تقرير:تنافس بين العبادي والعامري على تشكيل الحكومة القادمة

تقرير:تنافس بين العبادي والعامري على تشكيل الحكومة القادمة
آخر تحديث:

بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكدت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها، اليوم الاثنين، ان الانتخابات العراقية المقبلة ستشهد تنافساً شرساً بين رئيس الوزراء حيدر العبادي والقيادي في الحشد الشعبي هادي العامري ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي.وذكرت الوكالة في تقريرها، ان “الانتخابات العراقية المقبلة ستشهد تنافساً شرساً بين حيدر العبادي مهندس النصر على داعش وصانعه الميداني هادي العامري ورئيس الحكومة السابقة نوري المالكي الذي يتهمه خصومه بالفساد وتهميش المكون السني”.واضافت، ان “التنافس في الانتخابات النيابية الأولى في العراق بعد دحر تنظيم داعش يحتدم، بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته، حيدر العبادي، وبين سلفه نوري المالكي، ورئيس «منظمة بدر» هادي العامري، الذي يعد من أبرز قادة «الحشد الشعبي» الذي كان له دور حاسم في دحر داعش”.

وتابعت: انه “بعد سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، ضمن الدستور السلطة لمنصب رئيس الوزراء الذي يشغله شيعي كون طائفته تشكل الغالبية في العراق. ورغم ذلك، وبهدف تجنب عودة الديكتاتورية، فإن على الفائر في الانتخابات المرتقبة في 12 مايو (أيار) المقبل أن يبرم تحالفات مع قوائم أخرى، شيعية أو سنية أو كردية، للحصول على غالبية برلمانية تضمن له تولي رئاسة الوزراء”.وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، “ينفرد اثنان من المتنافسين الثلاثة بالتباهي لكونهما مهندسي «النصر» على تنظيم داعش، الذي سيطر عام 2014 على ثلث مساحة العراق. أحد هذين المرشحين هو العبادي (66 عاماً) الذي تولى رئاسة الوزراء في سبتمبر (أيلول) 2014 في وقت كان البلد على شفير الانهيار”.

واشار التقرير، الى انه “بدعم من المرجعية الشيعية والمجتمع الدولي، أسكت حامل شهادة الهندسة المدنية من إحدى جامعات بريطانيا العضو في حزب الدعوة الذي ينتمي إليه سلفه المالكي، كل المشككين الذين انتقدوا قلة خبرته العسكرية وليونته في السياسة”.وبين ان “العبادي الذي يرأس وفقاً للدستور القيادة العامة للقوات المسلحة وفقاً للتقرير، استطاع إعادة الروح المعنوية لعشرات آلاف المقاتلين بمساندة مدربين غربيين. وتمكنت القوات العراقية، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، من دحر «داعش»، واستعادة السيطرة على مناطق متنازع عليها مع الأكراد، أبرزها محافظة كركوك الغنية بالنفط”.ويرى خبراء أن للعبادي الحظ الأوفر.

ونقلت الوكالة الفرنسية، عن أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية في بغداد عصام الفيلي، قوله، أن العبادي “لديه قاعدة جماهيرية تتجاوز الأطر التقليدية الطائفية والمذهبية والعرقية. لم تكن هناك إشارات فساد ضده ولديه خطاب رجل دولة”.وفي السياق ذاته نقلت الوكالة، عن الباحث في معهد شؤون الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة فنر حداد، قوله، أن العبادي يعد “المنافس الأبرز، ولكنه ليس قوياً بما يكفي للفوز بالغالبية”، مبينا ان “لرئيس الوزراء الحالي أفضلية بسبب المنصب الذي يشغله. يمكنه استثمار انتصاره على تنظيم داعش  كما أنه مقبول من جميع الأطراف الأجنبية اللاعبة في العراق، من الإيرانيين وصولاً إلى الأميركيين”.

وتابع: ان “منافس العبادي الرئيسي هو العامري (64 عاماً)، الذي يتحدر من محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، وحاصل على بكالوريوس في الإحصاء من جامعة بغداد.وكان العامري ذهب إلى إيران بعد إعدام نظام صدام حسين آية الله السيد محمد باقر الصدر في العام 1980 ، ولم يعد إلى العراق إلا بعد سقوط نظام صدام حسين.وانتخب العامري بعد عودته نائباً في البرلمان، وعُين وزيراً للنقل في حكومة نوري المالكي ‎(2010 – 2014)، ولم ينجح في تولي منصب وزير الداخلية في حكومة العبادي بسبب معارضة أميركية وفقاً للتقرير الفرنسي.

بعد اجتياح «داعش» للعراق في عام 2014، خلع العامري ثيابه المدنية ليرتدي الزي العسكري، ويعود إلى خط الجبهة مع صديقه اللواء قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» المسؤول عن العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» الإيراني.ويعتقد حداد أنه سيكون للعامري “دور حاسم في مفاوضات ما بعد الانتخابات، لكن تشكيل الحكومة سيبقى بيد (حزب) الدعوة وعلى الأرجح بيد العبادي”.بدوره، يرى الفيلي أن “العامري ينظر إليه على أنه الأقدر لأن يكون البديل المناسب فيما يتعلق بالخلاف في حزب الدعوة، ليصبح رئيس الوزراء المقبل”.

واشارت الوكالة الى ان “المالكي الذي شغل منصب رئيس الوزراء ثمانية أعوام منذ 2006 حتى 2014، يبدو الأقل حظاً في السباق بسبب ما سيق من اتهامات لحكومته من قبل البعض بالفساد وتهميش السنة”.ويعتقد الفيلي أن “المالكي يحاول تركيز جهوده على المناطق التي يكون حزب الدعوة فيها قوياً، كما يلجأ إلى الفصائل الشيعية المسلحة بهدف البقاء تحت الأضواء”.بينما اعتبر حداد ان “فرص المالكي أصيبت بضربة قاصمة لأن حقبته لم تترك ذكرى جيدة لدى العراقيين”، مضيفاً أن “الحد الأقصى الذي يمكن أن يتأمل به، هو أن يلعب أدواراً ثانوية قرب العامري”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *