تقرير أمريكي:العامري وتحالف الحشد أكبر خطر على العراق
آخر تحديث:
بغداد/شبكة أخبار العراق- نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية، تقريراً اشارت فيه الى أن ايران ستحارب من دون “خوف” للسيطرة على كل شي في العراق، فيما أكدت بان زعيم تحالف الفتح هادي العامري يمثل التحدي الاكبر امام رئيس الوزراء حيدر العبادي. وذكرت الصحيفة، في تقريرها ان “هادي العامري، كان قائد أقوى الجماعات العراقية شبه العسكرية، يجول البلاد قبيل الانتخابات الوطنية التي جرت يوم 12 من الشهر الجاري، وفي كل الحملات الانتخابية التي وُجِد بها كان العامري النجم الأبرز وسط تجمعات مكتظة بكثير من العسكريين مثله، الذين يتطلعون لتشكيل الجيل القادم من رجال الدولة”.وبينت الصحيفة ان “العامري تراه دوماً على المنصات ينفي النظرة السائدة في بغداد وواشنطن عنه بأنه رجل إيران في العراق، وأنه أتى ليحقق أغلى أمنيات طهران لتعزيز نفوذها في دولة استثمرت فيها كثيراً بغية دحر تنظيم داعش”.وتابعت انه “في الحقيقة، حارب العامري لأكثر من ثلاثة عقود، وأخيراً تولّى قيادة مجاميع قامت إيران بتسليحها وتدريبها، ولذلك كان لها تاثير كبير في تعزيز النفوذ الإيراني في العراق”.
واشارت الى ان “العامري وتحالفه الانتخابي المسمى فتح يمثل التحدي الأكبر أمام رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي تحاشى الخطاب التقليدي الذي يروج للمناطقية ولتفوق الشيعة، واستخدم بدلاً منه لغة الوطنية العراقية الأكثر شمولية”، موضحة أن “العبادي ورغم انه حاول كرئيس للوزراء أن يشقَّ طريقاً بين الولايات المتحدة والمصالح الإيرانية؛ فهو يُعد المرشح المفضَّل للمسؤولين الأميركيين، ويرى كثير من الساسة والمحللين العراقيين الانتخابات كمنافسة تؤلب المحتل الأميركي على متحدِّي إيران”.واوضحت انه “في إشرافه على معركة دحر تنظيم داعش وطرده من الأراضي العراقية العام الماضي، اعتمد العبادي بدرجة كبيرة على سلاح الجو والقوات البرية الأميركية، فيما قاد العامري قوات تلقت التدريب والسلاح من قوات الحرس الثوري الإيراني”.
وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقريرها ان “منظمة بدر التي يرأسها العامري، تأسست في ثمانينات القرن الماضي في طهران بغرض الحرب ضد العراق انذاك لكن السؤال هنا هو إلى أي مدى سيكون للمنافسة في بطاقات الاقتراع في المراكز الانتخابية ثمن وتأثير كبير على طريقة تعامل البلاد مع حليفيها الرئيسيين – إيران والولايات المتحدة – في ظل زيادة حدة التوتر بين الدولتين”.واوضحت ان “اعلان ترمب الأسبوع الماضي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني جاء ليزيد من المخاوف هنا من أن المنافسة بين واشنطن وطهران ستجري في ملعب العراق، ويدمر التعاون الضئيل الذي شاهدناه في الحرب على داعش، فقد ابتعدت الدولتان، الولايات المتحدة وإيران، عن الأضواء خلال الانتخابات البرلمانية في العراق، وتحاشتا الإدلاء بتصريحات علنية لدعم أي من المرشحين”.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم ان “قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي قد يشجع إيران لأن تكون أكثر حزماً”.ونقلت الصحيفة عن غالب الشهبندر، المحلل السياسي والسياسي العراقي سابق، قوله ان “إيران ستحارب من دون خوف للسيطرة على كل شيء في العراق، الأسواق والاقتصاد والنفط”.واشارت الصحيفة، الى ان “العامري وغيره في التحالف الانتخابي (فتح)، لم ينكروا أنهم يتمتعون بصلات قوية مع إيران، لكنهم يتخذون موقفاً عدائياً إن تعامل معهم الآخرون على أنهم عملاء لطهران، فقد خلعوا عن أنفسهم البزات العسكرية، واستبدلوا بها سترات رجال الأعمال، وتبنوا لهجة العبادي الوسطية التي يدعو من خلالها إلى عراق موحد لا يعرف التحيز ولا الصراعات المناطقية”.وتابعت الصحيفة قائلة انه “خلال لقاء صحافي عُقِد أخيراً بمنزله المترف المحصَّن والمحاط بحراسة شديدة في المنطقة الخضراء الحصينة وسط بغداد، بدا الإرهاق واضحاً على العامري نتيجة للحملة الانتخابية، وكان بالكاد قادراً على فتح عينيه، لكنه حدق بعينه بمجرد سماع كلمة إيران، ومال للأمام على مقعده، قال العامري بابتسامة: إيران مفلسة، وكان يقصد أن إيران لا تملك من المال ما يكفي لتمويل حملته، وأنكر أن تكون إيران قد موّلت تحالفه الانتخابي”.
واشارت الى ان “تحالف العامري استخدم لغة التأكيد على مكافحة الفساد وعلى تنويع اقتصاد العراق المعتمد على النفط وعلى تعزيز القطاع الخاص في العراق، ويتفق المرشحون في تحالفه على معارضة وجود القوات الأميركية في العراق، حيث ذكروا أن العبادي وثيق الصلة بواشنطن”.وقالت الصحيفة ان “أغلب تحالف العامري، أطرى على انتصاراته على داعش، وأصروا على أن القوات شبه العسكرية التي تعزز من نفوذهم لا تزال جزءاً شبه مستقل من القوات العراقية الأمنية، فتلك المجموعة التي تشكل مظلة للعشرات من الفصائل المسلحة تقود نحو 150 ألف مقاتل”.وذكرت انه “على النقيض من سياسة العبادي المعلَنة بعدم التدخل في الصراعات الإقليمية، فقد أرسلت بعض تلك الفصائل مقاتلين إلى سوريا للقتال ضمن صفوف القوات الإيرانية والسورية دعماً للرئيس السوري بشار الأسد”.واكملت انه “قد يكون العامري الأكثر نفوذاً بين هؤلاء القادة، فخلال الأسابيع الماضية، كانت الملصقات التي تحمل صوره في كل شارع في العراق، ونصب الرجل نفسه بديلاً للعبادي، وصور نفسه على أنه صاحب القرار والقائد الميداني القادر على اقتلاع الإرهابي من جذوره والارتقاء بصورة العراق خارجياً. ولذلك فإن الانتخابات تعد، جزئياً، اختباراً لشهية العراق لتقبل حكومة تقودها شخصية عسكرية بدلاً من شخصية مدنية”.وختمت انه في هذا الصدد، صرح العامري بأن “بناء دولة قوية سيدحر ما أطلق عليه ثالوث الموت الذي هيمن على العراق: الإرهاب، والمناطقية، والفساد”.