كنارة أور لازالت تعزف

كنارة أور لازالت تعزف
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- ورد اسم الكنارات في الكتابات ألمسماريه البابلية باسم كنا روم من عصر حمو رابي  (1738-1686 ق .م ) . كما ورد اسمها في الكتابات الفرعونية باسم كنر وسميت بالآرامية كنورا اما تسمية القيثارة فما خوذة من الاغريقية القديمة  ولا تزال تسمى الكنارة في الهند  وفي مصر تسمى السمسميه والكنارة  آله وترية تتألف  من الصندوق الصوتي ذي ساقين جانبين الأول يخرج الصوت من مقدمته والثاني من مؤخرته  فضلاً عن أن مقدمة الكنارة عادة ماتكون على شكل ثور أو بقرة  وهذا يشير الى تقليد ديني  بحت  اذ ان الثور يمثل الاله تموز والبقرة تمثل الاله عشتار وكلاهما مقرنين للدلالة على الآلوهية والصندوق الصوتي يرتكز على ركائز تشبه أرجل الحيوانات فضلا عن حامل الاوتار الافقي والموازي تقريبا للصندوق الصوتي  وهو الذي يصل مابين الساقين الجانبيين وتنزل منه الأوتار إلى  الأسفل وبحسب جريدة الزمان، كتبت نور الهدى محمد صعيصع، ان ظهور للكناره يعود إلى عصر فجر السلالات الأول التي أعقبت عصر جمدة نصر (2800- 2700 ق.م ) وقد جاءت هذه الآثار من مدينة فاره و أور وهي عبارة عن طبعات أختام  تمثل فيها مشاهد من الكنارات  ¸على أن اهم الكنارات هي التي عثر عليها في المقبرة الملكية في أور والتي هي من المدن ذات الإرث الحضاري و أور الاثرية  مدينة مهمة من عصر السلالات ألسومرية وتحدد بتل العقير في جنوب وادي الرافدين وقد أجرى فيها بيتر ديلافال تحريات منذ وقت مبكر يرجع الى 1625م وأعقبه لوفتس وآخرون في منتصف القرن التاسع عشر ثم عاد البريطانيون الى الموقع عام 1918 وقاد سير ليونارد وولي بعثة مشتركه مع جامعة بنسلفانيا عام 1934م أسست ألمدينة في الألف الرابع قبل الميلاد على جرف ناتئ بين فرع نهر الفرات وأحدى القنوات  ، ويفصل مستوى خلفه الفيضان بين دوري الوركاء والعبيد   ، وكانت هذه المدينة مسوره في عهد حاكمها (اورنمو) في فترة سلالة اور الثالثة  وهذا العاهل هو الذي شيد زقورتها وملوك هذه السلاله تبـــدأ (باورنمو) (2112-  2095ق ، م ) ، وآخرهم (آبي – سين)  (2028-2004  ق م ) وقد اخذ هذا الملك أسيرا الى (عيلام ).وتظم هذه المدينة آثاراً لادوار مختلفة بعضها يعود الى القرون الأولى من الألف الثاني قبل الميلاد (فترة لارسا) وهناك أيضا بنايات (كشيه )والكثير من القصور والمعابد والقصور الكلدية.على آن أشهر مايميز هذه المدينة هي المقبرة الملكية  والتي تعود الى اواسط الالف الثالث قبل الميلاد وهي تتميز بكونها قبواًر مشيدة  ضمت رفات بعض الأميرات والأمراء والخدم  حيث وجد بجانب هذه الجثث مجوهرات وخناجر وآنية ذهبية وأختام اسطوانية مصنوعة من اللازورد تحمل في بعض الأحيان خاتم صاحب القبر مثل (مس-كلام –دك) والأميرة (بو_آبي)  (شبعاد) على أن اهم ما احتوت هذه المقبرة هي القيثارات الذهبية والفضيه المطعمه باللازورد والأصداف التي كانت تزين بدن القيثارات مكونه إشكالاً هندسية مختلفة.وعدد القيثارات تسعة  ، الاانها غير كاملة بسبب التلف الذي أصاب اجزاء من القيثارات  ،نتيجة لبقائها فترة طويلة داخل القبور.ولعل أحسن القيثارات هي القيثارة الذهبية  والتي كانت محفوظة  في المتحف العراقي وهي ذات احدعشر وترا اذ  وجدت في قبر الأميرة السومرية ( بو-آبي ) هي تتألف من صندوق خشب مطعم باللازورد والأحجار الكريمة والصدف ويزين مقدمة هذه القيثارة رأس ثور من الذهب ذي عينين مطعمتين بالصدف واللازورد ، ولحية بشرية ، ويعود تاريخ هذه القيثارة الى سلالة (أور) الأولى حوالي (2450ق م )وهذه ألقطعه للأسف تعرضت للنهب بعد تركها في أحدى غرف الترميم  وقد استخدم اللصوص آلة حادة لنزع أشرطة الذهب من بدن القيثارة  والقوها ارضاً اما رأس الثور الذهبي فقد نقل إلى البنك المركزي حيث  حفظت مع كنز النمرود قبل السقوط  في احد أقبية البنك المركزي  ، والقيثارة الثانية والتي تسمى بالقيثارة ( الجبسية)  والتي وجدت في المقبرة الملكية وهي تحمل رأس ثور من البرونز. أما بقية أجزاء القيثارة فقد صنعت من الخشب  المطعم بالمحار ووجدها المنقب وولي متهرئة حيت قام بسكب  الجبس  للحصول على الشكل والحجم الأصلي للقيثارة  والتي يبلغ طولها متر وارتفاعها 90 سم  ويعتقد انها تحتوي على احد عشر وتراً وكانت معروضة في المتحف العراقي  ولكنها رفعت وحفظت في المخازن  لمتغيرات العرض المتحفي.والقيثارة الثالثة  المهمة التي عثر عليها هي القيثارة الفضية  يعــــــــــود تاريخها إلى (2500- 2350 ق .م ) وهي معروضة في المتحف البريطاني وعثر عليها في القبر ذاته وهي بحالة جيدة عدا بعض التأكسد الذي عولج في المختبرات  ، ومقدمتها مزينة برأس بقرة وربما أن الثور يشير إلى الأله تموز والبقرة الى الألهه عشتار وهما رمز الخصب في العراق القديم  الكنارة الرابعة التي  عثر عليها  تسمى (القيثارة الزورقية)  والاختلاف بينها وبين بقية القيثارات هو احتواءها على تمثال حيوان كامل في مقدمة الصندوق  الصوتي  فضلا عن ان القسم الخلفي من الصندوق الصوتي والساقين  الجانبي والخلفي الخارج الى الاعلى يشبه آلة ألجنك يبلغ طول الكنارة الزورقية 40.1 متـــر وارتـــفاعها  16.1 متر وهي  محفوظة في متحـــف بنسلفيانبا  في أمريكا. اما بقية القيثارات فقد وجدت أجزاء منها ونتيجة لتقادم الزمن عليها داخل القبور فقد اصابها التلف وقد التصقت أجزاؤها ببعضها.اما لنوع الآخر من الكنارات السومرية المعروفة براية أور والمحفوظة في المتحف البريطاني  حيث عثر عليها المنقب  البريطاني وولي وهي عبارة عن صندوق من الخشب شبه المنحرف فقد زخرفت بمشاهد مختلفة بواسطة التطعيم بقطع من أحجار مختلفة  المادة واللون ويعرف المشهد الأول لهذا الأثر بمشهد الحرب والمشهد الثاني بمشهد السلام  ويعود تاريـــــخ هذه الراية الى ( 2450 ق.م)ويمثل مشهد الاحتفال الملكي بالنصر على العدو ومشاركة الموسيقى ويلاحظ من المشاهد هناك عازف على كنارة سومرية ذات رأس ثور ويحمل العازف الكنارة على هيئة نطاق ملفوف  حول رقبته  وتأتي أهمية هذا الأثر انه يرينا أقدم اثر لوجود الفتحات الصوتية في الآت الوترية والتي تسمى في وقتنا الحاضر بالشمسية  وضيفتها تقوية وتضخيم الصوت وغالبا ماتحتوي الكنارات على احد عشر وترا ويستعمل العازف أصابعه في العزف على هذه الآلة .هذا مايخص القيثارات او الكنارات التي عثر عليها في المقبرة الملكية في مدينة أور الآثريه فبين التهريب المشرّع والتخريب المتعمد ضاعت آثارنا ولايزال الصوت مرتفعا رفقا بآثار العراق .

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *