بين هزيمة البرزاني أمام اسود العراق…وبين هزيمة المالكي أمام ثعالب داعش …شبه وتشابه …؟

بين هزيمة البرزاني أمام اسود العراق…وبين هزيمة المالكي أمام ثعالب داعش …شبه وتشابه …؟
آخر تحديث:

 بقلم:عبد الجبار العبيدي

صمت البرزاني صمت القبور أمام هزيمة جيشه المتخاذل أمام أسود العراق في ليلة وضحاها ..كما صمت نوري المالكي صمت القبور هو الاخر ..بهزيمة جيشه وأركانه أمام ثعالب داعش الأجرام.. الفرق بين الهزيمتين الأولى حدثت في حزيران 2014….والثانية في أكتوبر 2017 . لكن المصيبة المزرية ان الأثنين لا زالا يدعيان الوطنية وقيادة الامة…..اذا لم تستحي فأفعل ماشئت ..؟.

قرأت حالتين في التاريخ الاولى حدثت في الأندلس عندما عبرت جيوش المسلمين جبال البرانس وانهزمت امام الجيوش الفرنجة في جبال البرانس…وعندما حلت الهزيمة في المسلمين أنتحر القائد عبد الرحمن الغافقي خوفا من التاريخ …وعندما هزمت الجيوش الالمانية في الحرب العالمية الثانية انتحر هتلر كي لا يقال عنه خائن وطن..وخوفا من التاريخ..

وتكررت الحالة بهزيمة صدام حسين عام 2003 فهرب دون انتحار… بينما مات الخميني هما بعد ان تجرع السُم في هزيمة الايرانيين عام 88.

ان الفرق بين الهزيمتين..كانت جيوش المالكي مدربة وتحمل اركانية القيادة ..بينما جيش البرزاني مجرد جندرمة سماها بشمركه..ليس لديها في قتال الجيوش المنظمة من خبرة المتمرسين.

تصور كيف قبل المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة العراقية ، تعيين رئيس اركان لجيشه الجديد من البشمركة الذين لا علم له بتاريخ الحروب وتدريبات الجيوش .. لمدة ثمان سنوات…. لانه كان يظن ان اصوات الاكراد هي الضامن له بولاية جديدة…ولكن هل كان لا يدري كيف اشرف هذا القائد الطارىء على جيش العراق القوي من حيث التدريب والتسليح وبناء الخطط العسكرية ومشتريات الاسلحة ونوعيتها وصلاحيتها للاستعمال وأتلاف مليارات الدولارات..لو كان معينا بقانون..وكيف قبل المالكي التعيين وهو يدري ويدري انه يدري ان القائد الجديد ليس له خبرة التعيين..الم تكن هذه خيانة وطن..؟ من هنا بدأ المشوار..

والمشوار الثاني عندما بدأ المالكي بتطبيق قانون الأجتثاث بأزدواجية المعاييربين الضباط والمراتب وكأن العراقيين غير متساويين امام القانون..،فحرم معظم الضباط الأكفاء من مساهماتهم العسكرية الناجحة واستبدلهم بضباط الدمج حتى اصبح الجيش وكله آلوية وفرقاء ولا ندري من أي مدرسة عسكرية تخرجوا ليصلوا لهذه الرتب العسكرية العالية التي يفتقر اليها حتى جيش الولايات المتحدة الامريكة..لذا كانت النتيجة ان انهزموا امام داعش تاركين رتبهم وملابسهم لتسجل عليهم عار الهزيمة في التاريخ.. ..

والمشوار الثالث بدأ بتعيين الوزراء والسفراء والمستشارين الذي لا تناسب عناوين وظائفهم من خبرة التطبيق..لذا اهمل التعليم والصحة والخارجية التي عبث بها هو شيار زيباري عندما اخذ يعين مزوري الشهادات ومن ليس لهم اختصاص السياسة ودبلوماسية التمثيل..لدرجة اعترف هو في احد كتبة بهذه الجريمة علنا (نسخة محفوظة في مكتبتي) .ولكن من يسئل ومن يحاسب في دولة الفوضى

2

الخلاقة التي ضاعت فيها المعايير.اما ايفادات المنافع فلا تسئل عنها فقد بررت بقوانين اعدها مجلس النواب دون دراسة وتعليل ..

والمشوار الرابع بدأ بمفاوضات الحدود ولجان المفاوضات التي ليس لها خبرة التفاوض ولا معرفة الحدود والمياة والسهول فوقعوا على العمياني بما اراده الجانب الاخر..حتى اني يوما وبلقاء دعوة مصادفة سألت فالح الفياض على هذا التجاوز فقال المفاوضات خطوط حمراء ليس للمواطن حق الاستفسار عنها….صلوات الحلو فات …. فأقتطعت من ارض العراق الكثير وحمل الوطن بتعويضات ما انزل الله بها من سلطان ليخدم بها زيباري اقليم الشمال تمهيدا للاستقلال الخائب الذي شاهدناه وانهاهم الى الابد…لانه كان معتديا والله لا يحب المعتدين.

والمشوار الخامس الذي بدئه بتعين الوكلاء والوزراء والمستشارين بالوكالة كما حدث لبنك التجارة والبنك المركزي ليخترعوا لنا مزاد العملة الذي اودى ب57 % ن مبيعات النفط لبنوك وشركات مصرفية وهمية ادت بالوطن الى ضياع الثروة ومديونية قدرة ب120 مليار دور لا احد يدري اين ذهبت.

والمشوار السادس بتطبيق (نظرية التغليس )على السراق والمخربين دون عقوبة القانون ..والمتعاونين معهم ..حتى هرب البعض بما حمل ( الشعلان والسامرائي والنصراوي والسوداني وغيرهم كثير)ولا زال البعض الاخر يمارس السرقة والتهريب دون حسيب او رقيب. وكأن الانتربول لا يشمل العراقيين وكلهم هناك في اوربا وامريكا واستراليا في مأمن من القانون..وطبعا لا يستطيع تطبيق القانون خوفا من شمول الأبن والاقارب بمحاسبة القانون..

والمشوار السابع في وزارة الكهرباء ورغم ما صرف من مببلغ يعاد 30 مليار دولا لا زالت الكهرباء تشترى من ايران دون محاسبة السارق الشهرستاني صاحب عقود الاستثمار النفطية الباطلة بمحاسبة القانون.

اما وزارة التجارة والحصة التموينية ..وشركات الاتصالات وسرقاتها للمواطنين ..وشركات الصيرفة والاستيراد على الخالي والبطال الذي به هدم المعامل والصناعة والزراعة المحلية حدث ولا حرج..اما تعيين اصحاب الشهادادت المزورة فقد جاءت بالسماح لأصحابها بفتح مكاتب سوق مريدي بعلم الحكومة للتدمير.والا هل معقولة ان يعين حامد البياتي مندوبا بدرجة مندوب يحمل دكتوراه وهو لا يحملها ولا يحاسب عن الغش والتقصير..فماذا لوكان عبد الجبار العبيدي لسيق لمقصلة الاعدام..بتجاوز القانون..

لكن الامر والادهى هي الفرقة الطائفية .تصور ان أثنين من المفصولين من الجامعة في عهد صدام ..واحد منهم يستلم ثلاثة ملايين كتقاعد وتعويضات خدمة تقدر بالملايين ، والاخريستلم 500 دينار بلا تعويضات ..لان الاول من اصحاب الدماء الزرقاء والاخر من المغضوب عليهم بالألقاب..

وهناك مشاوير لو عددناها لزادت عن مداد البحرالواسع الكبير. فهل مثل هؤلاء لديهم القدرة على صناعة دولة قانون ….نداء للعبادي فرصة العمر التاريخية بيدك اليوم اضرب واحفر في الارض لتستخرج الماء والكلأ وتكتب لك تاريخا سيبقى يذكرك مع الزمن.

3

ونعود لكركوك الحبيبة المغتصبة من النصابين والحرامية .. فنقول :

لا احد يستطيع ان ينازع العراقيين على مدينة كركوك الازلية ، فهي لا عربية ، ولا كردية ، ولا تركمانية ،ولا اشورية ولا غيرها ، وأنما هي مدينة عراقية منذ الازل.لا احد يستطيع ان يتلاعب بتاريخها وارضها ونفطها وشعبها ..واليوم الاكراد وهم من الطارئين عليها ، يحكمون ويتحكمون بالوطن يريدونها لهم ، نتيجة تماهل القوى العربية الحاكمة الخانعة خوفا على مصالحها الشخصية ، حين هرولت خلف الاكراد كهرولة الطفل خلف امه حين يطلب النجدة…كان خطئهم الاول حين اقروا لهم قانون 17% دون احصاء سكاني وهم 9% ،وهو مخالف للدستور، وتمكينهم من الأستيلاء على كل اسلحة الجيش العراقي السابق في شمال العراق والمهزوم من داعش بمؤامرة معروفة ، والا هل من المعقول ان ينهزم جيش العراق البطل امام ثلاثة آلاف من الدواعش المجرمين ، لا …القائد والجيش لا ينسحب من المعركة الا بأوامر القائد العام ولا غير..فأين تقرير سقوط الموصل المركون في جرارات مجلس النواب بأمر سليم الجبوري المتعاون مع الفاسدين..؟

لماذا أخفوه على المواطنين ،وتسخيرالأنسحاب بالكامل لمصلحة كردستان بالأتفاق بدليل ان مسعود برزاني صرح مباشرة بعد الانسحاب ان المادة 140 انتهت وحدود كردستان ثبتت..اذن علام اليوم يطالب بتطبيقها..؟،واليوم يريدون سهل نينوى بحجة المناطق المتنازع عليها باطلا لهم دون اعتبار من قانون..وجبناء المنطقة الغبراء تراهم صامتون..؟لان غالبيتهم مع المتأمرين..ويقف التحالف الوطني في المقدمة..؟ فهل يدركون اننا خسرنا مليون شهيد وخمسة ملايين أرملة ،ومليون طفل مشرد ،وكل البنية التحتية للوطن..وموارد الدولة التي بلغت 1000 مليار دولار امريكي لتسجل في البنوك الخارجية بأسمائهم دون تحقيق..والا لماذا لا يستقدمون حرامية التغيير..؟

لكن الابطال من اهلنا العسكر اخذوا اليوم بثأرنا من السارقين..حين اذاقوهم الكأس المر في هزيمة التاريخ..،ونحن نقول ان من يتساهل بالوطن ،يتساهل في العِرض والشرف والكرامة والوطن ، لانها هي الاربعة في مجمع واحد. يريدونها لهم بموجب المادة 140 الساقطة زمنيا وقانونيا منذ سنة 2007. ومن يريد ان يُحييها فقد أراد أحياء الموتى وهو ليس بقدير.ان تجاوز محافظ كركوك نجم الدين كريم بغطرسته الكريهة ،والمتجاوز على القانون برفع علم الأقليم عليها ، على الحكومة ان تقدمه للمثول امام القانون..وبقوة القانون..ولكنه ما ان سمع بمجيء الابطال هرب عند صاحبه واختفى مثل الثعالب في ادغال المزارعين ..وغدا سيأتون به ليحاسب في دولة القانون..على الرئيس العبادي ان يستغل فرصة التاريخ؟ لثبت امام التاريخ انه يلبي صيحة العراقيين …وهو عليها لقدير؟

ان كل التسميات التاريخية التي اطلقت على كركوك من قبل الاكراد جاءت اعتباطية لا جذر لها ابدا في التاريخ، وان الاصطلاحات الكردية والفارسية مثل ( كرخ سلوخا او كرميان ) تسميات لا تستند على اسانيد تاريخية لعدم وجود مثل هذه المناطق في كركوك الحالية ،وهي تسميات تجافي الحقيقة والواقع ألصقت بها لصقاً .لا بل حتى دهوك ليس للاكراد فيها من نصيب في التاريخ..أنظر معجم القبائل العربية ومن تعريبها؟لقد أخطأ صدام بمنحها لهم بموجب اتفاقية آذار 73.

يعتقد المؤرخ عبد الرزاق الحسني ان مدينة كركوك اشورية المنشأ والاصل لمنشيئها (سردنا بال) ملك الاشورين ،لكن العلامة طه باقر يعتقد انها منحدرة من اصل مدينة كركر الملتهبة بنار النفط الازلية، وهي عراقية.وقد مرت عليها اسماء كثيرة لمؤرخين كُثر، لكنهم اجمعوا على انها مدينة عراقية منذ فجر التاريخ ولم تسكنها جالية واحدة تنفرد في حكمها ابدا كما يدعي الاكراد باطلا بها اليوم من انها كردية حين جمعوا فيها كل اكرادهم من الأخرين؟.ولكن في حالة ضعف السلطة وضعف الحاكمين من اتباع حزب الدعوة واتحاد القوى المتمسكين بنهب المال العام والسلطة ،تتبدل المدن والحدود كما حصل لحدود وطننا في الجنوب والشرق .. حين اتخذوا من البند السابع وقرارات اخرى سندا في التغيير. لجهل وخينة المفاوضين..

4

.سيثبت التاريخ ان كل فكرة طرحها الاكراد كانت فكرة مميتة ،لكن الاكراد – من دون شرع الجماعة- لم يكونوا سوى أريين أميين ….لا يحسنون قراءة التاريخ ،وكان عليهم ان يتعلموا-وكان علينا ان نتعلم الدرس بأنفسنا،فنولد ولادة حضارية جديدة خلال معناة بناء حضارة ،فهناك تبادلية او جدلية بين الانسان والبناء الحضاري ،فكلاهما يولد من جديد في الاخر- والا كيف سيحكمون وطنا محاطا بأربعة دول عدوة لهم ولا منفذ بحري عندهم -،وكلاهما يتطور ضمن كلية تفاعلية واحدة،فأين حكامنا الجدد القابعين في القصور الرئاسية والمكنطقة الغبراء منها ؟.هل أصبح العراق ضيعة لهم ولمن خانوا الله والامانة وسرقوا الوطن وحكموا الجهلة فيه دون معايير،أم لهؤلاء المجاورين الذين يحلمون بعراق بلا دولة ولا شعب ،أم لكُتاب باعوا أقلامهم وضميرهم للشيطان . ليستقر لهم البال وتهدأ اعصابهم خوفأ من فضح جرائمهم الحالية والمستقبلية كما اوصاهم أردشير.

” أينما وجد الظلم في دولة فان الكُتاب الخونة ومؤازريهم هم المسئولون عنه .

هذا الوطن الحضاري الذي دمروه بتقصد … هل ستنفعهم اموالهم المسروقة .. ومناصبهم المآخوذة بدون وجه حق..لكن الخائن دوما لايفكر بعواقب خيانته الا على فراش الموت وساعتها لا ينفع الندم على فراش الموت النادمين..؟

فلا تعفو ايها المخلص عن مقصرٍ….فالعفو عن الذئاب هو عقوبة للخراف..؟

لكن اين رجال العراق المخلصين..من الذين وقعوا على تدمير الوطن عام 2003حين جاؤا بفلسفة انتهازية الشعارات، وبنظرية المطامع الحميدة، ومنطق ان المال هو الذي يحكم الحياة،، العنصرية والمذهبية هي النظرية الأفضل..فوقعوا في خطأ التقدير..؟؟ فهل اصبح السياسي والمثقف العراقي عندنا هو الاسرع في الخيانة الوطنية ..لأنه الأقدر …على تبريرها…؟

اخي المواطن العراقي المظلوم..كلهم سيسقطون كما سقط مسعود برزاني وذهب الى حيث يستحق..فالقرآن ما جاء ليقرأ ويُجود..,لكن لتطبيق العدالة والاستقامة..وهؤلاء سجناء المنطقة الصفراء كلهم انحرفوا عن الاستقامة والعدل المطلق..اوعدك انهم تساقطوا وسيسقطون غدا الى حيث ترغب وتريد ..لا تاريخ يكتب لمن تشابهت حالاتهم في خيانة الاوطان..فذهبوا الى حيث يستحقون..؟

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *