بابليون .. ولكن

بابليون .. ولكن
آخر تحديث:

 بقلم:كاظم المقدادي

فرحنا ، وصفقنا ، ورقصنا ..بإدراج مدينة بابل على لا ئحة التراث العالمي ، وشكرنا اليونسكو والعالم الاكبر ، وبابل تستحق الاكثر والأكثر .. فهي الاهم من مدن العالم القديم .. تاريخا ، وحضارة ، وعطاء .

واظن.. ان الخطوة التالية .. كيف نجعل من بابل مدينة سياحية قبلة ، ومزارا ، يقصدها الاف السياح يوميا .. كيف نعمل على تطوير مرافقها السياحية ، ونفتح ابواب النهوض ، و العمل ، والاستثمار المحلي ، والإقليمي ، والعالمي .

هناك دولا عربية مثل .. تونس ، والمغرب ، ولبنان .. لا تملك مقومات سياحية بقدر ما يملكه العراق من مواقع تاريخية قديمة .. لكن واردات السياحة تشكل لها نسبة كبيرة ومهمة من واردات الاقتصاد الوطني .. اضافة الى تشغيل الملايين من الآيدي الوطنية العاملة ، في الفنادق ، والمطاعم والمقاهي ، و فتح المشاغل الصغيرة للصناعات اليدوية ، و التراثية .

لا يخفى على العاملين في ادارة العمل السياحي ، ضرورة خلق بيئة ، وثقافة سياحية ، تساعد على زيادة قوة الجذب السياحي .. و تعتمد على بناء الفنادق ، وتوفير الخدمات من نظافة وأناقة المكان ، و تبليط الطرق ، وتوفير النقل ، ووجود الحدائق للاستراحة ، ونشر الوعي السياحي بين الناس ، والتعامل بروح ايجابية طيبة ، مع السياح القادمين من ارجاء العالم .. بالطريقة التي تبين طيبة و كرم وشهامة العراقيين .

انها فرصتنا الحقيقية .. من اجل النهوض بالواقع السياحي فالسياحة اقتصاد وصناعة ، وحرفة خلاقة .. فلا يكفي ادراج المدن التاريخية على لائحة التراث العالمي ، وهو حق لنا قد تأخر كثيرا .. و لا تكفي السياحة الدينية رغم أهميتها .. ولا تكفي ايضا السياحة الطبيعية رغم وجودها .. نحن حقا بحاجة الى سياحة متكاملة / تجذب لنا الاف السياح من العالم وتنقل اقتصادنا من حال الى حال ، فالسياحة كنز لايخطر على بال .. واعتقد ان اسم بابل وحده جاذبا وعاملا قويا لتثوير ، و تنوير ، وبعث الروح في الحركة السياحية .. لما يحمل هذا العنوان الكبير اهمية بالغة للسائح الأجنبي .. حماسة و قبولا ورغبة ، لكي ياخذ قراره و ياتي الى العراق زائرا متعلقا بوهج التاريخ وأصالته .

لا أظن .. انني في حلم وردي ، ولا ارسم لنفسي رغبة جامحة ، لانعاش مدينة عريقة مثل بابل .. بل ان الوقائع والشواهد التاريخية والحضارية تساعدني ، كي اجعل من الحلم حقيقة ، ومن القرار وسيلة ، وكل الذي نحتاجه .. هو الشروع في خلق بيئة سياحية جميلة ، تنقل العراق الى اجواء جميلة ، و تنهي عزلة المواطن الذي فقد الاعتزاز بوطنه ، ومدنه ، وصار يفكر بالهجرة .. وعليه الان ان يعود الى ذاته .. إنسانا ، واعيا ، معتزا بالعراق وبمدنه القديمة / بابل ، وأور ، وسومر ، وأكد ، ونينوى .. وغيرها من مدن العراق العظيم .

لا يكفي .. ان نتباهى بمدن التاريخ والحضارة والجمال .. دون ان نجعل منها واقعا حيّا يعيش معنا .. نفتخر به ويفتخر بنا ، ونشعر نحن حقا ، احفاد نبوخذنصر ، وحمورابي وآشور بانيبال ، وغيرهم من قادة التاريخ القديم والعظيم .

في شباط القادم .. هناك زيارة تاريخية لبابا الفاتيكان الى مدينة آور العظيمة .. مدينة النبي ابراهيم .. والتاريخ العراقي المبين .. فهل لنا ان نتحرك بسرعة .. و نطرق باب السياحة التي تجمعنا.. ونبتعد ولو قليلا عن باب السياسة التي فرقتنا الى شيع وأحزاب .. ونواب وأذناب .. اللهم اني بلغت .. فاشهد ..&

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *