هدايا ثقافية

هدايا ثقافية
آخر تحديث:

 حسين علي الحمداني
عندما كنا تلاميذ في الصف السادس الابتدائي قبل أربعة عقود مضت طلب منا معلم اللغة العربية أن يأخذ كل منا كتابا من مكتبة المدرسة (استعارة خارجية) ويأتي في بداية الأسبوع القادم يلخص لنا ما وجده في الكتاب ويشرحه في الفصل الدراسي.كانت الغايات متعدد لدى معلمنا، الأولى تشجيعنا على المطالعة الخارجية بعمر مبكر ومحاولة استكشاف ما موجود في مكتبة المدرسة التي ربما لم نكن نعرفها قبل هذه الدعوة التي وجهت لنا من قبل المعلم، والثانية فهمنا واستيعابنا لما نقرأ، وثالثا جعل منا (محاضرين) بعمر مبكر جدا عبر امتلاكنا فرصة الحديث للآخرين بشكل مباشر وهو ما جعلنا الكثير منا آنذاك يستثمر هذا التشجيع ويصبح ملازما لمكتبة المدرسة في المراحل الدراسية اللاحقة حتى باتت المطالعة سمة بارزة لأجيال عديدة حتى يومنا هذا.وهذا يعني أن هنالك معلما مثقفا يحاول بكل إمكانياته أن يجعل التلميذ والطالب هو الآخر مثقفا عبر مجموعة إجراءات تختلط فيها المواد التعليمية مع الكتب الخارجية بدرجة كبيرة جدا وهو ما يعني في نهاية الأمر صناعة مواطن مثقف في هذا العالم، وهو ما نجده موجودا في الكثير من المجتمعات التي تهتم بثقافة الفرد بوقت مبكر جدا.ومن هنا نجد أن للمعلم والمدرس خاصة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة دورا كبيرا في توجيه طلبته صوب الخيارات الصحيحة ومحاولة جذبهم للمطالعة الخارجية سواء الكتب أو حتى الصحف والمجلات المتخصصة، ومن تسعفه ذاكرته سيجد أن هدايا المعلمين للتلاميذ المتميزين آنذاك أما ( قلم حبر) أو ( مجموعة قصص وكتب) وهذه الهدايا (الثقافية) لها دلالاتها الكبيرة التي شكلت بعضها منعطفا في حياة البعض ممن وجدناهم (شعراء وكُتاب قصة وغير ذلك).والسبب هو وجود معلم مثقف لا ملقن لما موجود في المنهج المدرسي الذي يحتاج بكل تأكيد لوسائل دعم موجودة سواء في مكتبة المدرسة أو مكتبة المدينة وربما في مكتبة عامة هنا أو هناك، مما يعني أن هذا المعلم فتح الكثير من الآفاق أمام تلاميذه مانحا إياهم فرصة أن يتعلموا أكثر ويستثمروا كل الأدوات المتوفرة.المطالعة الخارجية تنمي قدرات الطالب كثيرا وتجعله أكثر سعة وإطلاعا على المنهج الدراسي المقرر من جانب، ومن جانب آخر مواكبة علمية لآخر ما موجود في مجال دراسته بالشكل الذي يؤمن تطوير ثقافته بشكل كبير جدا.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *