تجنيد الاطفال..الشمس لاتحرق الزهور

تجنيد الاطفال..الشمس لاتحرق الزهور
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- يقال ان التعليم هو اقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم ، لكن هناك من يحاول ان يغير خارطة العالم بطريقته فيستخدم السلاح بدلا من التعليم لينشيء جيلا يضع العقل على الرفوف ويتسلح بالعنف ..مؤخرا ، انتشرت ظاهرة تجنيد الاطفال من قبل مايسمى دولة العراق والشام الاسلامية (داعش ) ، فنشات مصانع لانتهاك براءة اطفال بعمر الزهور يتم ادخالهم في معسكرات يتدربون فيها على اساليب القتل ويطلق عليهم (اشبال البغدادي ) او (فتيان البغدادي ) ، وبعد ان زحفت الفكرة من سوريا الى العراق وصار يمكن ان تستغل داعش ابناء مدن كالموصل وربما الانبار وصلاح الدين وديالى مستقبلا ، عقد مكتب رئيس الوزراء بالتعاون مع هيئة رعاية الطفولة مؤتمرا للحد من تجنيد الاطفال تحت عنوان (لنحم الطفولة من ارهاب داعش ) لتوعية المجتمع بآثار هذه الظاهرة الخطيرة وايجاد السبل للحد منها ..الدكتور علي العطار مستشار رئيس الوزراء وصف العملية بانها غسيل للدماغ وتغيير ايديولوجي وبشكل محترف يطال الجيل الناشيء في عشرات الدول ، جيل يمكن ان يتحول الى قنبلة موقوتة تهدد السلم الاجتماعي الدولي ويتحرك بمنهج تفكير خطر في كل انحاء العالم ويؤثر على أمنه واستقراره ..وزير العمل والشؤون الاجتماعية محمد شياع السوداني قال بدوره ان الفترة المنصرمة شهدت انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان ارتكبت على نطاق واسع من قبل عصابات داعش الارهابية وباتت هذه العصابات تشكل خطرا داهما على حياة الانسان العراقي وعلى المنطقة برمتها وكان الاطفال الضحية الاكبر لتاثيرات هذه الاحداث ..وبين الوزير في كلمة القاها في المؤتمر ان عصابات داعش الارهابية تعمل على استغلال الاطفال بطرق مختلفة تبدأ بتعبئتهم ايديولوجيا في مدارس معدة لهذا الغرض وتدريبهم على السلاح واجبارهم على حمله واستخدامه مشيرا الى ان هذه الاحداث تركت اثارها بشكل كبير على مفاصل كثيرة من حياة مجتمعاتنا ، اذ يسقط كل عام الاف الضحايا من المدنيين العزل والاطفال وذهبت ارواح الكثير منهم ضحايا للهجمات الانتحارية سواء أكانوا من المدنيين العزل المتواجدين في مكان التفجير او من المجندين لتنفيذها…ويرى الباحث السوسيولوجي الدكتور علي طاهر الحمود ان المجاميع الارهابية المتطرفة وجماعات المافيا تبحث دائما عن الفئات الهشة وهي الفئات الاكثر طواعية لتقبل الافكار الجديدة والممارسات التي يريدونها ن وبطبيعة الحال فالاطفال هي من الفئات الهشة فهم يتعلمون سريعا ويتطرفون سريعا ..لقد ولد هؤلاء الاطفال في ظروف حرب استنزفت العراق حين دخل تنظيم القاعدة الى العراق ، وولد بعضهم من نساء عراقيات ومقاتلين عرب ينتمون الى هذا التنظيم لذا تطاردهم الوصمة الاجتماعية وفقدان الهوية وضياع المستقبل ..ويعتقد الباحث السوسيولوجي سعدون ضمد ان الامبراطوريات التوسعية تحتاج الى جيوش كثيرة وتستخدم الاطفال ايديولوجيا لأنها تحتاج الى جندي قاس يقاتل على جميع الاصعدة بلا مباديء ولااخلاق تعيقه ليكون اداة للقتل ، مؤكدا ان هناك قوانين صارمة تفرض في هذه المعسكرات عبر محاكم شرعية واذرع عسكرية لاتفقه من الدين الا العقوبة والقتل ..وبهذه الطريقة زرع داعش في ارض خصبة افكاره الشريرة لتنمو في عقول الاطفال وتصنع منهم مقاتلين لاتتعدى مفاهيم الحياة لديهم لون الدم .من جهته ، يرى الخبير الأمني هشام الهاشمي ان هذه الجماعات تسعى الى صناعة اكثرية ممن لديهم عقيدة راسخة ومنهجا متطرفا فهم يبدأون مع الاطفال دورات شرعية ثم دورات عسكرية وبدنية ويهيئونهم للقتال ليستخدمونهم كدروع بشرية وكاجساد انتحارية فالاطفال هم خير وسيلة لغسيل الدماغ واستيعاب القناعات وتحقيق مايراد منهم على صعيد العقيدة والمنهج ..من جهته ، يرى عضو مفوضية حقوق الانسان الدكتور فاضل الغراوي ان عملية تجنيد الاطفال بدأت بعمليات الخطف التي انتشرت في مدينة الموصل ومدن اخرى وهي احد مصادر تمويل عصابات داعش الارهابية التي قامت بانشاء اربعة معسكرات لتدريب الاطفال ومنهم المختطفين الذين بلغ عددهم مايقارب (1000) طفل ، مؤكدا ان عصابات داعش خلقت في فترة قصيرة جدا جيشا من الاطفال مدربا للقيام بعمليات ارهابية ضد ابناء الشعب العراقي ..بدورها ، عملت دار ثقافة الاطفال على انتاج فيلم وثائقي حول ظاهرة تجنيد الاطفال يحمل عنوان (الشمس لاتحرق الزهور ) عملا بمبدأ المسؤولية الاعلامية اذ يرى مدير عام دار ثقافة الاطفال الدكتور نوفل ابو رغيف ان الصحافة والاعلام والمؤسسات الحكومية الخاصة بالاطفال هي المعنية بالدرجة الاساس ذلك ان ادوات الاعلام هي الاكثر وصولا الى الآخر مطالبا باحتلال هذه الظاهرة موقعا متقدما سواء على صعيد المؤسسات الصحفية والاعلامية بمختلف انواعها المرئية والمسموعة والمقروءة او على صعيد المؤسسة الرسمية فضلا عن ضرورة اهتمام منظمات المجتمع المدني ..وياسف ابو رغيف لمانشاهده في وسائل الاعلام من لقطات عنيفة تخدش الذائقة العامة وماينبغي ان يكون عليه اطفالنا في هذا الظرف ، مشيرا الى ان مشروع داعش هو مشروع الموت والارهاب وهو مشروع ظلامي فهذه الجماعات تدرك جيدا ان الحياة والحرية والديمقراطية والتعدد وقبول الآخر تبدا بثقافة الطفل لذا فهم يشتغلون على تحطيم وتهشيم البنية التحتية للعراق وهي الطفولة العراقية مالم تستكمل المنظومة الدولية حربها التي بداتها ضد تنظيم داعش بايجاد روادع قانونية للمشاركين في العمليات الارهابية او لجيل مازال ينمو وسط القتل والدماء ..ويطالب مدير مرصد الحريات الصحفية هادي جلومرعي باتخاذ موقف عالمي من الظاهرة فما يحدث لاطفال العراق من تنظيم داعش هو نفس ماحصل لآثار العراق التي تم تدميرها في الموصل وتدمر وغيرها ..يحتاج الامر اذن –حسب مرعي – الى وقفة جادة وتدخل اممي ..بينما يعود وزير العمل والشؤون الاجتماعية محمد شياع السوداني ليؤكد على ضرورة التركيز على معالجة الاسباب الجذرية الناجمة عن عوامل عديدة من بينها الفقر الذي يعد واحدا من اهم الاسباب لانضمام الاطفال الى المجموعات المسلحة والعمل على تعزيز التدابير لحمايتهم ومنع استغلالهم واعادة دمجهم في المجتمع عبر التعليم الجيد والتدريب على المهارات فضلا عن برامج التوعية .واوضح السوداني ان كل تلك الاجراءات والخطوات من شانها بناء مجتمع قادر على الصمود ويسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي وبناء السلم المجتمعي لافتا الى ان جمهورية العراق اكدت في كثير من المحافل الدولية التزامها بالاليات التي اقرتها الاتفاقيات والمواثيق الدولية لحماية حقوق الطفل كما اكدت ايمانها الراسخ بوحدة وتكامل هذه الحقوق .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *