تعبئة عامة لشعب يقتله الفقر والجوع

تعبئة عامة لشعب يقتله الفقر والجوع
آخر تحديث:

بقلم:مثنى الجادرجي

يواجه الشعب الايراني وبعد 40 عاما من حکم النظام الديني الاستبدادي الحاکم في طهران، أسوأ أوضاع له خلال التأريخ المعاصر، ولاتجد في کل زاوية ورکن في سائر أرجاء إيران إلا آثارا للأوضاع المزرية التي خلفها هذا النظام والذي صار الشعب الايراني يواصل تحرکاته الاحتجاجية المتصاعدة ضده من أجل تغييره، وإن رفض الشعب الايراني لهذا النظام لم يعد سرا وخافيا على أحد بل صار واضحا للعالم کله بعد أن صار معلوما بأن بقائه لايعني سوى إستمرار المأساة والمصائب والاوضاع المزرية التي يعاني من جرائها الامرين.

هذه الاوضاع التي هي کلها نتاج ومحصلة لفشل النظام ککل قبل أي شئ آخر ولکن جاءت العقوبات الامريکية لتضيق الخناق أکثر على النظام الايراني، وهذه العقوبات في حقيقة أمرها قد جاءت کنتيجة لسياسات ونهج النظام ولاسيما من حيث تمسکه بمشاريعه ومخططاته المشبوهة، وإن الازمة الخانقة التي يواجهها النظام والتي وصلت الى أسوأ مايکون، يحاول النظام الايراني للخروج منها عن طريق إثارة الازمات وإعلان المواقف المتشنجة التي يسعى من خلالها لجعل الشعب الايراني المغلوب على أمره طرفا في مواجهة لاناقة له فيها ولاجمل.

دعوة المرشد الاعلى الايراني يوم الخميس الماضي الى التعبئة القصوى من أجل إلحاق “الهزيمة الكبرى” بالولايات المتحدة الأمريكية، قائلا في لقاء مع مجلس خبراء القيادة الإيراني، إن “الأمريكيين أوصلوا هجماتهم على إيران إلى حدودها القصوى، لكن إذا عملنا نحن على تعبئة الحد الأقصى من إمكانياتنا وقدراتنا، سنلحق بأمريكا الهزيمة الكبرى في تاريخها”، وهذا الکلام الذي يبدو براقا وطنانا في ظاهره ولکنه کلام لايحمل أي معنى من حيث المضمون خصوصا وإن الشعب الايراني قد سبق وإن أعلن بکل وضوح بأن”عدوه هنا في طهران وليس في أمريکا”، ولکن لايبدو إن هذا النظام وبشکل خاص يتعظ ويأخذ العبرة من ذلك بل إنه يصر على المضي في الاتجاه المعاکس.

هذا النظام الذي أوصل الشعب الايراني الى أسوأ حالة ممکنة حيث يطحنه الفقر والجوع والحرمان والاوضاع الوخيمة من کل جانب، لايمکن أبدا أن يبادر هذا الشعب للدفاع عن هکذا نظام دأب على إختلاق وإفتعال الازمات والمشاکل والمواجهات التي لاتخدم أحدا کما تخدم مصالحه الضيقة وتساعد على بقائه وإستمراره، ولاريب من إن مايجري حاليا في إيران من إحتجاجات شعبية حامية ونشاطات لمعاقل الانتفاضة التي يقودها أنصار منظمة مجاهدي خلق، تٶکد على إن مايدعو إليه خامنئي ليس إلا محض هراء.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *