تحالفات عراقية هشة ما بعد داعش

تحالفات عراقية هشة ما بعد داعش
آخر تحديث:

 بقلم: عبد الجبار الجبوري

ظهرت في الاونة الاخيرة ،تحالفات ومشاريع ، ترفع شعارات براقة ، ووضعت لها نظاما داخليا ، ارتكز على برنامج واسع لانقاذ العراق، وإخراجه من محنته وفوضويته، وإحترابه السياسي ،وجميع بنوده ومرتكزاته تجعل العراق( ربيع والجو بديع على قولة المرحومة سعاد حسني ) ، وكأنه المنقذ من الضلال ، ونسي هذا المشروع، أنه جزء من مشروع الاحتلال الامريكي والايراني، ومشاريعهما معا في العراق، بصورة أو بإخرى،سواء إعترف بهذا أم لم يعترف، وسواء قصد هذا أم لم يقصد ، لأن الداعم والراعي لهذه المشاريع( الوطنية / العربية / العراقية )، ماهي إلا واجهة أمريكية بأسماء عراقية، دعما وتمويلا وتوجيها وإشرافا ، ومؤتمرات بروكسل والنمسا وباريس وأنقرة وعمان وواشنطن ، ودعوة رموز هذه المشاريع لها في واشنطن، والاجتماع بها من قبل الرئيس أوباما وترمب، والكونغرس ومجلس النواب ومعهد واشنطن وغيرها ، هي دليل على أن جميع هذه المشاريع التي تدعي (الوطنية)، ماهي إلا صدى لتنفيذ المشاريع الامريكية في العراق بإشراف ال(c.i.a) ، ولا نستثنى أية جهة أو تحالف أو مشروع وطني أو عربي ، من الدعم والمرجعية الامريكية ، لمواجهة المشروع الايراني بأجنحته في العراق، أحزابا وميليشيات ، أمريكا تصنع شخصياتها من (الحلوى ) ،وعندما يحين وقتها تأكلها في حفلة رقص على جثث العراقيين ،وحفلة المقبور احمد الجلبي عراب الاحتلال مثالا ، وهكذا تصنع امريكا بيادقها في العراق، لتعلب بهم ،على وتر الطائفية والمحاصصة والقومية،وتستمر بهم الفوضى الخلاقة الى ما لانهاية ، اليوم يظهر لنا (تحالفا ) جديدا ،ولد من رحم بروكسل وانقرة وعمان وواشنطن ، يقوده رئيس مجلس النواب ، وقيادي الحزب الاسلامي سليم الجبوري، ومعه رموز وكتل سياسية فاعلة في المشهد السياسي العراقي وداخل العملية السياسية ، لها جمهورها الواسع التي تحظى به في محافظات (شئنا أم أبينا)، مثل السيد اسامة النجيفي وحزبه (للعراق متحدون )، أو السيد احمد المساري وحزبه وصالح المطلك وظافر العاني ووضاح الصديد ،وغيرهم أسماء مؤثرة في وسطها مثل رافع العيساوي وغيره ، ونقصد بهذا التحالف هو تحالف القوى الوطنية العراقية ، ليكون ندا وموازيا للتحالف الوطني ،الذي يتزعمه عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى، إذن هو ديكور آخر تضعه ادارة ترمب على رفوفها لاستخدامه (خراعة ) لخصوم (التحالف الجديد)، تماما كما فعلت مع صناعة ،المشروع الوطني العراق الذي يتزعمه السيد جمال الضاري، وجعلته المنقذ الاوحد للعراق ببرنامج وشعارات رنانة مغرية للاخرينولو إعلاميا، ومات هذا المشروع بعد مؤتمر باريس وظل هامشيا ،حتى إنه عندما استدعته الادارة الامريكية، لم يلتق به أي مسئول امريكي مؤثر في الادارة، عدا الهامشيين ومعهد البحوث دلالة على تهميشه، وهكذا فعلت مع المشروع العربي للشيخ خميس الخنجر ،الذي تحول الى حزب للمشاركة في الانتخابات المقبلة ، نحن نرى أن مشروع تحالف القوى الوطنية العراقية، نعم هو جاء لرغبة امريكية ملحة وولد ليواجه التحالف الوطني ويحسم الجدل بإنهاء الاقصاء والتهميش وغياب التواز في تقاسم السلطة ، وهذا صحيح ، ولكنه جاء إمتدادا طائفيا لمشروع المحاصصة الطائفية ،على أهميته في الوقت الحاضر والتغول الايراني، الذي أغرق العراق بالدم والاقصاء ،وسببا في ظهور تنيظم داعش الارهابي الذي ترعاه وتموله وتحتضنه، لتدميرما تبقى من العراق سياسيا وإجتماعيا ،بعد تدمير مدنه كاملة وجعلها أثرا بعد عين ، نعم تحالف القوى الوطنية حاجة آنية ،لكنها ليست طموح العراقيين من المطكون السني الذين هاجموه هم قبل غيرهم ، عدوه خطوة الى الوراء ، وعقبة كأداء في مسيرة خلاصهم من الاحتلال الايراني وميليشياته التي تعبث بالعراقيين قتلا وتهجيرا ،تماما كما فعلت داعش في مدنهم ، فهل يستطيع هذا (التحالف الوطني) أن يواجه ميليشيات إيران ويقف بوجهها ، ويقوم [غعمار المدن المدمرة، واعادة النازحين والمهجرين ، وإنهاء الطائفية وإعادة اللحمة العراقية ،بنفس عراقي وولاء عراقي لامذهبي ، فأي كيان يقوم على الولاء للمذهب والطائفة والمكون، مصيره الفشل حتما، هذا أولا ، وثانيا أن من يقود هذا التحالف ،هو من سبب كارثة العراق ،ووقع على الدستور الطائفي المفخخ بكل الاسلحة الطائفية القبيحة التي تقزم العراق الحضاري والتاريخي وثقله الدولي ،والذي اوصل العراق الى قاع الخراب وتدميره ، ونقصد به (الحزب الاسلامي وأمينه وقائده سليم الجبوري وإياد السامرائي، فالحزب الاسلامي كما يعلم الجميع ، ونتيجة لتقلباته السياسية ،التي أفقدته (قادته) أمثال طارق الهاشمي عمر عبد الستار ووأسامة التكريتي وعلاء مكي ونور الدين الحيالي ورافع العيساوي وعبد الكريم السامرائي ،قبل أن بفقد قاعدته الجماهيرية ،ويصبح منبوذا لدى جميع العراقيين قاطبة بسنتهم وشيعتهم وكردهم وتركمانهم ومسيحييوهم ، أعتقد وأجزم أن تولي السيد سليم الجبوري لقيادة التحالف القوى الوطنية ، سوف يكون عبئا على جمهورهم،وسببا للإبتعاد عنهم ، والتوجه الى بدائل أخرى وتحالفات ،وكتل أخرى لايوجد فيها الحزب الاسلامي ، بكل تأكيد وجود الحزب الاسلامي الفاقد لكل موقف وطني ،والمسبب الاول في دمار وخراب العراق، حتى في إسقاط مدنه في الموصل وصلاح الدين والانبار ، جعله في موقف المعادي لتطلعات العراقيين والخندق الايراني وما تحالفاته وزياراته لايران وأحزاب إيران، الا دليل على ما نقول ،ويعرفها الوسط السياسي كله، فما حدا مما بدا الآن ،ليكون في تحالف(وطني يرأسه لتنفيذ أجندة أقليمية من خلاله)، وفقدان الثقة كليا بهذا الحزب وقادته ، وهو إختيار غير موفق تماما إلا إذا إنفرض عليهم ، ولو كان السيد أسامة النجيفي لكان الوضع مختلف تماما ومقبولا جماهيريا، على الاقل في المحافظات السنية ، والعلاقات الدولية ، وهذا ليس مدحا له ،وإنما إستنتاجا وتحليلا ، رغم معارضتي لمشروع كهذا (مناطقي) وطائفي تحاصصي، في حين أدعو الى المشروع الوطني ،الجامع لكل اطياف الشعب العراقي وينأى بعيدا عن التحزب والولاء لايران وتركيا والسعودية وقطر، ويدعو ببرنامج واسع وصريح وجريء لمصالحة ومصارحة وطنية حقيقية ، يدعمها العالم أجمع ، ويلغي جميع قرارات الحاكم المدني، سيء الصيت بول بريمر،ولكن العمل بهذا المشروع هو ما حيلة الضعيف الا ركوب الاهوال ومواجهتها ،نحن نحتاج في مرحلة ما بعد داعش قرارات جريئة، وقادة جدد يخرجون العراق من محنته ، ومحاصصته ومعاناة شعبه ،ويعيد من تهجر ونزح ويعوض من إستشهد ومن دمر بيته ، أما أن نعيد وجوها إستهلكها الشارع العراقي، واصبحت خارج التمنيات ولايعول عليها، تطبيقا لشعار المجرب لايجرب، هو بحد ذاته مطلب جماهيري ، وما تصريحات مرجعية النجف ،وإعترافها بالأخطاء التي ترتكبها الاحزاب الطائفية، التي تدير السلطة بإسم (الشيعة )، وإعترافات مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، بحجم الفساد وسوء الادارة وتغول الميليشيات والانتفاء من حاجة الحشد الشعبي ، إلا إعتراف صريح بفشل الشيعة ،بحكم العراق منذ الاحتلال والى يومنا هذا ،وأن سبب دمار العراق وخرابه وتدميره ،هي الاحزاب الحاكمة والشخصيات الشيعية ،كما قال هذا أكثر من مرة أحد أهم أعضاء وقياديي حزب الدعوة عزة الشابندر، وأخوه المفكر ومنظر حزب الدعوة غالب الشابندرفي كتابه(خسرت حياتي)، هكذا تعيد الادارة الامريكية إنتاج تحالفات أكل عليها الدهر وشرب وتقيأ ،هي محاولة لإنتاج الفشل، وربما هو فخ لاسقاط من تبقى في العملية السياسية ،خاصة أن (خطة ترمب أصبحت جاهزة للتنفيذ بعد معركة الموصل ، وهي التغيير الجذري ،للعملية السياسية في العراق والشرق الاوسط ، وأزمة قطر جزء من السيناريو الامريكي لها ، وزيارات تيلرسون لقطر، وتصريحات الرئيس ترمب يوم أمس السبت وانتقاده لقطركداعم للارهاب ، وتغيير قاعدة العديد الامريكية من قطر رسالة لقطر والمنطقة ، أعتقد التغيير الجذري في العراق ،قادم لامحالة وعلى الجميع رفع المظلة لإتقاء المطر الامريكي المقبل …..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *