بين أقدام جنرال إيراني ودبلوماسي أميركي!

بين أقدام جنرال إيراني ودبلوماسي أميركي!
آخر تحديث:

 بقلم:عدنان حسين

معيب جداً على الأحزاب الشيعية أن تستنجد بجنرال إيراني، هو قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، أو لا يعتريها الشعور بالحرج من استقباله، لغرض التدخّل في شأن عراقي داخلي متعلّق بصميم السيادة والاستقلال الوطنيين، هو تشكيل الحكومة الجديدة.ومعيب جداً أيضاً على الأحزاب الكردستانية أن تستنجد بدبلوماسي أميركي، هو بريت ماكغورك، أو لا تجد غضاضة في استقباله لغرض حلّ خلافاتها ووضع حدّ لنزاعاتها وتنسيق مواقفها حيال مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهو شأن داخلي كردستاني وعراقي.ومعيب أكثر على هذه القوى جميعاً أن يجري القبول بالتدخّل الإيراني والتدخّل الأميركي حتى قبيل الفراغ من عدّ الأصوات الانتخابية وفرزها والإعلان عن نتائجها النهائية.

هو أمر شائن في الواقع، لأنه في الحالين مؤشر على عدم بلوغ هذه القوى مجتمعةً، شيعية وكردستانية، مرحلة النضج وبلوغ سنّ الرشد كيما تعتمد على نفسها وتدير شؤونها وعلاقاتها بذاتها من دون وصيّ أو راعٍ.

وهو أمر شائن لأنّ هذا الذي فعلته قيادات الأحزاب الشيعية والكردستانية ينطوي أيضاً على قدر كبير من الاستهانة بموقف الشعب العراقي الذي من الواضح أنه، في هذه الانتخابات بالذات، قد صوّت، سواء بالاقتراع أو بمقاطعة الاقتراع، على إسقاط الصيغة السابقة لإدارة البلاد، وهي الصيغة القائمة على المحاصصة وعلى الاستعانة بالأجنبي، الإيراني والأميركي تحديداً، لتحقيق التوافقات بين هذه القوى والخلود إلى الراحة والاستجمام بعد تقاسم المناصب والمغانم في ما بينها.

وجود كلّ من الجنرال سليماني في بغداد (معلومات أفادت أيضاً بأنه استدعى إلى العاصمة قيادات من الأحزاب الكردستانية المتنفذة في السليمانية!) والدبلوماسي ماكغورك في أربيل والسليمانية، في هذا الوقت بالذات عشية الشروع بمفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، يمثّل إهانة سافرة للشعب العراقي الذي يتطلّع إلى تأليف حكومة عراقية خالصة لا أثر فيها ولا تأثير لإيران والولايات المتحدة وسواهما، على غرار ما حصل في السابق مرات عدة.

العراقيون انتخبوا للتوّ ممثلين جدداً لهم كيما يتولّوا بالنيابة عنهم تشكيل الحكومة الجديدة التي يريدونها وطنية مئة بالمئة لا تستنسخ أو تُعيد إنتاج الحكومات السابقة الضعيفة الفاسدة التي كان للأيدي الإيرانية والأميركية دور بارز في تشكيلها وفرضها على الشعب العراقي، وهو دور كان من أسباب فساد تلك الحكومات وعجزها عن تحقيق المطلوب منها، وغربتها عن الشعب.

كان على قيادات الأحزاب الشيعية والكردية أن تأخذ العبرة من نتائج الانتخابات الأخيرة التي دلّت بأوضح الصور على وجود غضب كبير ومعارضة حيال الطريقة التي أدارت بها البلاد على مدى الأربع عشرة سنة الماضية… الأحزاب غير القادرة على إدراك هذا، وعلى إدارة شؤون البلاد من دون حماية أو وصاية أجنبية، عليها أن تستقيل من الحياة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *