حالات كهذه ، حين لاتكون منخرطة في حالة حرب فعلية معالطرف الاخر ، باللجوء الى مايسميه الامريكيون ” ضربة لمرة واحدة بهدف استعادة قوة الردع ”One – Time strike To Reestablish Deterrence

لقد أعلن الرئيس ترامپ ترشحه لولاية رئاسية ثانية ، وقد أعاد اعلان شعار حملته الرئاسية الاولى وهو ” لنجعلامريكا عظيمة من جديد ” ، فهل سيكون بوسعه مواجهة ناخبيه بهذا الشعار وقد قبل ان تكون الولايات المتحدة “ملطشة ” لدولة متوسطة القوة مثل ايران ، وأي درس سيبعثه الى كوريا الشمالية ، وماذا سيفعل لو فهم خصمكبير مثل پوتين ان بوسعه الان ان يحقق حلمه الأزلي باعادة ضم دول البلطيق ومزيد من أراضي أوكرانيا اوجورجيا ، وماذا سيفعل لو ان الصين قامت بغزو تايوان او بسطت قوتها بشكل سافر على اقليم بحر الصينالجنوبي ؟! لاشك انها أسئلة كبيرة تضع قدرة امريكا على الردع موضع تساؤل !!

لكن قرار ترامپ وفقاً لمعطيات الوضع الراهن قد يكون صائباً اذا فُهم في سياق تطورات الاحداث ؛ لقداستقدمت الولايات المتحدة الى المنطقة قوة بحرية كبيرة وهي تضم حاملة طائرات اضافة الى عشرات السفنالاخرى من بينها حاملة طائرات صغيرة متخصصة تقل على متنها طائرات مقاتلة من طراز اف ١٨ متخصصةبالحرب الالكترونية والتعتيم على الرادارات ، فضلاً عن مروحيات هجومية يبدو انها مخصصة لمقاتلة الزوارقالبحرية الصغيرة . هذه القوة مع قوات اخرى منتشرة في المنطقة قادرة على توجيه ضربات جوية وصاروخيةمحدودة من النوع الذي أشرنا اليه آنفاً ؛ لكن ايران اعلنت انها ستعتبر آية ضربة توجه لها هي شرارة البدء فيحرب شاملة ، وان ردها سيكون شاملاً وبكل ماتملكه من قوة ، وهذا يعني ان الولايات المتحدة كانت ستجدنفسها في ورطة حقيقية بسبب عدم ملائمة استعداداتها العسكرية الحالية لمواجهة عسكرية شاملة مع ايران . من جهة اخرى  فان ستراتيجية العقوبات تؤتي أُكلها وتلقي بظلال ثقيلة على الاقتصاد الايراني والحياة اليوميةللناس ؛ كما لاينبغي نسيان الترحيب الذي قوبلت به خطوة ترامپ بإلغاء الضربة العسكرية ما اكسب الموقفالامريكي تقديراً دولياً ، وقد تبذل اطراف دولية مؤثرة المزيد من الضغط على ايران من اجل القبول بالمفاوضاتلانهاء الأزمة دون شروط مسبقة ، وهو ماترفضه ايران حتى الان وقد يكلفها ذلك اثماناً دبلوماسية .

ماهو المتوقع الان ؟!

في تقديري المتواضع ان الولايات المتحدة ستواصل سياسة تصعيد الضغط من خلال العقوبات ومراكمة النقاطالدبلوماسية ضد ايران ، مع العمل بكتمان شديد على تعزيز موقفها العسكري في المنطقة ، وستواصل ايرانعمليات التحرش العنيف ضد السعودية من خلال العمليات التي تستهدف مصالح اقتصادية سعودية ومواصلةعمليات التخريب التي تستهدف الملاحة النفطية في منطقة الخليج العربي ومداخله ، وقد تلجأ ايضاً الى تحريكالموقف بين حزب الله والكيان الصهيوني ،،، وقد يشهد الموقف تصعيداً في ساحات اخرى كل يوم حتى اللحظةالتي ينفجر فيها الموقف بشكل مواجهة شاملة يرمي فيها الطرفان بكامل قدراتهما ، اذ يبدو ان سيناريوالمواجهات المحدودة لامكان له في الوضع القائم ويبدو ان ايران ، بحكم تعقيدات موقفها الداخلي وطبيعةعناصر نفوذها الاقليمي ،  غير مستعدة للسكوت عن الاثار المدمرة للعقوبات الامريكية وغير قادرة على السكوتفي مواجهة عمل عسكري امريكي حتى لو كان محدوداً ولمرة واحدة . من الواضح انها تخلت عن حكمتهاالمعهودة لصالح الأيديولوجيا والحلم الإمبراطوري ؛ ومن يدري ، لعلهم يصدقون ان منقذاً سيظهر الى جانبهمليقهر القوة الامريكية المتجبرة   ؟!!!

لقد اكد ترامپ الأنباء الخاصة بقرار الضربة وإلغائه قبل عشر دقائق من تنفيذها مؤكداً انه ليس في عجلة منأمره  وانه سيضيف مزيداً من العقوبات واشاد بقدرة وتميز قواته العسكرية ،،، ولمن يتوقع عملاً عسكرياً امريكياًضد ايران ان ينتظر بعض الوقت ويتحلى بالصبر لان معطيات الوضع القائم تعمل ضد ايران وتدفعها دفعاًنحو مواجهة عسكرية خاسرة ومدمرة ، او القبول المُذِل بالشروط الامريكية .. ينبغي الاّ ننسى ان للعظمةالامبراطورية ثمن ، وقد ان اوان دفعه بالنسبة لايران !!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *