دراما رمضان

دراما رمضان
آخر تحديث:

عالية طالب
الدراما فن إدارة الإنتاج الجيد والنص المتميز والأداء الصادق والإخراج المتمكن، وفقدان أي مفصل من هذه المفاصل يجعل العمل أشبه بمن يؤدي امتحانا وهو يعرف أنه لم يقرأ بصورة جيدة!.
هل نحن نعاني من أزمة ” نص” أم أزمة إنتاج، كما يؤكد أغلب الفنانين الذين تعاملوا مع فضائياتنا المحلية؟ وهل نحن في طور التجريب والتعلم لنعلق عليه شماعة الإخفاق والأداء المرتبك والقصة المستنسخة والصوت الصامت؟ وهل نحن نفتقد الممثل فنجعل منه وجها متواجدا في أغلب الفضائيات المحلية  ما بين برامج التسلية والدراما والمسابقات؟
يبدو اننا نعاني من كل هذا دفعة واحدة وربما أكثر منه، لكننا لا نجيد تشخيص الخلل جيدا لنعمل على التغيير الإيجابي وصولا إلى تبوئ الدراما العراقية مكانة تليق بحجم منجزها الإبداعي في القصة والرواية والسيناريو المنفذ لأعمال اذاعية وتلفزيونية .
موسم الدراما الرمضاني لهذا العام  يعاني من خلل عام محليا وعربيا، اشترك الجميع في عدم تقديم المميز فعلا، وباتت قصص الإدمان والمافيا والفساد والخيانة سمة ثابتة يدور فيها المؤلف والمخرج من دون أن يفكرا  باستخدام الواقع بوجهه الأمثل وليس الأسوأ لإنجاز ما تستحقه المجتمعات من تأشير وتسليط ضوء وابتكار وتجدد.
ما بين برامج القفشات في “يو ان” للبغدادية و”زرق ورق” للشرقية وما قدمته قناة الرشيد من تقليد فج للأداء المصري في “شعيط ومعيط “من تأليف فهد يوسف وما بين تأليف وإخراج عمران التميمي في “ونان وكنان “في قناة الموعد.. يقف المتلقي ليسأل نفسه وماذا بعد وإلى أين سينتهي كل هذا.؟ الوجوه ذاتها تدور في أغلب الفضائيات لتقدم الأداء ذاته والحركات  والتعابير التي تشابهت حتى أصابت الجميع بالملل والسخرية مما يعرض عليه وبلا تغيير للمحتوى والتنفيذ والإنتاج البسيط، مما جعل الأغلب الأعم يضحكون  موجوعين أو متشفين، مما يعرض أمامهم، وهم يعلمون جيدا أن بالإمكان تقديم الأفضل فيما لو تمت مراجعة ” النص العراقي” الابداعي القابع في مكتبات المتنبي وإحالته إلى سيناريست  حقيقي  ليعيد بث الحياة بصور متعددة، تؤدي غرضها التشويقي والفكري والتحليلي والثقافي والفني بصورة ممتعة  تصل بالجميع إلى الاتفاق على مصداقية العمل وابداعه المتحقق.
الممثل العراقي يعرف جيدا أن عمله ينحصر في رمضان لذا يتسابق للاشتراك في ما يعرض عليه من أعمال في قنوات عدة، ولا يفكر مرتين أن هذا يمكن أن يؤثر سلبا في أدائه ومنجزه وقبول المتلقي له، والفضائيات تعمل على سحب الجميع إلى ثقافة التسلية دون ثقافة الوعي المتحقق من مناقشة النص وتأثيراته المجتمعية ودوره الثقافي التوعوي، وإدارة الإنتاج تعطى لمن  يفكر بكيفية الإفادة من الميزانية على أفضل وجه ” شخصي”  من دون الاهتمام بما يفعله في الشاشة الصغيرة من تخريب. والقنوات المحلية أضاعت “الخيط والعصفور” وباتت تفكر باصطياد عصفور في فخ نصب لاصطياد “ديناصور” كبير فخرج العصفور، ليهبط إلى وكر صغير يختبئ فيه بحثا عن زاد لا يسمن ولا يشبع من جوع .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *