تقرير أمريكي:الانقسام العراقي في صالح إيران والصدر متردد في قراراته
آخر تحديث:
بغداد/شبكة أخبار العراق- نشرت مجلة theatlantic الأميركية، الخميس، تقريرا سلطت فيه الضوء على مواقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، منذ مناهضته للاحتلال الأميركي بعد عام 2003، الى مناهضته للفساد وتبنيه لكتلة “سائرون” التي حققت المركز الأول في معظم محافظات العراق بالانتخابات التشريعية التي جرت السبت الماضي.وذكرت الصحيفة، ان “مقتدى الصدر لن يكون رئيس وزراء العراق القادم، لكنه قد يقرر من هو الرئيس”، مبينة أنها “نتيجة مذهلة لرجل الدين الشيعي الذي شكل سمعة راديكالية في التمرد الذي قاده ضد الولايات المتحدة بعد غزو عام 2003، والذي عرف نفسه بعد ذلك بأنه قومي عراقي من خلال تحديه لإيران”.
وأضاف الصحيفة، انه “قبل الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم السبت الماضي، صاغ مقتدى الصدر نفسه في حركة مناهضة للفساد ودخل سياسيا من خلال بناء ائتلاف يضم الشيوعيين والسنة والمستقلين السياسيين، وقد انتهى ائتلافه (سائرون) في المركز الأول في التصويت، مما يضمن له أهميته لسنوات قادمة”.وتابعت الصحيفة، ان “أداء سائرون يشير إلى أن العراق، الذي خرج للتو من صراع وحشي ضد داعش، ربما يكون قد سئم من الطبقة السياسية التي حكمت البلاد منذ أول انتخابات برلمانية في عام 2005، لكن ليس من الواضح ما إذا كان الصدر، يمكن أن يطور علامته التجارية على الاحتجاج والمعارضة، لتصبح قوة بناءة في السياسة العراقية”.
ونقلت الصحيفة عن مايكل نايتس، وهو زميل أقدم في معهد واشنطن متخصص في الشؤون السياسية للمنطقة قوله، أن “الجانب السلبي الأكبر لمقتدى كلاعب رئيسي في التشكيل الحكومي المقبل، هو أن من الصعب التنبؤ بمقتدى الصدر”، مضيفا انه “ليس من الواضح دائمًا ما هي اللعبة التي يلعبها: هل يريد أن يكون جزءًا من الحكومة أم أنه يريد دائمًا معارضة أي حكومة؟”.وأشار تقرير الصحيفة، الى ان “الصدر لم يخض نفسه في الانتخابات، وبالتالي لا يمكن أن يكون له دور رسمي في الحكومة، ويبدو أنه يناسب تفضيلاته، ويمكن أن يعزى أداء قائمته إلى قاعدة دعم شيعية صلبة وقدرته على اجتذاب بعض الأقليات، لكن الأمر لا يقتصر فقط على الصدر نفسه”، لافتا الى ان “انخفاض نسبة الإقبال على التصويت (44.5 في المائة) أدى إلى إعاقة دعم السياسيين الآخرين”.
ونقل التقرير عن سامية كلّاب، وهي مراسلة بارزة في تقارير النفط العراقي قولها، أن “اللامبالاة من الناخبين ساهمت في انخفاض نسبة الإقبال”.وأضافت: “في الأشهر التي سبقت الانتخابات وخلال الانتخابات، تحدثنا إلى عدد لا يحصى من الأفراد، وبعضهم يشربون الشاي خارج قاعة الاقتراع، حول سبب عدم مشاركتهم، حيث شملت المواضيع الرئيسية خيبة أمل مع النظام وعدم الثقة في تشغيل المرشحين”، لافتة الى ان “هذا التشاؤم حول السياسيين يتناقض مع مزاج التفاؤل الحذر حول مستقبل العراق في الفترة التي تلت فوزه على داعش”.وقال نايتس “يمكن القول إن بعض العراقيين ربما يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح على الرغم من سياسييها وليس بسببهم”، مضيفا انه “وربما تكون هذه هي الرسالة الأساسية للخروج من هذا الإقبال الضعيف، وهو أن العراق أنقذ نفسه، ولكن ليس بسبب سياسييه، ليس بسبب طبقته السياسية”.
ولفتت الصحيفة الى انه “في هذا السياق، أمضى الصدر الكثير من العام الماضي في الوصول إلى حلفاء سياسيين غير متوقعين، بما في ذلك السنة، ولعل الأمر الأكثر أهمية في بلد سئم السياسيين التقليديين، فقد ملأ قائمته الانتخابية مع الغرباء السياسيين”.وقال رايان كروكر، وهو دبلوماسي أمريكي مخضرم خدم كسفير في العراق بين عامي 2007 و 2009، للصحيفة، أن “الحركة القومية والشعبية العربية الشيعية ليست فقط قوة سياسية فعالة، بل إنها تناشد الناس الذين يتجاوزون قاعدة طائفية شيعية”.وأوضحت الصحيفة، انه “وعلى الرغم من نداء الصدر الطائفي، إلا أن وجهات نظره القوية حول ما ينبغي أن تكون عليه الحكومة العراقية، والذي ينبغي أن يكون جزءاً منه، يمكن أن تردع شركاء التحالف المحتملين. في موقع على وسائل الإعلام الاجتماعية، بدا أن الصدر يقترح دعمه لتشكيل ائتلاف واسع يشمل حزب رئيس الوزراء الحالي، حيدر العبادي. كما كرر دعوة لحكومة من التكنوقراط، ويعتقد الكثير من العراقيين أنها ستكون أكثر كفاءة وأقل فسادًا من السياسيين التقليديين”.
ولفتت الى ان “موقف الصدر يتطرق إلى جهود العراق – والنجاحات المؤقتة – في اختيار حكومته بشكل مستقل، أو على الأقل بنفوذ أجنبي أقل من ذي قبل، ويعارض الصدر بشدة وجود القوات الأمريكية في البلاد، والنفوذ الإيراني. وهو يؤكد أنه يدعم عراق قوي ومستقل”.وفسر بعض المراقبون العملية على هذا النحو “لا يعود الأمر إلى إيران، ولكن إذا أرادوا في مرحلة معينة إظهار اعتراضات، فستتاح لهم الفرصة للقيام بذلك. وبشكل عام، إذا كان العراقيون يشعرون بقوة بوجود خيار، فسوف يتخطون الفيتو الإيراني، ولكن إذا كان العراقيون أنفسهم منقسمين حول الخيار، فعندئذ يصبح الخيار الإيراني أكثر فعالية”.