بين استعراض واستعراض         

بين استعراض واستعراض         
آخر تحديث:

         

  عبد الخالق الشاهر

تقول مذكرات جورج تينيت رئيس المخابرات الامريكية الاسبق  انه وصلهم خبر مؤكد ان الرئيس صدام حسين سيزور عائلته وبناته في الدورة ببغداد بالساعة كذا من يوم غد فاتصل هو بالرئيس بوش طالبا توجيه ضربة جوية مدمرة على المكان فرفض بوش قائلا أنه قد لا يأتي صدام وتموت عائلته وتعد جريمة حرب ضد مدنيين ..بعد النقاش تقرر ان يكون وقت الضربة هو هو وقت اعلان الحرب .

اما شوارتسكوف فقال في مذكراته عن العدوان الاول انه تم تخصيص 1500 طلعة جوية للبحث عن صدام حسين خلال المعركة .

في العام 1991 كنت ضابط ركن في رئاسة اركان الجيش .. تقرر حينها تنفيذ استعراض الجيش..وكان الغرض كما توقعت تحدي العدوان الامريكي ومعه التحالف الدولي وكنت اعرف ان العالم كله يبحث عن صدام حسين وأن اي ظهور معلن له سيعني نهايته .

بدأت الممارسات في ساحة الاحتفالات ونحن لا نعلم شيء عن توقيت الاستعراض وعنما استفسرنا جاء الرد ((امر السيد الرئيس القائد ان يكون يوم الاستعراض هو يوم نهاية صفحة الغدر والخيانة )) وكان الغرض برأيي كسب الوقت دون الاعلان عن تأريخ محدد …استفسرنا عن الموعد اعلاه فلم يكن مثبت رسميا فجاء الرد ((الثامن والعشرون من آذار)) ان لم تخني الذاكرة .قبل الموعد بأيام جائنا استفسار عن سير الممارسات وأن الرئيس يريد ممارسة جيدة متكاملة ليوم الغد ويجري تصويرها لعرضها على انظار سيادتهقبل بدء الممارسة ابلغنا ان على كبار ضباط الجيش استقلال الباص الموجود في وزارة الدفاع للذهاب الى الساحة لاعطاء ملاحظاتنا عن الممارسة ..عند وصولنا وجدنا صدام حسين في المقصورة وخلال اقل من ساعة حضر السفراء والملحقين العسكريين الاجانب واتحاد النساء ووو وبدأ الاستعراض ولم يتم بثه الا بعد وصولنا الى بيوتنا ..

خلال الاستعراض مر كردوس الضباط المتقاعدين فوقف الرئيس مصفقا للكردوس ووقف الجميع مصفقين وبعد دقائق أذيع في السماعات ان العسكريين المتقاعدين يعادون للخدمة في دائرة الاحتياط القريب لتكون معاشاتهم مساوية لرواتب المستمرين في الخدمة .

اما اليوم فلم نر استعراضا حقيقيا قياسا بحقيقة ان الاستعراض العسكري هو استعراض لهيبة الدولة امام دول العالم وشعوبها ..بل رأينا استمرارا وامعانا في تسييس كل شيء من الدين الى الدولة الى الجيش الى المذهب الى…. الاستعراض؟؟

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *