فضل:برنامج أمير الشعراء حقق الكثير

فضل:برنامج أمير الشعراء حقق الكثير
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة اخبار العراق- أكد الناقد د.صلاح فضل عضو لجنة تحكيم برنامج أمير الشعراء الذي تنظمه وتنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وتنفذه شركة بيراميديا، على أن البرنامج حقق للشعرية العربية الكثير.وقال في حوار أجراه معه : إن البرنامج استطاع إنجاز أربعة أمور جوهرية: الأمر الأول أن الأوساط الثقافية العربية كانت الفكرة الشائعة لديها قبل البرنامج أننا أصبحنا في عصر الرواية، وأن الشعر لم يعد له مجال وقد انطفأت جذوته وخبت شعلته إلى الأبد، وخاصة أن موجات قصائد النثر قد باعدت بين جمهور الشعر التقليدي ولم يعد الشعر يقوم بوظيفته في التواصل الجمالي لصعوبته، ولأن العائق كان كبيرا بين أنصار المدارس قصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية وأصحاب قصيدة النثر، جاء هذا البرنامج ليكتشف أن هناك آلاف الشباب ـ لأنه موجه أساسا إلى الشباب ـ يرون أن لديهم موهبة شعرية إن حقا وإن وهما، ويتقدمون ويتم فرزهم وأطلقت كل كل دورة من دورات البرنامج خمسة نجوم متألقة من الشباب الذي يعد بالمستقبل الحقيقي، فأصبح لدينا كوكبة من الشعراء الشباب يمثلون جيلا كاملا مما تحت سن الأربعين، شهد لهم النقاد المتخصصون وشهد لهم الجمهور، بأنهم بلغوا الذروة في إتقانهم لأدواتهم الشعرية.وأضاف «أما الأمر الثاني أنه لأول مرة ربما في تاريخ الميديا، والميديا العربية على وجه التحديد، ينجح برنامج يذيع قصائد شعرية وتعلقيات نقدية على هذه القصائد لأكثر من ساعتين بشكل أسبوعي في دورة كاملة لمدة أربعة أشهر، ويتابعه هذا العدد الضخم من المشاهدين، وأذكر أنه في الحفلة الختامية للدور الماضية قالوا لنا إن الأقمار الصناعية رصدت 20 مليون جهاز تليفزيوني يتابع البرنامج إلى آخره، لو قدرنا لكل جهاز أربعة مشاهدين أي أن هنا 80 مليون شخص يسمعون الشعر ويسمعون التعليقات النقدية عليه في الآن ذاته في الوطن العربي وخارجه، لا أظن أن هذا قد تكرر في التاريخ الشعر العربي من قبل، لو صدقت هذه المؤشرات، ويقولون أنها لا تكذب.الأمر الثالث ـ يوضح الناقد د. صلاح فضل ـ أن أصحاب المواهب الشعرية كانوا يهملونها ولا يجدون سوقا ينفقون فيها موهبتهم الشعرية لأن الإعلام ـ الصحف والإذاعة والتليفزيون ـ لا يهتم بهم كثيرا وقد تهتم بغيرهم، الآن هم النجوم يتهافت عليهم الإعلاميون ووسائل الاعلام المختلفة، ويحققون ذواتهم وبالتالي أصبح هناك إمكانية لأن ينموا مواهبهم بالقراءة أكثر من ذي قبل، الأمر الرابع والأخير أن المسابقة خلقت جوا حقيقيا من التنافس بين الشعراء كيف يجيدون وكيف يلقون وكيف يعدون أنفسهم للتقدم، وبرزت عدة بيئات لم تكن معروفة بأن فيها شعراء مثلا الجزائر والمغرب وتونس، هذه بلاد كانت رازحة عقودا طويلة تحت الفرانكوفونية وبعد تعريبها لم ينبغ فيها شعراء كبار في سنة الثلاثين ممن أدركتهم موجات التحرير يكتبون شعرا قويا جميلا فيه نبرات حداثية بالغة الأهمية.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *