قراءات في التحالف الروسي

قراءات في التحالف الروسي
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- تناول عدد من الإعلاميين العراقيين  وبزوايا مختلفة  ورؤى  متباينة تتقاطع  أحيانا  وتلتقي  أحايين  التدخل  العسكري الروسي في سورية وقصف مواقع تابعة للمعارضة السورية المدعومة اميركيا  وغض الطرف عن مواقع ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” والتي يفترض  ان الروس انما جاؤوا  بخبرائهم  وطائراتهم وقواتهم  لقصفها  وتحجيمها بحسب ما اعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الا انها لم تستهدف روسيا سوى بنسبة 5% فقط .الإعلامي السوداني ، مصعب جانجي   قال :ان ” روسيا تلعب في الهامش المسموح و المرسوم لها و لا تتعداه اما الفتاوي الجهادية واستنفار الشباب المسلم فهذا لن يحصل هذه المرة بخلاف الأمس القريب وان جري ذلك فسيكون في نطاق ضيق لأن داعش والجماعات الأخرى زهدت المسلمين وجعلتهم في حيرة من أمرهم فيما يخص فقه الجهاد ، أضف إلى ذلك أن روسيا الأمس ليست روسيا اليوم فهي تتمظهر بمظهر التعددية الدينية و لا تناصب الإسلام العداء لذلك فان هذه الضربات تتم في إطار اللعب في الحيز المسموح به” على حد وصفه .الى ذلك قال  الإعلامي  ، علي العنزي،  وهو طالب دراسات عليا  في  احدى الجامعات الهندية:” الروس اليوم هم غير الروس ايام الاتحاد السوفيتي فهم كانوا يجاهرون بعدائهم للإسلام وهو سر من أسرار نجاح السي آي أيه بتجنيد المقاتلين  حينئذ  و لا ننسى ان بوتين افتتح اكبر مسجد في موسكو قبل ايام بحضور، الرئيسين الفلسطيني محمود عباس و التركي اردوغان و اتصور ان الخطاب الديني سيتوجه ضد ما يطلقون عليه بالشيطان الاكبر وحلفائه هذه المرة وستقوم روسيا بتجنيد الميليشيات المسلحة من جمهورياتها الاسلامية للتخلص منهم اولا وللقضاء على مصالح امريكا ثانيا ما سيرجح الكفة الروسية، اعتقد ان ما تنبأ به الرسول عليه الصلاة والسلام من الملحمة (هرمجدون) سيحصل قريبا ” .و يضيف الصحفي صفاء المفرجي:” كنتُ ( وما زلت) اتابع التحليلات السياسية من مختلف الاتجاهات بشأن  التحالف الرباعي وأكثر ما أعجبني هو الرأي القائل بأن هذا التحالف سيكون المخرج الذهبي للأمريكان من مستنقع العراق والخرب على داعش والتي فشلت في حسمها حتى الان أما ما يظهر على الشاشات من مصافحة و ضحك متبادل بين اوباما وبوتين فليس سوى ضحك على الآخرين وعلى أحدهما الآخر فكلاهما يتبع مصالحه اولا وآخرا  فيما يقول و يفعل “. من جانبه يرى الإعلامي مهند النعيمي:” ان  روسيا هذه المرة تسعى بطرق ملتفة للإيقاع بالأمريكان تحت عنوان ( من بربروسا الى بوتين .. وقائع الحرب المقدسة ).اردف  النعيمي ان ” الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وصفت الحرب التي يخوضها الجيش الروسي في سورية حاليا ودوره في حماية المسيحيين في المنطقة والتي استهدف خلالها مواقع الجيش الحر الذي دربته اميركا فيما لم يستهدف مواقع تنظيم داعش الذي جاء الى سورية لمحاربته بزعمه ، بـ”الحرب المقدسة”.ويذكرنا هذا الوصف، بإمبراطور ألمانيا فريدريك الأول بربروسا، الذي حشد للحملة الصليبية الثالثة، لإسترداد بيت المقدس من المسلمين، بالمشاركة مع ملك فرنسا فيليب أوغست الثاني، وملك إنكلترا ريتشارد قلب الأسد، معلناً أن الحرب التي يخوضها بـ ” المقدسة”، كما كان ملك إنكلترا ريتشارد قلب الأسد، يوصف الحروب الصليبية ضد المسلمين ومحورها بلاد الشام، الذي تعد فلسطين جزءاً منها، وبيت المقدس على وجه الخصوص، بالمقدسة أيضاً.ويتساءل النعيمي ” أهي مصادفة، إطلاق الوصف ذاته ، أم أن التأريخ يعيد نفسه، والمخطط القديم يتجدد منذ أيام بربروسا، وأوغست، وريتشارد قلب الأسد، الى بوتين، وهل سيردد الرئيس الروسي الذي طالته بركة بطريرك موسكو وعموم روسيا ما قاله الجنرال غورو عند قبر صلاح الدين بعد معركة ميسلون ” ها قد عدنا يا صلاح الدين؟! “. ويضيف الناشط في في حقوق الأنسان ، احمد السلمان  قائلا: ” بصراحة متناهية ارى  ان غوص الدب الروسي لحماية مصالحه فقط  والسيطرة على منابع النفط بغياب الفيل الجمهوري الأميركي  في المستنقع السوراقي او ( مستنقع  سوريا والعراق )  قد فتح عليه وعلى الاتحاد الروسي ابوابا  جهنمية هو في غنى عنها  وبالأخص بعد تصريح الكنيسة الأرثوذكسية ، لماذا ؟! لأن التحريض ضد الروس أسهل من التحريض ضد اميركا وما زلت اذكر تماما كيف كانت فتاوى الجهاد تصدر من فوق مئات المنابر في مساجد الخليج العربي مدعومة ماديا واعلاميا لقتال الروس ايام الاتحاد السوفيتي حين غزا افغانستان ،والتي  نجحت في استقطاب عشرات الألوف من الشباب المتحمس لقتال السوفييت وهزيمتهم ليمتد بعد ذلك شرارها الى جمهوريات السوفييت انفسهم داخل حدوده المنهارة ولعل الشيشان وقير غستان مثالا”  .  ونوه السلمان  الى  ان ”  الخطاب الجهادي ضد الروس لن يخضع لمقص الرقيب الأميركي هذه المرة كما حدث عند احتلال العراق والصومال وافغانستان من قبل الحمار والفيل الأميركي الديمقراطي والجمهوري بالتبادل “. الإعلامي عدي ياسين يرى :”  ان التحالف الروسي الأخير سيجر ايران والعراق ونظام بشار ممن تحالفوا معه  فضلا عن السعودية ودول الخليج العربي وربما مصر والأردن  ايضا الى هاوية لا قرار لها لأن  المسلحين  هذه المرة سيأتوننا من كل حدب وتحت مسميات ورايات لا حصر  وربما بدعم اميركي  وسيتكاثرون بالانشطار وبالأخص بعد تصريح الكنيسة الروسية الذي بارك التدخل العسكري ومنحه بركات مقدسة بابوية المنحى  وربما تصبح داعش امام تدفق المقاتلين العقائديين الهائل مجرد ميليشيا صغيرة لايؤبه لها قد ستضطر للقتال تحت راية القادمين بدلا من القتال تحت رايتها لاحقا ، اضف الى ذلك ان اصطفاف ايران وحزب الله اللبناني وبشار والحوثيين في اليمن  وربما كوريا الشمالية والصين ولبنان لاحقا والميليشيات  المسلحة في العراق  وقياداتها  مع الدب الروسي سيفتح الأبواب على مصاريعها لمزيد من القتل والقتال والدم والتدمير وتدفق المقاتلين ومن مختلف الجنسيات الى كلا البلدين ” سورية والعراق ” بالتزمن مع انهيار الأوضاع في المسجد الأقصى وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة  فضلا عن الأوضاع في اليمن وليبيا  وشبه جزيرة سيناء المصرية وهذا ما نخشاه جميعا على بلادنا وبلادكم على حد سواء”  . وختم ياسين  بالمثل الروسي  القائل، ان “تاج القيصر لا يحميه من وجع الرأس″ وبكل تأكيد  فأن  البراسيتامول السوري والبنادول العراقي لن يعالجانه ابدا كونهما أكسباير من المنشأ بسبب  تضاد  الحكام  وتناحر  المحكومين من المحيط الى الخليج “.وكان للإعلامي والمترجم  ، حسين ابراهيم، وهو احد خريجي قسم اللغة الروسية في ثمانيات القرن الماضي  مداخلة على طريقته الخاصة قال فيها :”   قيل في الأمثال والحكم الروسية قديما (молчать лучше, чем обсуждения плохо) أو صمت جيد خير من مناقشة سيئة” وقيل ايضا (В Королевстве надежда не решить зима) أو” في مملكة الأمل لا يحل الشتاء ” وفي  الحكم والأمثال الروسية قولهم ” اجمل انتصار هو انتصار المرء على قلبه” و” في مستنقع الأكاذيب لا تسبح سوى الأسماك الميتة” و” الحكيم ما زال يفكر أما الأحمق فقد إتخذ قراره” و” عندما يتزوج الغضب من الثأر ينجبان الشراسة” و”صديقك يبني لك قصرا و عدوك يحفر لك قبرا” و” الصيت الحسن يبقى نائما و السيء يركض في الطرقات” .وتابع ابراهيم ” بناء على ماتقدم  ايها  القيصر الروسي الجديد  ، فلاديمير بوتين ،  بما أنني لا أريد لك صيتا سيئا ، ولا شراسة فارغة ولا قبرا يحفره لك أعداؤك ولا غوصا لك ولبلادك في مستنقع بعيد عن ثلوج الساحة الحمراء وأجراس الكرملين لا تعيش فيه سوى الأسماك الميتة لذا دعني انقل لك   السيناريو المحتمل لتدخلكم العسكري في سوريا وقيام تحالفكم الدولي الجديد صحيح ان روسيا اليوم مؤمنة أرثوذكسيا او علمانية وليست ملحدة كما كانت ايام الاتحاد السوفيتي الذي شغلت فيه منصب ضابط في جهاز الكي جي بي لمدة 16 عاما لترأسه بثوبه الجديد ” أف اس بي ” عام1998 خلال رئاسة بوريس يلتسين، إلا ان ذلك لا يحول من دون وقوع سيناريو – دولي محتمل – ضدكم وضد مصالح بلادكم في العالم بأسره ربما تقوده غريمتكم الأبدية من خلف الكواليس ،وأعني بها أميركا التي تناطحونها منذ عهد ستالين والى اليوم في حرب باردة على مسرح السياسة الدولية ظاهرا فيما اتخذت الحرب طابعا ساخنا في فيتنام وكمبوديا ولاوس ونيكارغوا وأفغانستان والشيشان وانغوشيا واوكرانيا وعشرات الدول وربما في سوريا والعراق اليوم وغدا ياقيصر والمطلوب  هو المزيد من الحكمة والقليل من التهور لأن الشرق الأوسط  لايحتمل المزيد من البراكين والزلازل المدمرة “. 

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *