الدعوة الى حماية الملكية الأدبية والفنية

الدعوة الى حماية الملكية الأدبية والفنية
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- تحتفل دول عديدة باليوم العالمي للملكية الفكرية في 26 نيسان من كل عام، وهو احتفال عالمي أقرته المنظمة العالمية للملكية الفكرية بهدف توعية الجمهور بأهمية الممتلكات الإبداعية. ويهدف الاحتفال بهذا اليوم، إلى زيادة الوعي بأهمية وأثر الملكية الفكرية في الحياة اليومية، وفهم كيفية حمايتها وإبراز دورها في زيادة الإبداع والابتكار.وللملكية الفكرية أهمية قانونية، تتمثل في حماية حقوق المبتكرين، أخرى اقتصادية تُعنى، بالسماح للمبدع من مؤلف، أو مالك براءة اختراع، أو علامة تجارية، أو مؤلف بالإفادة من عمله واستثماره، فضلا عن مواجهة تحديات التجارة الإلكترونية.وتنقسم الملكية الفكرية إلى قسمين، أولهما: الملكية الصناعية، التي تتضمن الاختراعات، والعلامات التجارية، والرسوم، والنماذج الصناعية، والدوائر المتكاملة، والأسماء التجارية، والأصناف النباتية، والأسرار التجارية. ثانيهما: الملكية الأدبية والفنية، التي تشمل حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، فحق المؤلف يضم المصنفات الأدبية والفنية، كالروايات والقصائد، والمسرحيات والأفلام، والألحان الموسيقية والرسوم واللوحات، والصور، والتماثيل والتصميمات الهندسية والكتب، والقصائد. أما الحقوق المجاورة، فهي حقوق فناني الأداء، المتعلقة بأدائهم، ومنتجي التسجيلات الصوتية المرتبطة بتسجيلاتهم، وحقوق هيئات الإذاعة المتصلة ببرامج الراديو والتلفزيون.أهمية الاحتفال عراقياً ،الشاعر محمد حسين الفرطوسي، يرى أن العراق بحاجة ماسة إلى إظهار الاحتفال بهذا اليوم، بهدف السعي للحفاظ على الملكية الفكرية، لافتا إلى غياب الاهتمام الحقيقي من قبل المؤسسات الثقافية التابعة للدولة، بهذا الموضوع.مشيرا إلى أن مفهوم الملكية الفكرية، غير مشاع، بما يتناسب وأهميته في المجتمع، لهذا فيمكن أن توجد مطبعة ما، تعيد نشر كتاب من دون استئذان كاتبه، وكذلك يمكن لأي جهة أن تنتفع من أي جهد مبتكر، من دون الرجوع إلى صاحبه. مستغربا من استمرار حصول ذلك، من دون أدنى تخوف قانوني من الفعل المعني، بينما يعد مثل هذا جريمة، يحاسب عليها القانون في دول أخرى. وذهب الفرطوسي إلى أبعد من ذلك بقوله: لقد بات الشعر، والغناء، والمقال، وكل ما هو فكري، وأدبي، وفني، عرضة إلى الاستعمال غير القانوني أو السرقة، فكاتب المقال مثلا، طالما يتفاجأ بأن مقاله المنشور في صحيفة معينة، أصبح منشورا في أماكن متعددة في صحف أو مواقع الكترونية. والغريب انه ينشر في بعض الأحيان من دون الإشارة إلى كاتبه، ولا الجهة التي نشرته أول مرة.تشريع قوانين جديدة،من جهة أخرى، عبر الشاعر والاكاديمي عمار المسعودي عن أمله بأن تصدر قوانين عراقية حديثة، ترعى الحياة الفكرية والثقافية والفنية في البلاد، لافتا إلى افتقار المشهد الإبداعي العراقي لهذه القوانين، التي من شأنها أن تدعم وتطور الحراك الفكري.وأضاف المسعودي بقوله: ان الوضع الأمني العراقي المضطرب، لا يعد مبررا لهشاشة المرتكزات التي تجعل الحياة الثقافية أكثر سطوعا، فنحن في وضع نبحث فيه عن أي مرتكز للجمال والأمل، لا سيما ان مشهدنا الإبداعي في كل مجالاته المتنوعة، يمتلك حضورا مهما، وتاريخا عريقا وإرثا مهما في شتى المجالات.وقال أيضا: أجد أن الاحتفال بحد ذاته، هو مظهر مهم من مظاهر الفرح المفقودة، في الحياة العراقية التي ازدادت صفحات الحزن في كتابها الطويل، فعندما يكون لدينا احتفال بيوم فكري، هذا منجز مهم في ظل هذا التردي المستمر في جوانب الحياة المختلفة، أرى أن أبناء الرافدين، بما يملكون من تاريخ مشرف، هم من أول الشعوب الأجدر بها أن تحتفل في هذا اليوم. نمو إبداعي واقتصادي،كما تكلم الشاعر سلام محمد البناي، عن حاجة المجتمع لإشاعة مفهوم الملكية الفكرية، التي من شأنها أن تدعم الوعي، بأهمية الابتكار والإبداع، واحترام خصوصيته، مشيرا إلى أن وعي الشعب بخصوصية المنجزات وعائديتها، هو الذي يجعلها قادرة على الحفاظ على ممتلكاتها العامة والخاصة في آن واحد، فضلا عن الفوائد الاقتصادية، التي يمكن أن تتحقق من خلال استثمار المبتكر لابتكاره العلمي، أو الفني أو الأدبي، وهذا ما يرفع مستوى التنافس الإبداعي بين الشرائح الاجتماعية، والأفراد، ويحقق نموا اقتصاديا وثقافيا في الوقت نفسه. وقال البناي: إن بلادنا ومنذ فجر الأرض، تحفل بالعديد من المنجزات الفكرية، وان تاريخ العراق السومري، والبابلي والآشوري، يمتلك إرثا جيدا من الآثار، التي تدل على احترام الإنسان العراقي القديم للفن والإبداع، بل إن هنالك في تاريخنا العميق، ما يشير إلى احتفالنا بما نمتلك من منجزات فنية وأدبية وابتكارات، في مستويات عديدة، من مجالات الحياة، ولهذا أتمنى أن تسعى المؤسسات الثقافية للاحتفال بهذا اليوم.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *