بين حياتين الأولى زائلة …والثانية خالدة …مفهوم جدلي لمعرفة حقيقة الوجود….؟

بين حياتين الأولى زائلة …والثانية خالدة …مفهوم جدلي لمعرفة حقيقة الوجود….؟
آخر تحديث:

 بقلم:عبد الجبار العبيدي

مجتمعان متناقضان ،الاول دنيوي زائل ، والثاني اخروي خالد ، كيف نفهمهما ونرتضيهما ،ونقتنع بهما في البداية والنهاية…؟ لازلنا ولا زال البعض منا يؤمن بهما نظريا ً، واحيانا تخالجنا الشكوك والاوهام فيهما ، وكيف ستكون عاقبة الدنيا مجسدة في الاخرة .

نظريات التاريخ المنغلقة والمنفتحة بحثت في هذا التوجه كثيرا ، وخاصة عند المؤرخ المسعودي في كتابه… أخبار الزمان ومن أباده الحدثان،ولم نجد شيئا ملموسا قابلاً لقناعة المنطق .

كل شيء في الحياة الاخرة مبني على الغيب ، ولا احد منا ولا من الانبياء والرسل يعلم الغيب، وكل احاديث الغيب التي اوردتها كتب الصحاح احاديث احادية لا ثبت لها ابدا، بنص الاية الكريمة : (لوكنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء”الاعراف 188).

الآية الكريمة تنفي كل احايث الغيب التي رواها الفقهاء،كل الفقهاء دون استثناء ،فعلينا ان نسدل الستارة عن التفسير والفتوى الفقهية لمخالفتها التشريع .علينا اليوم ان نفكر بمستقبلنا من جديد وفق حقائق التاريخ لا ما طرحته مؤسسة الدين من أقاويل ثبت فشلها باليقين .كل مؤامرات السياسة جاءت من اجل سلطة باطلة أرتبطنا بها بعيدا عن مفاهيم واوامر الدين،حتى اصبحت لنا سلطة غاشمة تحكم بالباطل ، وشعب مُتخلف يُطيع..نعم لقد حققت فينا سلطة الدين ما أرادت ولازالت تريد المزيد(هذا سني وذاك شيعي،كلها أكاذيب)..فهل سنبقى العمر كله من المغفلين ؟ علينا واجبا انسانيا ووطنيا وتشريعيا ان نطالب اليوم بأنهاء سلطة فقهاء الدين ..ونتجه نحو تطبيق الديمقراطية والحرية والقانون والاخوة والحكم الجماعي وحقوق الآدميين.

ان الجدل او النقاش في الغيبيات امر مرفوض كما يدعي الفقهاء ،ونحن لنا رأي مخالف بنص الآية الكريمة لقوله تعالى : “وجادلهم بالتي هي احسن “. أما ما قيل في آية سورة البقرة 187 التي يقول فيها الحق: (….وتلك حدود الله فلا تقربوها …”. هذه الآية لا علاقة لها بنقاش الغيبيات،وأنما علاقتها بآيات الحدود. ان القرآن الكريم يبيح النقاش حتى في المحظورات (لكم دينكم ولي دين )، ونظريات العلم الحديث تبيح النقاش فيها ايضا ، لأن نظرية تقديس النص بموجب النظرية العلمية الصرفة …. تمثل الغاءُ للواقع …فكيف نوفق بين الرأيين..؟

ان الواقع الديني لعالم الغيب مجسد في القرآن بسورة (ص) آية 15 والتي تقول:”وما َينُظرُهؤلاءِ الا صيحةً واحدةً ما لَها من فواقٍ”.اي ما لها من رجعة . ويقصد بكلمة الفواق في الاية الكريمة هنا هو ترديد الشهقة العالية للانسان عند النزع الاخيرقبل الموت، ولا

2

عودة لها معه ابدا. وفي المصطلح لا عودة لها ابدا،اي قيام الساعة وانتهاء الكون “انظر لسان العرب كلمة فوق” .

ويؤكد النص المقدس ان الجنة والنارنقيضان لا يلتقيان لقوله تعالى:”لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون ،الحشر 20″، وسيظهران على انتهاء هذا الكون “وعلمهما عند الله “كما في قول الحق:” ونفخَ في الصورفصعق من في السموات ومن في الأرض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فأذا هم قيام ينظرون، الزمر 68″. ولكن علينا ان نفهم هل ان الكون الجديد هو وجود مادي بالضرورة يتعايش مع قانون جديد على اثر انتهاء قانون الحياة الحالي، وان هذا الوجود سيكون قرارا آلهيا ًنهائيا ،يقول الحق :”يا قوم انما هذه الحياةُ الدُنيا متاعُ وان الاخرةَهي دار القرارِ،غافر 39″.والعلم الحديث يقول اذا انتهت الحياة بهذه الصورة التي تفسرها مؤسسة الدين عن النص المقدس،فما اهمية وجود الخالق بعد هذا الفناء للحياة الدنيا ؟سؤال بحاجة الى جواب من مؤسسة الدين؟

. لكن المتتبع لايات القرآن الكريم يرى ان في الجنة ازواج “هم وازواجهم في ظِلال على الارائك متكئون”ياسين 56″، وفي النار ازواج”وآخرُ من شكلهِ أزواجُ، سورة ص آية 58″. ثم يتحدث القرآن عن طعام وشراب ، وجنس ومحبة ، وانهار من لبن وخمر، سورة محمد 15، النحل 66 .ونحن نقرأ ولا نعلم محتواها وماهيتها ولم نفهم معناها، لانها لازالت سرا من اسرار الغيب المجهولة وعلمها عند الله . وكل ما نقرأهُ عند كل المفسرين جاء على الحدس والتخمين ،

لا غيرلجهلهم بالتأويل ..

كلمة الجنة لها معانٍ كثيرة في المعاجم العربية ، ولا مجال لذكرها هنا،لكن خلاصتها هي كالبستان المشجر المغطى بالزروع كما وردت في ايات الكهف ،يقول الحق :” أولئك لهم جناتُ عدنٍ تجري من تحتها الأنهار…متكئين فيها على الأرائك…جعلنا لأحدٍ جنتين من أعنابٍ وحففناهما بنخلٍ وجعلنا بينهما زرعاً.. 30 -35، ويؤكدها ايضاً في سورة سبأ آية 16 “، اما النار فلم تأتِ الا كاسم جنس دنيوي وهي نكرة مقصودة، كما في سورة ابراهيم” :يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم”الانبياء 69″.

لكن كليهما (الجنة والنار) غير موجودتين اليوم ولم تظهران الا بعد نفخة الصور، ويقصد بالصور هو التسارع في تغيير (الصيرورة الزمنية ) عند حلول التغيير الكوني المفاجىء” ونفخ في الصورفصعق من في السموات ومن في الارض……الزمر آية 68″ وبه ينتهي عمل المادة في المجتمع الدنيوي ليحل محله مجتمع النقيض بموجب الاية الكريمة ” : ” ويقول الحق : “ويوم تقوم الساعة يُقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون الروم 55″وهذا يعني ان ما يدعيه الفقهاء وقراء القبوربعذاب القبر غير موجود، وايات اخرى كثيرة تؤيد هذا الاتجاه، والاية الكريمة تقول”يسئلونك

3

عن الساعة آيان مرساها،قل أنما علمها عندربي….. الاعراف “187. وبما ان الجدل مسموح به من الناحية الدينية والفكرية بحدود العقل والمنطق بأستثناء الغيبيات،”. يقول الحق: …”وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله…النحل 125 ” اي ان النقاش يجب ان يكون مدعوماً بالدليل .والأمام علي (ع) يقول الحجة بالدليل، أنظر النهج

لذاعلينا عقد مقارنة بين الحياتين على ضوء الايات القرآنية الكريمة التي وردت في الكتاب الكريم دون رأي مسبق منا ومن مؤسسة الدين . فالقرأن حقيقة مطلقة بنص مكين ،يقول الحق “ألم ترَالى الذي حاج ابراهيم في ربه ان أتاه الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي وأميت قال أبراهيم فأن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين……….البقرة 258”.

ان الحاكمية المطلقة هنا لا تدخل في المطلقية الشمولية دون مراعاة اسسها القويمة،وأسسها القويمة هي الشرعية لحفظ حقوق الناس من العبث فيها ، ودون السماح لمن يدعون تطبيقها على الارض لهم حق تنفيذها ، كالموقف من اطلاق اللحى ، وحجاب المرأة ،والدشداشة القصيرة ، والسواك ،وزواج القاصرات الباطل ،والتلاعب في قوانين الاحوال الشخصية ،لأن هذا يمثل طغيان فردي جماعي من مؤسسة الدين التي لا يعترف بها الاسلام ولا يخولها حق الفتوى على الناس ، ولا يميزها بلباس معين ،ولا علاقة لها بالحاكمية ،ولا يعطيها الحق المقدس.. وهو مرفوض من وجهة نظر النص الشرعي. لان الاية القرآنية تخضع لقواعد التأويل العلمي واجماع علماء التخصص بنص الاية”( 7) من سورة آل عمران : “وما يعلمُ تأويلهُ الا الله والراسخون في العلم” وليس للفقهاء من دخل فيه. والفرق بين الفقه والعلم والفقهاء والعلماء كبير يحتاج الى بيان ،لذا يجب نزع صفة العلم عنهم وعن مجتمعاتهم الفقهية.

وللمقارنة بين المجتمعين نقول :

في المجتمع الدنيوي وجود ظاهرة العمل، فالأنسان يجد ويجتهد ليحصل على الكفاءة من اجل العمل.وحتى الحيوانا ت الآليفة والمتوحشة تجد من اجل الحصول على العمل لتعيش . بينما في المجتمع الأخروي حسب ما جاء في النص المقدس ، الراحة والطعام والجنس والخمر مع حور العين ..ولا عمل…،يقول الحق :” لا يمَسهم فيها نَصَب وما هم منها بمُخرجين ،الحجر 48″.، وكلمة النصبُ تعني الاعياء بعد العناء الذي لاقوهُ في الحياة الدنيا من جراء تنفيذ ما امر الله به .

لا احد يستطيع ان يعلق على ما اوردته الاية الكريمة سوى على طريقة الاجتهاد الفردي،وكل ما جاء من تفسيرات الفقهاء يدخل تحت هذا الباب او المنعطف المُبهم الذي لا يعلمه الا الله جلت قدرته،لذا تخبط الفقهاء في التفسيرات المتناقضة وخلقوا لنا كل هذه الفِرق الدينية المتناحرة ،لكن الارجح ان الله سبحانه وتعالى اراد للمؤمنين الصادقين ان يمنحهم مكانة التكريم والتقدير ويجعلهم في سررٍ متقابلين تكريما لهم،وجعل للاخرين الذين أنحرفوا عن الاستقامة نار جهنم خالدين فيها.

4

نقيضان يتعايشان في مكان لا يدركهما ولا يعلم مكانهما الا هوالله تعالى. لذا فأن القطع فيهما آمر يحتاج الى دليل.نحن بحاجة ماسة الى تأويل جديد للنص الديني يتوفر فيه شرطان الاول ثبات النص مثلما نزل على محمد(ص) ، والثاني حركة المحتوى ليتوائم مع التطور الزمني، والا سنبقى في مكاننا لا نتحرك ابدا،ولا أدري من خول الفقهاء وضعنا بهذا السجن الحديدي المقفل ؟ ألم يكن من حقنا ان نخرج ونكسر الاقفال والسياج معا لنصل الى الحرية الفكرية الحقيقية التي منحها لنا الاسلام ،مثلما وصل اليها الاخرون أصحاب الديانات الاخرى كالمسيحية واليهودية وتقدموا.ولنتسائل مثلما تسائل قبلنا الاخرون ،ماذا سنفعل بكتب التراث والتي يطبع منها كل سنةٍ الملايين ولا تزيدنا الا أنغلاقاً وتخلفاً ، لكنها تُدرس وتقرأ على أنها الاسلام،أنها كارثة حقيقية التي نعيشها اليوم مفروضة علينا بسلطة الحاكم الظالم ، والذي من اجله فُرضت وباموال الشعوب وجهدها طبعت ووزعت وترسخت خطئاً في الأذهان ،انها مشكلة لا نعرف لها حلاً .

وفي الحياة الدنيا وجود ظاهرة الصحة والمرض، واختفائهما في الاخرة .

ونحن نعلم ان الصحة خلاف السَقم، والأنسان الصحيح هو السليم،والمريض هو العليل.وفي لسان العرب يطول شرحهما.والدواء هو شفاء المريض،وفي الشفاء والدواء ابواب كثيرة ذكرها العلماء والمتخصصين قديما وحديثاًً،والله يقول: واذا مرضتُ فهو يشفين ،الشعراء 80 .في باب الصحة والسقم أمور كثيرة….” أنظر دائرة المعارف الأسلامية “.كلها غفلها الفقهاء لعدم قدرتهم على تفسيرها.

بينما نجد اختفاء ظاهرة المرض في الحياة الاخرة ، وليس لدينا ما يعرفنا بهذه الظاهرة فيها ،والقرآن الكريم هو المصدر الوحيد الثبت يقول :”….وان الدار الاخرة لهي الحيَوَان لو كانوا يعلمون،العنكبوت 64″.والمتتبع لكلمة الحيَوَان في المعاجم العربية يجدها تعني كلمة الحياة الدائمة ، أنظر لسان العرب كلمة حياة.

والحَيوان اسم يقع على كل شيء حي ، وفي كلتا الحالتين من في الاخرة يبقى حياً في الجنة ، ومن في النار يبقى خالدا فيها، الا اذا شاء الله ، والله ارحم الراحمين. لذا فكلمة الحيوان يقابلها الموتان .والموت هو نقيض الحياة بالمفهوم الدنيوي عند الانسان،لكن الموت والحياة هما حياة بمفهوم القرآن الكريم كما في الاية 2 من سورة الملك”الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم احسن عملا وهوالعزيز الغفور”. فالحياة والموت هما خلق ،لذا فالمصطلح القرآني بحاجة الى تأويل علمي ليستفاد منه الناس ، والا لما جاءت الاية اعتباطا اوعلى سبيل العضة والاعتبار.

في الحياة الدنيا وجود ظاهرتي الخير والشر،والأخيار والأشرار، ولا وجود لظاهرة الشر في الاخرة :

وقد ذُكرتا في القرآن بمواضع عديدة . لكنهما ليست من المُطلقات ،ولا معنى لهذين المصطلحين في قاموس الحياة ،لكن معناهما في قاموس الاخلاق والفلسفة عظيما.ولم يعرفهما الانسان الا بعد شوط

5

كبير من الحياة حين نما في فكره الاعتداء وسبل مقاومته ، والمعاونة وسبل تحقيقها ، ومن يتابع في الحضارتين المصرية والعراقية القديمتين يجد كلاماً كثيرا عن الخير والشر، والحق والواجب ، وما يليق وما لا يليق، فقد ذكرت في الشرائع العراقية القديمة ، وجاءت مجسدة فيها ،كاصلاحات اوركاجينا وشريعة آور نموعند السومريين ، و قانون حمورابي عند البابليين قبل اكثر من ثلاثة الاف سنة الذي احتوى على 282 مادة عجزت الدساتير الحديثة من تحقيق بعضها وخاصة في قوانين الاحوال الشخصية وحقوق المرأة والطفولة. هذا القانون العظيم الذي يريد له اصحاب نظرية الجنس تخريبه في العراق اليوم .

لقد أحتل مصطلحي الخير والشر فيهما نصيباً،حتى لنلمس الشعور عندهم بضرورة حماية الخير ومقاومة الشر، ولهما منظور معين من وجهة نظر التاريخ،لان لكل منهما جوانب معاكسة لما يهدف اليه المصطلحان .

فكلمة الخير لها جوانب في الشر ،ولكل شر جوانب في الخير ، حتى قالت العرب : “رب ضارة نافعة”.

بينما أختفت ظاهرة (الشر) في الحياة الاخرة ، كما جاء في التنزيل الحكيم : “ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ اخواناً على سررٍ متقابلين،الحجر47″ . وكلمة الغِل هي الحَسَد ، وقال الزَجاج في لسان العرب تحت كلمة غِل: ان تفسير الاية يعني انه لا حَسدَ بين بعض اهل الجنة من بعض في علو المرتبة ، لان الحَسَد غلٍ وكدر ، والجنة مبرَأة من ذلك . والنزع يعني الاقتلاع ،اي تحويل الشيء عن موضعه ، وان كان على نحو الاستلاب،كما تنزع النفوس من صدور الظالمين نزعاً ، والنزع احيانا يأتي من النفس الانسانية حين تنازع صاحبها نزعا اي مغالبة كما قيل : (ونازعتني نفسي الى هواها) اي غالبتي ، والنزع يعني ايضاً،القلب او الاقلاع ،واحيانا تاتي المجاذبة والمصافحة من قوله تعالى :”يتنازعون فيها كأسا لا لغوٍ فيها ولا تأثيم” الطور 23 ” ،اي ان الله ينفي عنها ازالة العقل بالكلية لانها خمرة صافية :”..بيضاء فيها لذة للشاربين،لا فيها غولُ ولا همُ عنها يُنزفون”الصافات 46 ،47″.

وعلى الجملة هي الالغاء التام لهذهالظاهرة الضارة في الاخرة فلا صداع رأس ، ولا اوجاع للبطون ،ولا ازالة العقل بالكلية ، هكذا يفسرها المفسرون كما جاءت عند الحافظ ابن كثيرفي تفسيره للقرآن الكريم ، ونقلها لنا الشيخ محمد النجدي ونحن منهم نقرأ ونصمت،ولا ندري الحقيقة ؟ وهي بحاجة الى تحقيق ؟

وفي الحياة الدنيا توجد ظاهرتي الحرب والسلام ، ولا ذكر للحرب في الاخرة،

ولقد ثبت فعلا ان الحرب اذا لم تكن دفاعاعن الحقوق والاوطان فهي لاتفيد القائمين بها في شيء،فكل حروب الغزو والتوسع تؤدي الى خسائر تزيد على مكاسبها،وردود افعالها اكبر من نفعها

6

،وحروب اليونان والرومان وهتلر وموسليني مثلا واضحة في ذلك.،لكنهم عليهم ان لا ينسوا خراب اوطانهم وهدم ديارهم وتحطيم كبرياء نفوسهم وانتهاء عظمتهم، عندما تدور الدوائر عليهم لانتزاع حقوق الناس والاوطان منهم كما حصل لنا في 2003 وسيحصل للاحقين.من هنا نفهم ان كل امجاد الحروب والغزوات شر وويل ودمار. فهل يعي اصحاب النفوس المريضة من الظالمين المصير..؟

لكن حروبنا اليوم ضد داعش الاجرام هي خير يرتجى منه الاصلاح.

اما ظاهرة السلام فقد نادى بها القرآن في الدنيا قبل الاخرة ودعى اليها”واذا جنحوا للسلم فاجنح لها” وايات اخرى كثيرة، وكل الانبياء والمرسلين دعوا اليها وطبقوها ولم يلجئوا الى الحرب الا اضطراراً.

وتبقى الرئاسة والولاية شغل الشاغلين في الحياة الدنيا ولا أثر لها في الحياة الأخرة.

الأسلام والقرآن آيديولوجية تقدمت على الآيديولوجيات الحديثة الرأسمالية والشيوعية ،لكن القائمين عليه لن يفهموه ولن يقبلوا ان يفهموهم الناس ، خوفا على ضياع الرئاسة والسلطة والمال منهم …؟ بدليل أنهم اخفوا دستور المدينة ومنعوا التآويل القرآني المنصوص في الآية 7 من سورة آل عمران ؟ .فعلى من يتشبث بالرئاسة دون عدل واستقامة عليه ان يرى مصير عاد وثمود ، وكيف أزالهما الله من الوجود،عندما دار الزمان وأبادهما الحدثان..فهل يعقلون ؟

اللهم ربي ألحق بهم الحاضرون وكل الفاسدين .

لكن العالم الاخروي يخلوا منهم جميعا ، فلا رئيس ولا مرؤوس ، ولا حاكم ولا محكوم، ولا طبقات فيها سادة وعبيد ،الكل على الارائك متكئون ،ومن حور العين والولدان المخلدون متمتعون- ليس لدينا لها من تفسير منطقي في التطبيق – ،فلا غلٍ ولا عوز هم ينظرون,بل عدل ومساواة وتكريم هم فيها يتمتعون.اذن لابد من خلق متين وامانة وصدق وصفاء نية وبعد عن الخداع يتعاملون.واهل النار ينادوهم من وراء حجاب فهل لهم ينتصرون،الاعراف 45-46؟ فرق بين الثرى والثريا.

وفي القرآن الكريم قوانين الجدل،والجدل ذكرحصراً في القرآن والفلسفة القديمة، : “ولقد صَرفنا في هذا القرآن من كل مثلٍ وكان الانسان اكثر شيء جدلا”الكهف 54″.اي ان الجدلية الانسانية لا مثيل لها عند غيره لاتصافها بالعقل والمنطق والمعرفة الانسانية. وقد أهملها الفقهاء بحجة لا يجوز التدخل في افكار الدين …؟ وأمور أخرى كثيرة في الجدلية بين الشيئين..

بقي ان نقول رأينا الشخصي هو:

7

ليس من السهولة على الكاتب او الباحث في دراسة مجتمعين متناقضين،لا سيما الاول دنيوي انساني والاخر اخروي رباني ،لكل منها مقاييسه الحضارية والفلسفية المختلفة ان يصل فيها الى نتائج قطعية ومتكاملة . لاسيما الاول مجتمع مادي والثاني معنوي صرف، وان تحققت فيه الماديات غير المعروفة ولا المرئية . فالمجتمع المادي لا حدود لكفاية المطامح فيه،وعُمدته العقل وحسن التصرف لكبح الطموح المادي وايقاف الانسان عند الحدالمعقول فيه حتى لا يتجاوز حقوق الاخرين ويعتدي على المال العام وحريات الأخرين كما جاء في الوصايا القرآنية العشرة أنظرالآيات 151-153 سورة الأنعام.في هذا المجتمع الدنيوي يتصارع الانسان مع غيره كتصارع الحضارات مع بعضها البعض صراع مادي وصراع فكري،وهو الميدان الاوسع للصراع الثقافي ،لان الفكر هو الذي يسير التاريخ.

وعلينا ان نتسائل هل بانتهاء الحياة وحلول الاخرة ستنطفأ الشمس وينتهي القمر، فالشمس والقمر لا ينطفآن فجأة لانهما ظاهرة فلكية لا تزول بغتة ، ولكن القرآن يقول ” قل انما علمها عند الله،الاحزاب 63″.فهل سيحصل فصل قانون صراع المتناقضات عن الوجود المادي؟ وهل ان طبيعة المادة وتركيبها في الكون الجديد بعد البعث والحساب ستسمح برؤية الخالق عز وجل ام سيبقى من في الارض والبحر والسماء في حالة ذهول؟

أسئلة كبيرة ومحيرة لم يستطع فقهاء الدين – ولن يستطيعوا – ان يعطونا جوابا عليها لجهلهم بها ،لكن الواقع العلمي هو الذي يفسرها بالحجة والدليل حين يقول : ان الحياة والكون باقيان ، وانما البشرهو الذي سيتغير اذا حدث الصور الجلل،على غرار عاد وثمود فما ابقى…؟انظر الجدلية العلمية عند المعتزلة واخوان الصفا وفي نهج البلاغة.

مالم نتخلص من مؤسسة التفسير الترادفي الخاطىء للقرآن الكريم ، سنبقى الى الابد في خانة الأنكفاء والتخلف وعدم معرفة حقائق الوجود في الحياتين معاً ..؟.

معاني القرآن الكريم :حقيقة موضوعية مادية وتاريخية لا تخضع لأجماع الأكثرية من المفسرين،بل للفلسفة العلمية الخالية من الحدس والتخمين خارخ لغة الترادف اللغوي..

معنى الحروف التي جاءت في أول السور القرآنية : هي ليست حروف عادية منفصلة عن الآية بل كل منها جزء من آية ، وكلها تحمل الصفة الكونية.بحاجة الى تأويل لعدم معرفة المفسرين بتأويلها.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *