بالثقافة والتسامح والمحبة والتعاون ..نبني العراق

بالثقافة والتسامح والمحبة والتعاون ..نبني العراق
آخر تحديث:

 بغداد/ شبكة أخبار العراق- تشير اغلب التحليلات والاراء السياسية منها والاكاديمية الى ان مرحلة مابعد داعش ستكون اكثر تعقيدا في العراق نظرا لما برز على السطح من نزاعات سياسية حول عائدية بعض المناطق المتنازع عليها في المحافظات المحررة ، و نشوء قوى مختلفة تابعة للكتل السياسية ، بعضها مدعوم اقليميا وتطالب بتبني النصر ، ناهيك عن التدخلات الاقليمية والغربية ومحاولتها استغلال المرحلة المقبلة في تأمين امنها القومي وتحقيق اطماعها في العراق ..كيف تنظر النخب المثقفة الى هذه المرحلة ، وهل هناك ثمة بصيص أمل في تحويل الانتصار على داعش الى نقطة تصب في صالح العراق وخروجه من الازمة نهائيا ؟…يرى الدكتور ليث شبر رئيس المركز الانمائي للطاقة والمياه :” اننا لسنا في مرحلة مابعد داعش لأنه مازال موجودا ..صحيح انه انهزم في الموصل لكنه موجود في مناطق أخرى ، وحينما يتم الانتصار على داعش في جميع مناطق العراق والقضاء –على أقل تقدير – على الخلايا النائمة ، يمكننا القول اننا بدأنا مرحلة مابعد داعش …”.ويؤكد شبر ان” المرحلة المقبلة ستكون فيها تحديات كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي والتعايش الاجتماعي او السلمي ، وكل هذه التحديات تجعلنا نعتقد بضرورة وجود خطة شاملة ومهنية وعلمية لنحاول ان ننهض بهذا البلد الجريح من المآسي التي ألمت به…”.كما يعتقد شبر بان “اهم موضوع في عراق اليوم هو القضاء على احزاب المحاصصة ، فاذا استطاع المجتمع تغيير المعادلة السياسية وخاصة في الانتخابات المقبلة ، فقد يمكن ان تنجح العملية ، اما اذا بقيت المعادلة ذاتها فلن ينهض العراق او يتطور ..”.من جهته ، يرى الاكاديمي حارث لطيف ان ” المسألة لا تنحصر بالعراق وحده ، فهو جزء من المنطقة ، و المنطقة هي ممر و معمل للغاز ( الطاقة النظيفة ) وان هناك توجها غربيا اولا و عالميا ثانيا نحوها ..وبناء على ذلك فان الصراع قائم لكن استمراره و توازنه لا ينهي الحرب ، و المصالح الاقتصادية العالمية انتظرت طويلا وبلا حسم لواقعها ، ما ادى الى وصول الاطراف لحالة اشبه بالانهاك وكانت اولى علامات الحل في تحرير الموصل .واكد ان “مايخشى منه هو الرئيس الامريكي ترامب ،الذي لا يمكن التكهن بأفعاله و أفكاره . و امريكا دولة مؤسسات و لا تسمح بالارتجالات و اللا تخطيط و ردود الأفعال الشخصية المتهورة ولن تصعب عليها ازاحة رئيس مثل ترامب ..”.في الوقت الذي يعتقد فيه عضو حركة الوفاق الاسلامي رفيق البغدادي ان “داعش افراز طبيعي لعملية ناقصة وطنيا وسياديا واخلاقيا لذا لايمكن ان ننتظر من المرحلة المقبلة الكثير “، مشيرا الى ان مرحلة مابعد داعش سوف لن تكون افضل من سابقتها –اذا لم تكن أسوأ منها – كما ان مرحلة مابعد داعش فيها مبالغة كبيرة والاحرى ان نطلق عليها مرحلة ” مابعد تحرير الموصل “.يمكن اعتبار داعش ” الباروميتر ” الذي نستطيع من خلاله معرفة هزيمتنا من عدمها ، ان هناك صفحة قديمة سيتم طيّها…وان هناك صفحة جديدة بادوات جديدة سيتم التعاطي معها كمنهج في الصراع الاقليمي “، مبينا :” ان التغير الحاصل في المعادلة الدولية والاقليمية، وتشوه صورة الاسلام السياسي بشكل فظيع، وظهور العلامات الواضحة لاستغلال الاسلام في صراع اسياد السلطة العربية، ادى لحصول ردات فعل لدى القيادات الدينية المعتدلة”.وتوقع ان يكون الصراع ما بعد داعش بين قيادات سياسية شابة تحاول ازاحة القيادات القديمة او العمل تحت ظلها بمسميات سياسية جديدة وبين محاولة ظهور نفوذ عشائري قوي يحاول ان يضبط بوصلة السلم الاهلي في تلك المناطق…ويختصر الدكتور خضير النداوي المتخصص في العلوم السياسية الموضوع بقوله :” ان ماتحقق هو انتصار في معركة وليس انتصارا في الحرب ضد الارهاب ، اذ يحتاج العراق الى اعادة بناء البشر قبل الحجر “.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *