بغداد/ شبكة أخبار العراق- إذا كنت تستطيع قراءة ستّة كتب خلال بضعة أشهر، فأنت مدعوّ إلى المشاركة في تحدٍّ يمتد على طول بريطانيا وعرضها. للوهلة الأولى، ستبدو المسابقة بسيطة، وقد يعتبرها البعض مضيعة للوقت.وفي أحسن الأحوال، لا تعدو أن تكون محاولة واهية لتشجيع القراءة. لكن الحقيقة أنها تضع عشرات الآلاف من المراهقين والبالغين على طريق القراءة، وتمنحهم فرصة لتغيير حياتهم والنظر إلى كل شيء من حولهم بطريقة مختلفة.أكثر من أربعين ألف شخص شاركوا في التحدّي العامَ الماضي، والعدد مرشّح لأن يتضاعف هذا العام، رغم أن المسابقة لا تمنح أيّة جائزة. الهدف الذي يتقاسمه المنظّمون والرعاة والمشاركون هو، فقط، تشجيع غير القرّاء على القراءة.”منظّمة القراءة” التي تأسّست عبر اندماج ثلاث منظّمات مدنيّة صغيرة أطلقتها ثلاث سيّدات للغرض ذاته في تسعينيّات القرن الماضي، باتت تلعب دوراً ملحوظاً في تشجيع القراءة وتعميمها كنمط حياة على كامل مدن ومناطق بريطانيا، بمساعدة أكثر من أربعين دار نشر ومئات الداعمين من مؤسسات وأفراد.تغيب تظاهرات مثل هذه عن المؤسسات الثقافية العربية ومنذ تأسيسها سنة 2002، تقيم المنظمة أيضاً تحدّياً خاصّاً بالأطفال في صيف كل عام. وقد استقطب في سنة 2013 فقط أكثر من 800 ألف طفل استعاروا نحو عشرين مليون كتاب من المكتبات العامّة المنتشرة في كافة أرجاء بريطانيا.تُصدر دور نشر بريطانية مجموعة هائلة من الكتب، بهدف دعم المسابقة الخاصّة بالبالغين، تحت ما يمكن ترجمته بـ “القارئ العابر” أو “المتعجّل”. يمكن للمشارك في أيّة مسابقة أن يستعيرها من المكتبات العامة، أو يحصل عليها مجّاناً من المدارس أو الجامعات أو من الفعاليات الثقافية الداعمة للمسابقة.تتميّز تلك الكتب بتنوّع مجالاتها بين الأدبي والفكري والعلمي والاجتماعي وغيرها من المجالات، وبساطة وسلاسة لغتها، بحيث يمكن حتّى لغير المتقنين للّغة الإنجليزية قراءتها وفهمها. أمّا ثمنها، فلا يتجاوز الجنيه الإسترليني الواحد.لا يهمّ بأيّة لغة تقرأ، أو ما هو موضوع الكتاب الذي تقرأه، فالمسابقة تهدف إلى مساعدتك لتخطو أولى خطواتك في عالم القراءة، أيّاً كان عمرك وجنسك ولغتك ووظيفتك. الشرط الوحيد للمشاركة هو أن تتوفّر لديك الرغبة في القراءة، وبعدها تسجّل في مفكرة صغيرة معلومات عن عنوان الكتاب الذي قرأته واسم مؤلّفه وانطباعك عن الكتاب في سطرين أو ثلاثة.لا شكّ أنك ستشعر بالحسرة كقارئ عربيّ. لأن مبادرات كهذه، وما تلقاه من دعم ونجاح، تعكس الحسّ الوطني والحضاري الذي نتوق إليه في بلداننا العربية، لكنه لا يزال سجين الكتب المدرسية والأناشيد الوطنية والخطابات الحماسية.تدفع أرقام “منظّمة القراءة” إلى التساؤل: هل كانت تلك المشاريع لتنجح لو أقيمت في بلد عربيّ ما؟ وكم سيبلغ عدد المشاركين فيها؟.
تشجيع غير القرّاء على القراءة
آخر تحديث: