قراءة في كتاب “الفائضون”

قراءة في كتاب “الفائضون”
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- صدر للباحث يوسف محسن كتاب ( الفائضون المثقفون، الدولة، المجتمع في العراق). في الباب الأول يتناول الباحث الدين والحداثة والإصلاح الديني ومأزق الأنظمة المعرفية الدينية، وفي الباب الثاني، يتناول تاريخ العلمانية العراقية عبر طرح السؤال الإشكالي أزمة الجماعات العلمانية..أزمة سياسية ام أزمة تأسيسية؟ الباب الثالث كان  عبارة عن مراجعات في المشاريع الكبرى، مثلا، مراجعة الفكر الليبرالي ورمزه  عبد الفتاح ابراهيم، والفكر الشيوعي العراقي متمثلا بالأنموذج يوسف سلمان يوسف ( فهد)، والفكر الاجتماعي العراقي، علي الوردي أنموذجا. في الباب الرابع، بحث في  الدولة وسياسة الهوية والعنف الطائفي، إذ تناول آثار الطائفية السياسية عبر مقاربات في العنف والعنف الطائفي و الهيمنة و الثروات و الرأسمال الرمزي. وفي الباب الخامس، تناول الباحث موضوعة المثقفين السينمائيين والدولة السياسية، بحث فيه تاريخاً من التهميش في الأدوار والوظيفة، وفي الباب السادس، درس الظاهرة الصدامية كظاهرة سياسية مركبة، إذ قام بعملية تشريح الظاهرة الصدامية” مقدمات مشروع ” عبر الحوار مع البروفيسور ميثم الجنابي، وهي ظاهرة لم يسلط الضوء عليها عبر تحليل التوتاليتارية، يدرسها الباحث في محاور عديدة، الأول، استنطاق أزمة تكوين الدولة،مقدمات التوتاليتارية العراقية، الثاني، بحث في الأصول السياسية للتوتاليتارية العراقية، الثالث، الاقتصاد “السياسي” و”الاجتماعي” للتوتاليتارية العراقية (الصدامية)، الرابع، الأسس الاجتماعية للظاهرة الصدامية، الخامس، الأصول الأيديولوجية للظاهرة. العمل بمجمله يضع مفاهيم الدولة و المجتمع و  المثقفين تحت الفحص النقدي، من خلال الاستعانة بمنهجية صارمة انطلاقاً من فرضية (ان فشل تبلور دولة أو مجتمع بالمعنى العلمي الحديث في العراق معناه فشل تبلور فئة المثقفين). والانطلاق من مجموعة تساؤلات، هل توجد في العراق دولة؟ وهل تمتلك هذه الدولة هوية سياسية أو فكرية أو اقتصادية؟ وهل يوجد مجتمع متسق في الحد الأدنى، ناضج وقادر على البناء، تتوفر فيه حدود العمل الاجتماعي والتنمية الاجتماعية والبشرية؟ يتساءل الباحث عن السبب الكامن حول عدم تشكل فئة المثقفين العراقيين، كقوة تنويرية في المجتمع العراقي على الرغم من التمزق السياسي والانهيارات الاقتصادية والاجتماعية، واستفحال ظاهرة العنف الطائفي والإرهاب والولادة العسيرة للدولة الطائفية؟ ولماذا لم يظهر المثقفون مشروعاً أو نسقاً ثقافياً أو سياسياً للخروج من هذه الأزمات الدورية للمجتمع العراقي. قد نجد الإجابة بشأن هذه الأسئلة ضمن سيرورات تكوين فئة المثقفين العراقيين والمرتبطة بشكل ما بأزمة تكوين البنيات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، وهشاشة الدولة العراقية منذ التأسيس الأول، وعدم تبلور الطبقات الاجتماعية، والبنى المؤسساتية، فقد استقر تاريخ المثقفين العراقيين منذ وقت مبكر على تقريض الدولة، قانعين بتحمل السلطة الاستبدادية أو الفاشية تحت”يافطة” الضرورات التاريخية أو باسم الهوية أو باسم الأعداء المفترضين  للدولة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *