أثر الإشاعة على سير العمليات العسكرية في محاربة داعش

أثر الإشاعة على سير العمليات العسكرية في محاربة داعش
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- يقول المستشار الالماني بسمارك “يكثر الكذب عادة قبل الانتخابات، وأثناء الحرب، وبعد الصيد”، وهذا ما لمسه ويلمسه الجميع من خلال تجربة الانتخابات الديمقراطية التي مر ويمر بها البلد، او من خلال حربنا مع الارهاب منذ التغيير وحتى يومنا هذا، فتجد الشائعة على اشدها، سواء بالوعود الوردية التي يطلقها المرشحون على مسامع الناخبين، او بإشاعة تعرض بعضهم لمحاولة اغتيال، او بمحاولة تسقيط هذا المرشح او ذاك من خلال اتهامه بملفات فساد او غيرها، والجميع يعلم ماذا فعلت الشائعة بنا منذ العام 2003 حتى الساعة التي نواجه بها قوى الظلام والشر، سواء من دواعش القاعدة ومن تبعها من ازلام البعث المقبور، ونحتاج الى قواميس حتى نتحدث عن الفواجع التي حصدناها من تلك الآفة التي باتت تهدد مجتمعنا وتسهم في تفكيك وحدته، لكننا سنستذكر البعض منها، حتى نستفيد من الخطأ ونفعل الصواب.ويقول الطبيب النفساني علاء صالح نوري: ان الشائعة على مختلف تسمياتها غيّرت مجرى التاريخ في العديد من الامم، وغيرت بفعلها نتائج الحروب التي حدثت، لذا تجد العديد من الدول اعطت الاولوية للشائعة في خدع الحروب، لذا تجد القائد النازي هتلر استحدث وزارة خاصة اسماها وزارة الدعاية السياسية واسندها لواحد من المقربين له وهو جوزيف غوبلز، وكان عملها كما يقول نوري لتأليف الشائعة او نفيها، وقد ابدى غوبلز مهارة فريدة من نوعها في ادارة تلك الوزارة، وهو الذي تنسب اليه المقولة الشهيرة “اكذب ثم . اكذب…حتى يصدقك الآخرون”, واشار نوري إلى أن الشائعات سلاح فتاك في إثارة البلبلة وهي وسيلة الأعداء عندما يريدون تفكيك وحدتنا وإثارة الفوضى وعدم الاستقرار فيها، في السياق ذاته حذر نائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي – بعد الشائعة التي تناقلتها وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بشأن حادثة ناظم التقسيم – من الشائعات التي يطلقها اعداء العراق وارهابيو “داعش” من اجل كسر معنويات القوات الامنية، وقال الاعرجي  إن “ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية ما هو إلاّ حرب إعلامية من أعداء العراق الدواعش ومن ارتبطت مصالحهم بهم من أجل كسر معنويات جيشنا و شعبنا”.من جهته اكد عضو لجنة الثقافة والاعلام النيابية شوان داودي ان اغلب حروب ارهابيي “داعش” التي تمارس اليوم هي شائعات وعلى المؤسسات الاعلامية العراقية استخدام الحرب المضادة لمحاربة هذه الشائعات، وقال داودي في حديث اعلامي ان “حرب داعش الإرهابي  في العراق تعتمد بالدرجة الأولى على حرب الشائعات، وحتى سقوط الموصل حدث تحت تأثير الشائعات”، مبينا ان “الحل الامثل لمجابهة هذه الشائعات التي تمارسها داعش هي الحرب الاعلامية المضادة “، مضيفا ان “المؤسسات الإعلامية العراقية حتى الآن ليست بالمستوى المطلوب لمحاربة الشائعات، وربما قنواتنا الإعلامية في بعض الأحيان تخدم شائعات إرهابيي داعش من حيث لا تعلم”، مشيرا الى ان ” الاعلام سلاح ذو حدين فان لم يمارس بشكل صحيح فستكون نتائجه عكسية على الدولة”.اما المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن أكد في تصريحات “ان الحرب النفسية هي حرب مهمة وخطرة اذا اسيء استخدامها، او اذا لم تكن هناك دفاعات ضدها”، موضحا بأن “الشائعات واحدة من الادوات المهمة للحرب النفسية”، مضيفا انه “علينا الحرص وتغذية المعلومات بالسرعة الممكنة والمتابعة المعلوماتية للشائعات التي تستهدف الشارع ومن ثم مواجهتها بمعلومات مضادة بالتعاون مع جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومواقع التواصل الاجتماعي، وعدم خلق فجوة للعدو يمكن استغلالها في اية لحظة لينشر من خلالها اكاذيبه المضللة”، واوضح معن ان “الشائعات تنمو وتكبر عند وجود الغموض بالمعلومات والمواقف، ومن واجبنا كقوات امنية استخدام التغذية المعلوماتية، فضلا عن التواصل وبرامج التثقيف ورفع الروح المعنوية والوطنية لدى المواطن والتواصل مع المؤسسات ذات العلاقة”.الدكتور هاشم حسن عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد تحدث عن دور الإعلام في حرب الشائعات في ندوة حوارية اقامتها دائرة السينما والمسرح مؤكدا خلال حديثه  “انه من الخطأ أن نرمي بالحجر في بركة السياسة فقط بل يجب أن يكون هناك وعي وبعد نظر أكبر من ذلك فالخطأ (محلي ودولي وعربي)” وأضاف “اننا نعيش اليوم الجيل الرابع من الحروب حتى وصلنا الى عمليات تفتيت المجتمعات وهذا كله بفعل الماسونية العالمية”، وفي معرض حديث الدكتور هاشم حسن قدم نبذة عن تأسيس “داعش” وبدايتها والخيوط السلفية للقاعدة وبداية الحركة السلفية من عام 1974 حتى عام 1979 وصولاً الى منتصف التسعينيات بعودة العراقيين الأفغان ضمن مدرستين، هما القاعدة والاخوان المسلمين الذين قاموا بأول قتل منظم بأطراف حلبجة وهما حركتا (حماس الكردية وكتائب التوحيد) حتى تطورت أساليبهم الى الجهاد الالكتروني الذي يعتمد على الموسوعات التي تستهدف جميع أنواع المتصفحين، وشدد الدكتور حسن على الغوص بالمحيط المعرفي بشكل أكبر لمعرفة منابع الارهاب قائلا:”علينا أن نخلق إعلاما إبداعيا وليس ببغائياً يردد ما تقوله وسائل الإعلام الأخرى المضادة”، وأشار في ختام حديثه الى أن هناك جملة تساؤلات ومنها:” هل استطعنا أن نقدم أعمالاً تتناول كيفية صناعة الموت من قبل الجماعات الارهابية وكيفية مكافحتها؟ وأجاب: أنا لا أعتقد .. لذا يجب أن نعمل بهذا الاتجاه.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *