بغداد/شبكة اخبار العراق- كان اهتمام الدراسات الانسانية في السنوات الاخيرة واضحا في التعريف بمفهوم الهوية بعد الكثير من الاحداث السياسية والأمنية التي دفعت الباحثين والأدباء الى التنبيه من مخاطر التهديد لاندثار الهويات الفرعية او التصدع الذي يصيب الهوية الوطنية . من هذه المقدمة انطلق عماد جاسم للولوج في موضوع «تمثل الهويات الفرعية في الرواية العراقية (2003-2014)، الهوية المسيحية انموذجاً:، موضوع ررسالته لمتطلبات نيل الماجستير التي حصل عليها من الجامعة العراقية\قسم اللغة العربية.توجهت هذه الرسالة لنقل وتحليل رؤية الروائيين العراقيين فيما يخص قراءتهم للهوية الفرعية وللهوية الوطنية من خلال متابعة الشخصيات المسيحية في تلك الروايات كون الرسالة تبحث في الهوية المسيحية بوصفها هوية فرعية لها وجودها في المجتمع العراقي الحافل بالتنوع الديني . ولا يمكن اغفال ما حصل من حالة انقسام مجتمعي وصراع بين المكونات بعد عام 2003 بعد الاحتلال الاميركي للعراق وما اعقبه من انتشار الفوضى والتهديدات التي طالت الاقليات نتيجة ضعف الدولة وبروز جماعات دينية متشددة تكفر الاخر المختلف دينيا . وجاء الأدب العراقي بتنوع فنونه ليواكب ذلك الصراع على الهوية وينقل المخاوف والتصورات برغبة تجسيد الواقع أو تنبيه العراقيين من خطر الانقسام المجتمعي. ولعل الرواية هي أكثر الفنون الأدبية تعبيراً عن التجارب الاجتماعية والسياسية للجماعات. وهي المادة التي شكلت موضوع هذه الدراسة حول الهوية الفرعية. من دواعي اختيار موضوع هذه الرسالة: أولاً: اهتمام الباحث الشخصي بموضوع ألأقليات ونشاطه المستمر في ميدان الاعلام والمجتمع المدني من جهة وأثر موضوع الهوية في تماسك النسيج الاجتماعي من جهة أخرى. ثانيا:، حداثة حقل الهوية المسيحية وجدته في الدراسة الأدبية عموماً والروائية بشكل خاص في العراق. تضمن البحث دراسة سبع عشرة رواية عراقية صدرت في التاريخ المحدد في عنوان الرسالة وجاء تحديد هذه الفترة الزمنية بدءاً من دخول الاحتلال الأميركي إلى العراق ونهاية النظام السابق وانطلاق العملية السياسية الجديدة في عام 2003, إذ بدأ عصر جديد, وبادر أدباء وروائيون عراقيون إلى إستثمار مناخ الحرية المتاح بعد أعوام من سلطة رقابة صارمة كان يمنع فيها التطرق إلى الكثير من الموضوعات التي تتعلق بالدين والسياسة ومنها الخوض في قضايا الهوّية والأقليات. وتم أختيار الروايات على وفق قناعة الباحث بأنها تستوفي شروط البحث في تطرقها للهوية المسيحيّة من خلال شخصياتها الرئيسية والثانوية، ولشهرة الروايات ولأهمية كتابها.