جوائز الإبداع

جوائز الإبداع
آخر تحديث:

عالية طالب

الجائزة ليست اعترافا للمبدع بالتميز على عمل واحد تم تقديمه للمشاركة ، ولا هوية ابداعية  تمنح الفائز مكانا دائما في منجز يفترض فيه تقديم الافضل بتواتر مستدام، وليست هبة من لجان تحكيم بقدر ماهي استحقاق ابداعي يعمل على استخراج نقاط القوة في العمل واختلافها عن اعمال اخرى في التحديث والدخول الى مناطق غير مأهولة والعمل على اغناء التخصص بما يقدم له من  مساحة اتساع تؤشر القدرة على تطويع المخيلة والواقع بامتزاج يحسب  للصانع  العجيب.

شمول جائزة الدولة للابداع في العراق لمناطق ابداع جديدة وميادين مختلفة هو ظاهرة صحية رغم اتساع مساحة الابداع التي  لا تنتهي عند حدود معينة ، وهو ما جعل الكثير من المتابعين يتسائلون عن غياب حقل القصة القصيرة والمقالة وتحقيق التراث  والنحت ، وقد  تتشعب الاسئلة لتطلب مجالات ابداع اخرى استحدثها المتغير الزمني والتكنولوجي ، وهو واقع  يتطلب فعلا المواكبة المستمرة لكل جديد  يحمل اسم الظاهرة المميزة.

فكرة الجوائز تقليد متبع في اغلب دول العالم وهناك اكثر من 500 جائزة نالت شهرة مميزة لرصانتها واحتفائها بمناطق الابداع المختلفة وغالبا ما ينال السرد فيها حصة مميزة بالاهتمام ، وتتباين المكافأة المادية المرافقة للجائزة واكثرها تميزا هي جائزة نوبل التي تصل الى مليون يورو ، وهي متاحة لكل الجنسيات من دون استثناء ومثلها شهرة جائزةالقدس، وكذلك جائزة أمير أستورياس الإسبانية، المخصصة للفنون والعلوم والآداب، وسبق ان حصل عليها الروائي اللبناني أمين معلوف.واكثر دولة في تخصيص الجوائز للحقول الابداعية هي الولايات المتحدة، اذ تصل الى حدود 70 جائزة سنويا  تليها نيوزيلندا 50 جائزة ثم اليابان، ومن بعدها المملكة المتحدة  25 جائزة. وعربيا تعتبرجائزة الملك فيصل من أقوى الجوائز العالمية، وتمنح لمجالات الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي والطب  والعلوم.

وتبلغ قيمتها 200 الف دولار بالاضافة الى ميدالية ذهبية ولا ننسى جائزة سلطان العويس التي تمنح كل عامين ، وكذلك جائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة البوكر المدعومة من هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في الإمارات العربية  المتحدة. وجائزة كتارا للرواية العربية، و”جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي ،وجائزة الشارقة، وغيرها من الجوائز العربية التي بدأت تاخذ شهرة ومشاركة واسعة لكتاب مختلف البلدان العربية ، وهي ظاهرة تحسب ايجابا للدول التي تتبناها وتسعى الى تشجيع الكتاب وترويج اسم الكاتب وهو ما حصل لعديد من الكتاب العراقيين مثل نجم والي ،علي بدر، عبد الخالق الركابي ،أحمد السعداوي، ناصرة السعدون ، نزار عبد الستار ،ميسلون هادي، ضياء الجبيلي،وسنان انطوان ومؤخرا علي حسين عبيد وحسن النواب اللذان فازا بجائزة الطيب  صالح السودانية.ما الذي يمنع جائزة الدولة للابداع في العراق من ان تكون جائزة عالمية وتفتح ابوابها لكل المشاركين في العالم وتخصص مكافاة مجزية لتؤسس تقليدا ادبيا يستحق المتابعة والمشاركة من الجميع اعتمادا على اسم العراق المرتكز على تاريخ طويل في الابداع والتميز  والحضارة العريقة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *