حسن السنيد هذه تقولها لبيت حالوب وليست للعراقيين‎ بقلم هايدة العامري

حسن السنيد هذه تقولها لبيت حالوب وليست للعراقيين‎ بقلم هايدة العامري
آخر تحديث:

 

هايدة العامري

اليوم أصبت بالاستغراب من تصريح النائب حسن السنيد رئيس لجنة والامن والدفاع في مجلس النواب العراقي حينما قال أن المعركة بالانبار هي معركة يجب أن تحسم عسكريا وليس سياسيا وكأنه يقول بعبارة أخرى ان الحل السياسي قد تم أسقاطه ولم يبقى غير الحل العسكري والترجمة الحقيقية لكلام السيد السنيد هي ان الدم سيسيل من العراقيين كمواطنين مدنيين وكافراد منتسبين للقوات الامنية والجيش العراقي ولكن هل هذا تصريح مقبول من  شخص يعتبر نفسه سياسي ويترأس أهم لجنة في مجلس النواب وهي اللجنة المختصة بشؤون الامن والدفاع

نسي السيد السنيد أو تناسى أن هناك قاعدة علمية تقول لكل فعل رد فعل يساويه بالقوة ويعاكسه بالاتجاه وكل ماحصل وسيحصل في الانبار هو نتيجة سياسات خاطئة وتراكمات وفقدان ثقة بين مكونات الشعب العراقي وان استعمال القوة  والتطرف في المواقف من قبل الحكومة أتجاه المتظاهرين والمعتصمين هو من جعل زخم الازمة مستمرا لحد هذا اليوم وكنت قد كتبت مقالات قبل سنة حول أزمة اعتقال رافع  حماية رافع العيساوي والذي لاأسمع له صوتا هذه الايام وتوقعت في المقالات ان نندفع باتجاه  معارك ودماء ولم يتفق معي أحد في هذا الرأي سوى شخص واحد وهو الاستاذ ابراهيم الصميدعي وفعلا هذا ماوصلنا اليه نتيجة المواقف المتصلبة لرئيس الوزراء والذي كان يؤيده فيها السيد السنيد ومجموعته

أنا سأسئل السيد حسن السنيد وأقول له ألم يكن بالامكان أصدار عفو عن المعتقلين وخصوصا الذين تم توقيفهم وفق مادة المخبر السري وهولاء لايحتاجون لقانون يصدر من مجلس النواب بل يحتاجون لتوجيهات وتعليمات قضائية والم يكن باستطاعة الدولة غض الطرف عن قضية حماية رافع العيساوي وتسويتها قضائيا بدل التصريحات المتشنجة والتهديدات بالاعتقال ووصف المعتصمين بالعمالة وشعاراتهم بالنتئة وغير ذلك من الافعال التي تدلل على أن الحكومة لم تعر الاهتمام لقضية مكون أساسي من مكونات الشعب العراقي سشعر بالظلم والتهميش وعدم الثقة ولحد وصول في ذلك المكون لدرجة الاعتقاد انهم مشاريع أعتقال وان الحكومة تتعامل معهم كأرهابيين الى يثبت العكس

 وجائت مجزرة الحويجة والمشهد الدموي في ذلك الفجر والذي لن ينساه أهل السنة وسيظلون يتذكرونه لانه بكل المقاييس كان خطأ كبير ولاافهم كيف تم أرتكابه وكيف فكر الذين قاموا به في ذلك اليوم لانهم قتلوا أشخاصا كانوا معتصمين باعهم ممثليهم في البرلمان نظير مصالح شخصية ومالية

السيد حسن السنيد لنسمي الاشياء بمسمياتها ونعرف أن الخطأ يولد مجموعة من الاخطاء المتتالية وأن العنف يولد العنف وأبشركم أنه سيظهر جيل بعد سنتين أو ثلاث او عشرة لايحمل اي فكر يتفاهم به  او يتعايش به مع ابناء شعبه  من المكونات الاخرى وهذا هو نتيجة التطرف ومحاولة فرض القوة العسكرية في الحل وسؤال وحيد اقوله للسيد السنيد وهو كم من الملفات التي غضت الحكومة والسيد المالكي الطرف عنها خوفا على العملية السياسية ولماذا لم تستطيع الحكومة غض الطرف عن هذا الملف وتحاول تسويته والتسوية كما ذكرت هي بسيطة جدا وانا متاكدة كان السيد المالكي سيظهر أقوى امام جميع افراد الشعب من ان يظهر او يتم تصويره بانه قوي نتيجة  أستعمال القوة العسكرية ضد مدنيين تم الان تجييشهم وتم وضعهم خارج أرادتهم مع صف الارهابيين

نعم من أوصلنا لهذه المرحلة هو تفكير السيد السنيد ومن هو مثله يتشابه معه في طريقة التفكير وهذه الطريقة في معالجة الازمة ومضاعفاتها  هي طريقة يصرح بها السيد السنيد لبيت حالوب وليس للشعب العراقي

السيد السنيد ينسى عن عمد ان الازمة سياسية وليست عسكرية وان الحل السياسي لكل ازمات البلد ينعكس بطريقة مباشرة على الوضع الامني واذا يريد مثلا السيد السنيد اذكره بالفترات الهادئة التي مررنا بها عام 2009 وكيف الانبار وطرقها مفتوحة ويسير بها الشيعي قبل السني ليلا متوجها الى الاردن وسوريا

نعم أمن البلد هو أمن مرتبط بالعملية السياسية أو مايصطلح عليه بالامن السياسي فكلما كان  الوضع السياسي مستقرا ووجد السنة أنفسهم مستقرين ويشعرون بالقدر الممكن من الحرية والاطمئنان كلما حرمنا االقاعدة والارهابيين من حاضناتهم وسيحاربهم السنة بأنفسهم وماتجارب الصحوات ببعيدة عن الذاكرة والخلاصة هذه الطريقة التي يتحدث بها السيد السنيد لن تفيد ولن تؤتي ثمارها في مكافحة الارهاب ابدا ولاعقد المؤتمرات للمصالحة الوطنية في القاعات الفخمة بمفيد هناك مطالب يجب أن يتم تحقيقها ولوبالقدر الادنى لكي نعيد بناء الثقة هذا أن بقيت ثقة أساسا وحمى الله العراق والعراقيين .

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *