الحشد الشعبي والوحدة الوطنية اتجاهان متعاكسان

الحشد الشعبي والوحدة الوطنية اتجاهان متعاكسان
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة اخبار العراق- ميليشيات الحشد الشعبي العراقية التي دخلت معادلة الصراع في الأزمة العراقية ترتكب المجازر الغير مسبوقة في عدة مدن عراقية ، في الوقت الذي أصبح فيه نزيف الدماء اليومي هو الأصل و غير ذلك هو الاستثناء .ربما تكون الكيانات المكونة لهذه الميليشيات ليست جديدة على المشهد العراقي فكلها تنظيمات موجودة بالفعل لكن الجديد هو حالة الاحتشاد و التوحد التي هي عليه  الان ، فحسب مراقبين تضم نحو 25 جماعة مسلّحة مموّلة من إيران، كلها شيعية .و قد جاء هذا الاحتشاد لمواجهة انتصارات تنظيم داعش في العراق و توسعه أفقيا في معظم المدن العراقية الهامة ، و هي تعتمد على الدعم الإيراني كلية في تحركاتها و تدريبها كما يقول خبراء .مليشيا الحشد الشعبي تُدعم أيضا بشكل مباشر من احزاب السلطة “التحالف الشيعي” ، وتتبع في عملها أسلوب التهجير القسري للعوائل فتعتقل رب الأسرة والشباب وتجبر النساء على المغادرة ، كما تقوم بسرقة كل المحتويات الثمينة للمواطنين كما يقول شهود عيان ..وتلجأ الميليشيات أيضا إلى ارتكاب المذابح الجماعية ضد أهل السنة بغية إصابة المواطنين بالفزع واجبارهم على ترك منازلهم لتغيير التركيبة السكانية لصالح الشيعة .جدير بالذكر ان هذه الميليشيات  “الحشد الشعبي” تشكلت في 13 حزيران 2014 بعد فتوى “الجهاد الكفائي” التي أعلنها المرجع علي السيستاني، بعد سيطرة داعش الارهابي على محافظة نينوى.وقتها اعتبرت كل الفصائل والأحزاب الشيعية “الحشد الشعبي” مؤسسة عليا ينضوي الجميع فيها، وأنها تمثل توجهًا شيعيًا مسلحًا، ولهذا فإن أعضاء “الحشد الشعبي” انقسموا إلى فئتين بحسب مراقبين :
الأولى: هي الفصائل الكبيرة والمنظمة مثل كتائب “حزب الله وسرايا السلام ومنظمة بدر  وميليشيا عصائب اهل الحق وغيرهم، وهؤلاء في معظمهم مدربين ويملكون خبرة قتالية متراكمة.وسرايا السلام جمدت في الاونة الاخيرة من قبل مقتدى الصدر واستلام مواقعها العسكرية من قبل الجيش العراقي .

الثانية: هم من استجابوا “لنداء المرجعية” من الشباب وكبار السن، وهؤلاء في غالبهم لا يُجيدون القتال وليس لديهم خبرة عسكرية، ويعدون المحرقة الرئيسية في القتال مقابل “داعش”، ويقدر عدد مقاتلي الحشد الشعبي بين 50-70 ألف مقاتلاً.مجازر كبرى قامت بها الميليشيات راح ضحيتها المئات من اهل السنة في العراق و لا يزال ، كان آخرها قرية “بروانة” في محافظة ديالى  .” وهناك من يسأل إلى متى يستمر الدم المتدفق و النازف لأهل السنة في العراق ؟،حتى تقرير لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني،  يوم 20 شباط 2015  الذي جاء فيه بان استقرار العراق لايتم القضاء على داعش فحسب بل القضاء على كل الميليشيات المدعومة من ايران وهي مصدر القلق والاضطراب في العراق ولايحل السلام في العراق إلا من خلال بناء دولة تحترم فيها حقوق الانسان وحصر السلاح بيد الدولة .نعم الحشد الشعبي حقق بعض الانتصارات من خلال تحرير بعض المناطق من داعش الارهابي  لكن بنفس الوقت يزاول عمليات التهجير القسري في تلك المناطق لاغراض التغيير الديمغرافي ،وكل مكونات التحالف الشيعي حولت الحشد الشعبي من واجب “الجهاد الكفائي”الى ذيل اداري وعسكري اثقل موازنة الدولة العراقية الهشة ،والغطاء القانوني تحت عنوان “هيئة الحشد الشعبي” هو بحد ذاته مؤامرة سياسية ضد الاجماع الوطني العراقي ،هذا وطالب ثلث اعضاء مجلس النواب العراقي فرض الخدمة الالزامية بدلا من “الحشد الشعبي” لانه الكفيل في وحدة الصف الوطني وتقوية المؤسسة العسكرية واعادة تأهيل الجيش العراقي بدلا من تأسيس جيوش ذات عناوين فرعية لاتخدم عمليات الاستقرار  المطلوبة . من جانبه طالب تحالف القوى العراقية يوم 22 من الشهر الجاري الى الموافقة على نشر قوات حفظ نظام دولية في المناطق التي تمّ تحريرها من قبل الحشد الشعبي.لانه مرفوض تواجده في المناطق “السنية”.وحتى قانون الحرس الوطني المزمع اصداره هو لصالح الحشد الشعبي ، والواجب الوطني يتطلب الغاء الحشد الشعبي بعد طرد داعش من العراق.لان الوحدة الوطنية والحشد الشعبي اتجاهان متعاكسان.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *