آخر تحديث:
بغداد/شبكة أخبار العراق- تمكّن حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا من تمرير مشروع التعديلات الدستورية، بعد استفتاء تاريخي جرى امس الأحد، وشككت بنتائجه المعارضة، مؤكدة أنها ستتقدم بطعن على النتائج. وبلغت نسبة المؤيدين للتعديلات الدستورية 51.3 في المئة مقابل 48.64 في المئة عارضوا التعديلات، بعد فرز الأصوات.وعقب صدور النتائج الأولية، هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أحزاب “العدالة والتنمية”، و”الحركة القومية”، و”الاتحاد الكبير” بالفوز في الاستفتاء، ودعا دول العالم “وخاصة الحليفة، أن تساندنا في قرارنا وفي حربنا ضد الإرهاب”، معتبراً أنها المرة الأولى في تاريخ تركيا “يتم تغيير النظام بإرادة مدنية”.المعارضة التركية أعلنت رفضها للنتائج “غير الرسمية”، وقالت إنها صدرت عن وكالة “الأناضول”، وكالة الأنباء الوحيدة التي تتابع فرز الأصوات بعد إغلاق وكالة “جيهان” الخاصة وعدد من وسائل الإعلام الأخرى في أعقاب محاولة الإنقلاب في الصيف الماضي.وتزعم المعارضة أن نسبة الرفض تتقدم على النسبة المؤيدة للتعديلات الدستورية بفارق نحو 2 في المئة، في حين قال حزب “ألشعب الجمهوري” المعارض، إن عمليات تزوير حصلت خلال الاستفتاء وأعلن اعتراضه على نحو 2.5 مليون صوت، بحسب ما أفادت صحيفة “زمان” التركية المعارضة.ومما زاد من شكوك المعارضة كان إعلان “المجلس الانتخابي التركي الاعلى” أنه سيحتسب أيضاً بطاقات التصويت التي لا تحمل الختم الرسمي لمكتب الاقتراع، وهو موضوع على بطاقة واحدة تحمل خياري “نعم” و”لا”.وبعد تلقي المجلس شكاوى عديدة حول استخدام الناخبين لبطاقات غير ممهورة بختم مكتب الاقتراع، أعلن أنه سيحتسب هذه البطاقات بغض النظر عن خيارات أصحابها “إلا إذا توافرت أدلة على المجيء بها من الخارج”.في هذا السياق، نقلت وكالة “الأناضول” عن نائب رئيس حزب “الشعب الجمهوري” المعارض بولنت تزجان، دعوته المجلس الانتخابي لـ”العودة فورا عن هذا الخطأ”، لضمان استمرار إجراء الاستفتاء بعملية عادلة ونزيهة، في حين نقلت وكالة “فرانس برس” عن النائب عن حزب “الشعب الجمهوري” سزغين تارينكولو، قوله إنه “لا يمكن تغيير قواعد اللعبة بعد بدء المباراة. يجب العودة عن هذا القرار ليكون الاستفتاء منصفا ونزيها”.واحتشد الآلاف من أنصار حزب “العدالة والتنمية” في عدد من المدن التركية، للاحتفال بالانتصار، ووجّه الرئيس التركي ورئيس الوزراء بن علي يلدريم التهنئة لهم، وشكروهم على وفائهم و”إرادتهم الحرة بالتصويت في الاستفتاء”.وكان الرئيس التركي قد قال عقب الإدلاء بصوته، إن الاستفتاء الشعبي الذي تشهده تركيا اليوم، يختلف عما سواه من الاستفتاءات العادية، لأنه يتعلق بتحويل نظام الحكم في الجمهورية التركية، معبراً عن ثقته بالشعب التركي وقراره. وأضاف أردوغان، في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول”، إن “قبول الشعب التركي للتعديلات الدستورية من شأنه أن يحقق قفزة وتنمية أسرع للبلاد”. وتابع “الهدف من التعديلات، هو إكساب التحول في تركيا زخماً، والنهوض بها لمستويات عليا في الحضارة المعاصرة، وفق رؤية مؤسس الجمهورية مصطفى كمال”.من جهته، أكد يلدريم احترامه لأي نتيجة تصدر عن الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية التي تشهدها البلاد. وقال يلدريم أثناء الإدلاء بصوته في منطقة مندريس التابعة لولاية إزمير غربي تركيا، إنه “أيّاً كانت نتيجة الاستفتاء فهي تاج على رؤوسنا، لأن القرار الذي يعطيه شعبنا هو الأفضل”.