بلد الخسارات بقلم هادي جلو مرعي

بلد الخسارات بقلم هادي جلو مرعي
آخر تحديث:

بلد الخسارات

هادي جلو مرعي

يختلف العراقيون في تقييم وجود بلدهم الحضاري واحدث الآراء التي ساقها صديق على الفيس بوك يشير فيها الى قدم الحضارات العراقية التي نبتعد عنها كثيرا ولايربطنا بها رابط سوى أنها نشات على هذه الأرض التي نعيش عليها الآن ،فأقوام مثل الآشوريين والسومريين بنوا حضارات عظيمة ومضوا الى عوالم الغيب وإندثرت أغلب عمارتهم ومابنوه وأنشأوه بينما نحن العراقيين وفي هذا العصر نعود لجماعات بشرية هاجرت من الجزيرة العربية واليمن ومنا من قدم من آسيا الوسطى وتركيا وإيران وسواها من بلدان وعشنا وتكاثرنا هنا وتوزعت فينا الأهواء والرغبات والإنتماءات والخلافات وحولتنا الى صرعى لمراحل من المواجهة غير المتكافئة من النزاعات والنزعات والتسلط وغياب الرؤية والمنهج.إدريس الآشوري يقول : لوكنا من سلاسة آشور وبابل وأكد لأصبحنا الآن نتحدى الآمم بكل مقومات الحياة .. ولكن يبدو إننا إنحدرنا من شبه الجزيرة العربية، وكان أسلافنا عبارة عن قطاع طرق … فالتاريخ يعيد نفسه يازميلي الثائر دائمآ بوجه الواقع المؤلم..بينما يرد صديق آخر جوابا على سؤال إن كان العراق بلد حضارات أم خسارات : سأختارهما معا لعلمي المسبق بأن الإختيار يقسم الروح،وسأختارهما معا بفعل السلوك العراقي الحديث الذي يدفعني الى البحث عن أصولنا الحقيقية..فمن أين إذن جاءنا هذا الجنون.  صنعوا الحضارات عندما كان هدفهم واحدا ،وكانوا يدا واحدة ،و حاليا بلد الخسارات لأن كل واحد منهم يبحث عن مصلحته .أحدهم يتساءل عن نفع الحضارات القديمة التي تنفصل عن الواقع المعاش….. وفي ظروف قاهرة لايعود الإبتهاج والتغني بالحضارة ذي قيمة مادام هذا الواقع مرا فالماء والكهرباء والخدمات الصحية والأمن والعمل من أهم الحاجات التي تقوم عليها حياة الشعوب وعندما تفتقدها في وقتك الحاضر لايعود يعنيك المجد الغابر، ولاتلتفت إلا الى سبيل تحقيق الأمنيات والرغبات والحاجات الضرورية ،لكن بلدانا أخرى تعيش الحضارة وتحترمها وتمجد أثرها وتنشرها حين يكون الإستقرار والطمأنينة يطبعان حياة العامة ،ويكون الإقتصاد قويا وينعكس أثره الإيجابي على قطاعات واسعة من المجتمع وبخلاف ذلك لايعود من قيمة لشئ حضاريا كان ،أو واقعا معاشا ،بينما تعيش بعض الشعوب في الشرق حالا مزرية لاتتوفر فيها أدنى شروط الحياة الحرة الكريمة فمن طغيان الى طغيان ،ومن تسلط الى تسلط ،ومن جوع وحرمان وبلاء الى أسوأ من ذلك وأدهى وأمر وليس من اهمية لتذكر الماضي والفرح به وهو لايؤثر في الحاضر.كم من أمة تقوم اليوم على التطور التقني والبناء والحضارة الحرة والعمل والإجتهاد وبذل الوسع في سبيل بناء الأوطان دون ملل أو كلل وتربط حاضرها بماضيها بينما تتردى حالنا من سئ الى أسوأ ولانعرف كيف نستفيد من الماضي بقدر تغنينا به وتمجيدنا لرموزه من أيام حمورابي ونبوخذ نصر وووووو سواه من قادة حكموا الأرض العراقية قبل آلاف من السنين.

 

 

 

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *