حركة الحل تؤكد ان الازمة العراقية هي ازمة بنوية وهيكلية وليست عارضة وعابرة متابعة…. الدكتور احمد العامري

حركة الحل تؤكد ان الازمة العراقية هي ازمة بنوية وهيكلية وليست عارضة وعابرة متابعة…. الدكتور احمد العامري
آخر تحديث:

بغداد: شبكة اخبار العراق- كان لحركة الحل التي يقودها الدكتور جمال الكربولي موقفا واضحا وجليا من الاحتلال الامريكي وكل تداعياته وافرازاته على مجمل حركة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق. وهو موقف ميز الحركة وجعلها تحتل مساحة واسعة في الشارع العراقي  ومن هذا المنطلق فا ن الحركة الوطنية للإصلاح والتنمية (الحل) ، تدرك أن أزمة العراق هي ‘ أزمة بنيوية وهيكلية ‘ وليست عرضية وعابرة ، ولذلك فإن الحركة تنظر الى العوامل الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية المحركة بروح عصرية حداثية قادرة على توليد وعي جديد يتمايز فيه الواقعي عن غير الواقعي والعقلاني عن غير العقلاني . ‘ فالحل ‘ كيان سياسي وطني يعتمد ‘ الهوية العراقية مرجعية له ، ويلتزم باختيارات الشعب ‘ فحركتنا إجتماعية تنموية ديمقراطية ، وبمقتضى عراقيتها ووطنيتها فإنها تستحضر دائما الخصائص الحضارية والتاريخية للعراق وتتمسك بكل حبة من ترابه وترفض التفريط فيها كما تحرص على حل المشاكل المختلفة في إطار توازن الوحدة الحضارية لمكونات المجتمع العراقي وهي لا تتنكر لتاريخ العراق العربي ، بل تسعى لتكون إمتداداً للجوانب المشرقة والإنسانية في هذا التاريخ .فبعد الإحتلال الأمريكي / البريطاني ، وقف العراقيون أمام قدرهم وفرائض حياتهم كأنما هم في دائرة لا بداية ولا نهاية لها ، فلا إتجاههم معروف ولا موضعهم محدد وكأنما البلاد أخذت تمشي بقوة العطالة وبآخر أنفاس البقاء وقد حلت سكينة مريبة على الوطن والشعب هي الأشد قسوة على مدى التاريخ .. وتعرضت هويتهم الوطنية لاهتزازات عنيفة في ظل حالة الفرقة والتنابذ الطائفي والعرقي ؛ وما بين المعاناة والمأساة التي جايلها العراقيون وأمام كل هذه التحديات لم يستقر العراق على إتجاه واحد أو تتبلور رؤية إستراتيجية معمقة تستقري معطيات الواقع الجديد على نحو يجعلها قادرة على تفكيكه وإعادة تركيبه وفقا لمعطيات الحاضر وتحديات المستقبل . فالتحليل السياسي لأحداث الماضي ووقائع الحاضر ظلت تحاصرها أيديولوجيا محنطة مثلت – رؤى واجتهادات وأفكار الغازي بعد إن أُسس العمل السياسي في العراق وفق الأجندة الاستعمارية وعلى مبدأ التفكك والتخندق الطائفي والعرقي – وحجبت أية فرصة جدية للتقويم والمراجعة ، مما وضع الوطن على حافة التدمير والضياع .  وانطلاقا مما تقدم ، كان لا بد من إندفاع قوى وطنية جديدة تأخذ على عاتقها إنقاذ الهوية العراقية الجامعة من ممارسات مظلمة وحشية ومتطرفة حاولت تفتيت العراق وتشتيت وعيه التاريخي وفرض قيم العمالة على الشعب العراقي الذي يؤمن بالوطنية كظاهرة تاريخية ثابتة نتجت من تطور المجتمع الإنساني وهي تتحدى أخطار الإنكفاء على الذات والمصالح الأنانية ، بل الإيمان بفكرها الذي يعتمد الضمير الجماعي وإرادة العيش المشترك .لقد أدركت ‘ حركة ‘ بأن النضال من أجل طرد الإحتلال لم يكن سهلاً أو مجانياً ولا يشكل مجالاً تباح أو لا تباح مقاومته من قبل جهة سلطوية أو غير سلطوية ، متنفذة أو غير متنفذة ، فمقاومة الإحتلال كانت مشروعة وقضية العراق من العدالة والوضوح لا تحتاج لأي تنظير فكري أو إجتهاد فقهي .. كما أن الفكرة الديمقراطية لا يمكن أن تشهد إشعاعاً حقيقياً في المجال الثقافي والحياة العراقية إلا إذا كانت مدعومة من تيار سياسي وطني حداثي ، يعبر عن حاجة العراقيين إلى هوية مدنية تؤطر وجودهم وتكون لهم حاضناً يحميهم في مسيرة تقدمهم . فالديمقراطية ليست ثمرة سحرية إقتطفت من جنة الحداثة الغربية لحل أزمة بلدنا ، بل هي وعي معرفي بالتاريخ وناتج حضاري حداثي يستلزم جهداً فكرياً وإنسانياً ناضجاً للوصول إليها والإرتقاء بها تساهم فيه كافة الفعاليات الثقافية والسياسية والإجتماعية بلا إستثناء .

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *