جدارية مالمو

جدارية مالمو
آخر تحديث:

السويد – عمار السبع

بحجم تجاوز السبعة امتار وبطريقة اقرب الى الانستليشن افتتح الفنان العراقي جعفر طاعون جداريته الفنية الكبيرة في مدينة مالمو السويدية، وبتكليف من المركز الثقافي السويدي ومتحف الفن الحديث، العمل  استخدم فيه مادة الحبر الصيني على ورق كوبريانو الايطالي، حيث تداخلت طريقة تنفيذ هذا العمل في منطقة التخطيط الشخصي، ولكن بحجم كبير، يقول جعفر في لقاء مع الصباح ان «الجديد في هذا العمل هو إعطاء فرصة للمتلقي ان يدخل أفكاره وحتى يعطي مقترحاته من خلال الحوار او ورشة العمل التي أسستها في مكان انجاز وعرض هذه الجدارية، وهو محاولة لايصال صورة وضع العراق بلا رتوش.

الفن التركيبي
ويوضح طاعون «هذا العمل نفذ بطريقة تعبيرية تجريدية  تلك المنطقة التي عملت عليها كثيرا في التسعينيات وقدمت من خلالها اعمالا تخطيطية نشرت في مناسبات عديدة في الصحافة العراقية والعربية،  ولقد اضاف لي هذا العمل مساحة وحرية كبيرة في التعبير وان الجديد في هذا العمل هو إعطاء فرصة للمتلقي ان يدخل أفكاره وحتى يعطي مقترحاته من خلال الحوار او ورشة العمل التي أسستها في مكان انجاز وعرض هذه الجدارية».
ويضيف ان «الجدارية  تنتمي الى «Interaktiv art» وهذه المنطقة تقترب الى حد ما الى فن الانستليشن التركيبي فقد تحولت قاعة العرض الى ورشة او مختبر للعمل على مادة الحبر الصيني مما أعطى روح التجدد والحرية على اجواء العرض»  ويتحدث طاعون عن استعداداته التي سبقت انجاز هذا العمل « الاستعدادات لهذا العمل بدأت منذ اكثر من ثمانية أشهر ولكن فترة التنفيذ والعرض لم تستغرق سوى يوم واحد،  ويعتبر هذا الإنجاز هو مشاركتي الرسمية بطلب من متحف الفن الحديث في المهرجان التشكيلي في جنوب السويد حيث شارك فيه اكثر من عشرين فنانا من مختلف دول العالم وانتشرت فعالياته في اكثر من ثلاثين مؤسسة ثقافية داخل السويد».

فكرة رسم الجدارية
وعن فكرة رسم الجدارية يقول  طاعون: «في عام 1994 وصلت السويد وبعد سنة واحدة  رسمت جدارية كبيرة الحجم 3×4 أمتار وتم تعليقها في مكان عام ومازالت، فكرت باعادة رسم هذه الجدارية او ربما استلهام شيء ما من ثناياها»  ويكمل « اتصل بي المتحف السويدي للتخطيط لهذا المشروع، وعندها شعرت بحنين كبير للماضي ولأعمال تلك المرحلة، حيث انني عملت كثيرا على اعمال الانستليشن وكذلك سنوغرافية تشكيلية في أماكن
مفتوحة لقد أعادني هذا العمل لرسم الشخوص والرموز التي ساعدتني في تقديم هذه الحكاية الآدمية عن اوطان سرقت وعن رحيل بدا من زمن ليصل ذروته بالنزوح الجماعي تاركين خلفنا مدنا ازدهرت بالحضارة والرقي وذاهبين للمجهول وسط صمت العالم الغبي وسخرية الاقدار التي حولت مناطقنا الى أكوام من الخراب والنفايات، ان محور هذا العمل ودراماتيكيته تكمن في السعي لكي أكون شاهدا واعيا للحدث الإنساني ، وهذا العمل هو محاولة لتوصيل صورتنا بشفافية وبلا رتوش» و يؤكد طاعون « لقد كانت مساهمة مجاميع كبيرة من الأطفال فعالة ومميزة فقد حضر اكثر من سبعين  طفلا بأعمار مختلفة، وحيث قاموا باستخدام الجدارية ذاتها لتنفيذ أعمالهم الصغيرة التي عرضت في الصالة نفسها، كما شعرت بسعادة كبيرة وانا احاور مجاميع الاطفال وهم يفسرون ويلتقطون مقاطع من العمل لتشريحها نقديا ببراءة  اما أحاديثهم عن الشخوص الموجودة وحكاياتهم التي لا تنتهي فقد جعلتني اشعر انني بصدد إنجاز عمل تأريخي حقا.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *