بسكت مغشوش في دولة مغشوش! بقلم حميد عبد الله

بسكت مغشوش في دولة مغشوش! بقلم حميد عبد الله
آخر تحديث:

مع كلّ فضيحة فساد نقترب من حقيقة أن الدولة العراقية التي تشكلت بعد الاحتلال انما هي دولة مغشوشة من رأسها حتى قدميها‍!.
قد نَتفهم اسباب وخلفيات صفحة فساد حدثت سهوا، واخرى تمت بغفلة من المسؤولين، وثالثة طبختها اطراف تقبع خارج الحدود تتربص بالعراق شرا، ورابعة مرت بسبب ضعف الخبرة، وعاشرة مررت من تحت اقدام اجهزة الرقابة وتسللت سرا، لكن ما لا يقبله العقل هو أن يكون الفساد هو القاعدة والنزاهة هي الاستثناء!.
بالامس ظهر عبر شاشة احدى الفضائيات برلماني أردني، وهو يتحدث بحرقة وألم عن صفقة البسكت المتعفن التي جرت فصولها على الاراضي الاردنية، وبين جملة واخرى كان النائب يكرر عبارة: إننا نحرص على أطفال العراق حرصنا على أطفال الأردن!..
يا سلام على كل بلد يحترم فيه المسؤولون شعبهم، ويترددون ألف مرة قبل ان تمتد أيديهم الى المال الحرام.. تردعهم الغيرة قبل ان تخيفهم العقوبة، يوخزهم الضمير قبل ان تتراءى أمامهم زنازنين السجون التي تنتظر كل من يفسد ويسرق ويختلس ويسيء!.
لو كان المتواطئون في صفقة البسكت المسموم يتوقعون أن هذا البسكت سيصل الى بطون اطفالهم، هل سيبصمون على الصفقة المخجلة التي تلطخ شرف أي مسؤول فاسد بالعار والشنار؟.
بكل تأكيد سيترددون ألف مرة، ويسارعون لفضحها حتى قبل الشروع بها!.
الفساد في بعض أوجهه قتل مع سبق الإصرار والترصد، وفي بعضها إرهاب، وفي بعضها يدخل في خانة الإبادة الجماعية، خاصة إذا كان الضرر الناجم منه يطول شريحة كاملة، كما في صفقة البسكت المسموم.
سمم الله كل من هادن، وسكت، وتواطأ، وغض الطرف عن فساد يدنس الشرف ويطأطئ الرؤوس.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *