بسبب تداعيات العملية السياسية .. هل تعود الفتنة الطائفية إلى العراق ؟

بسبب تداعيات العملية السياسية .. هل تعود الفتنة الطائفية إلى العراق ؟
آخر تحديث:

بغداد/ شبكة أخبار العراق- تقرير …خرج ليكمل معاملة في وسط العاصمة وعندما أراد العودة إلى منزله في احد أحياء الكرخ ،أوقف ثماني سيارات أجرة على الأقل قبل ان يعثر على سائق يرضى بإيصاله ، على اعتبار ان منطقته كانت لفترة ما من المناطق الساخنة ورغم كل الإجراءات الأمنية الصارمة في تلك المناطق ..يقول عبد الرحمن خليل انه لم يتعرض لمثل هذا الموقف منذ سنوات وكان سعيدا جدا لعودة الأمان النسبي الى الشارع وصار يخشى الان من عودة شبح الطائفية الذي يرفضه كمواطن رغم انه فقد شقيقه وابن عمه بسبب العنف الطائفي ، مشددا على ان أكثر من يرفض الانتقام والحقد والفرقة الطائفية هم الذين تضرروا منها وفقدوا أحبتهم بسببها ..الموظفة فاطمة نعمة التي يدرس ابنها حاليا في منطقة سبق وان شهدت أعمال عنف طائفي تعترف بأن الخوف عاد ليجثم على صدور العراقيين بعد الإحداث الأخيرة ومحاولات إعادة العنف الطائفي مشيرة إلى أنها ستحاول نقله إلى منطقة اقرب لمنزله لكنه ليس حلا في نظرها فعودة الطائفية ستعيد العراقيين إلى أيام فقدوا فيها الثقة في اقرب الناس إليهم وصار يمكن ان يصادفوا سيطرات وهمية تختطف وتقتل افرادا منهم على الهوية ولايمكنهم التفريق بين القوات الأمنية التي تنتشر لحمايتهم او التي تعمل على قتلهم …من جهته ، لايرى القاضي محمد التميمي في المستقبل القريب الكثير من الظلمة لأن العراقيين فهموا الدرس جيدا ولن يسمحوا بقيام طائفية جديدة حتى لو سعت إليها أطراف داخلية او خارجية محذرا من التاثر بالتصريحات الرنانة التي يطلقها بعض السياسيين لأغراض تخص مصالحهم الشخصية وأجنداتهم الانتخابية فهم يلوحون بورقة الطائفية لأن وجوههم الحقيقية انكشفت ولم يعد لديهم مايخدعون به المواطن العراقي ليعمل على انتخابهم ..خلافات طائفية ..في إحدى المدارس الثانوية في وسط بغداد ، جرى خلاف وصل حد استخدام الأيدي بين طالبين حين قال الأول ان التظاهرات والاعتصامات التي جرت في المنطقة الغربية كانت سببا في إشعال الفتنة الطائفية فقد رفع بعض المتظاهرين علم القاعدة وصور الرئيس المخلوع والرئيس التركي رجب اردوغان بينما دافع الثاني عن ابناء طائفته قائلا ان اغلب الذين خرجوا للتظاهر والاعتصام كانوا يطالبون بحقوقهم المشروعة وان هناك دخلاء حاولوا إشعال الفتنة الطائفية متهما الحكومة بتأجيجها بسبب بعض التصريحات التي لاتنادي بوحدة العراق بل بفرقته ..كانت النتيجة ان تدخل مدير المدرسة ومدرسوها لفض النزاع الذي لم يخل من تهديدات بالقتل والتهجير والإبادة من الطرفين رغم صغر سنهم وعدم امتلاكهم سلطة او قوة تمكنهم من ذلك لكنها الحماسة التي تولدت من اثارة الضغينة والحقد …وفي سيارة (كيا ) جرى نقاش آخر كاد ان يصل إلى مالايحمد عقباه لولا تدخل السائق الذي اجبر الراكبين المتخاصمين على النزول من السيارة لينهي خلافهما صارخا بحدة :”كفاكم غباء ..كلنا عراقيون وكلنا ضحايا للفتنة ” !!!اذا كان الطلبة بصغر سنهم وركاب الكيا باختلاف مستوياتهم الثقافية قد اختلفوا حول أسباب الطائفية خشية من عودتها فماذا يقول المثقفون والسياسيون عنها ؟…الناشطة حليمة النعيمي من التجمع النسائي العراقي المستقل استبشرت خيرا حين ظهرت نتائج انتخابات مجالس المحافظات لأن هناك تحالفات جديدة وقوائم معتدلة تفوقت على القوائم التي يحمل بعضها سمة طائفية وصار يمكن ان تظهر وجوه جديدة في بغداد والمحافظات تعمل على تصحيح مسار العملية السياسية في العراق لكن موجة العنف عادت من جديد بشكل كبير عبر الانفجارات التي توزعت بين المناطق السنية والشيعية بشكل يهدف الى تأجيج الفتنة الطائفية رغم ان المشهد السياسي ومايجري فيه من خلافات سياسية فضلا عن تدخلات دول الجوار في القرارات العراقية يوحي بأن مايجري في العراق هو انعكاس لتلك الخلافات وليس إرهابا لغرض الإرهاب فقط …النائبة البرلمانية ازهار الشيخلي بدورها لاتجد في التحالفات الجديدة أملا كبيرا مالم تنبذ مشاريعها الطائفية وتتعامل وفق رؤية عراقية جديدة للعملية السياسية فالبلد يحتاج قبل كل شيء الى مغادرة التخندق الطائفي من قبل السياسيين والسعي إلى تاسيس مشاريع وطنية تدعو إلى خدمة المواطن ..ولاتتوقع الشيخلي عودة الطائفية إلى الشارع العراقي لأن العراقيين فقدوا الكثير ولم يعد باستطاعتهم فقدان تعايشهم مع بعضهم ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *