بالرغم من كل ما تعانية حكومة ملالي طهران من مشاكل داخلية وانهيارات اقتصادية كارثية , ترافقها حالة من الغليان الشعبي المستمر والانتفاضات المتلاحقة من قبل الشعوب الايرانية ضد فساد وجرائم نظام الملالي القمعي و ضد انشغاله في تصدير الفوضى والارهاب الى كل دول العالم ,
وما يعانيه خارجياً من ضغوطات دولية واقليمية اقتصادية وسياسية وعدم مقبولية لدى اغلب دول العالم جعلته على شفير الانهيار الوشيك,الإ ان من اهم الاحداث التي ستؤثر عليه بشكل مباشر و ستسرع من زواله هي انهيار حكومة الاحزاب المليشياوية الحاكمة للعراق والمواليه له حتى النخاع,والتي سخرت العراق وثرواته و بكل ما يمثله من ثقل اقتصادي وسياسي وعمق في المنطقة وعلى مدى عقد ونصف مضى من حكمها لخدمة بقاء نظام ملالي طهران على قيد الحياة واستمراره في تصدير ثورته البائسة,
فلقد امسى اليوم زوال حكومة الاحزاب المليشياوية الحاكمة للعراق والموالية لطهران بمثابة زوال الرئة التي ابقته على قيد الحياة كل السنيين الماضية, و سيؤدي حتماً الى سقوط مشروعها في العراق وسقوط مشروع تصدير الثورة الخمينية البائسة و انحسار وانهيار النفوذ الايراني في المنطقة ككل وصولاً انهيار نظامها الدجالي في طهران كنتيجة ارتدادية حتمية,
وان ما سيسرع في حدوث هذا الانهيار والزوال هو حالة الرفض الشعبي العارم في الشارع العراقي للوجود الايراني بسبب تنامي نفوذها بشكل سرطاني في كل مفاصل واركان الدولة العراقية,لذلك فان الانتفاضة الاخيرة التي خرجت في مدن وسط وجنوب العراق كان شعارها الاول الرفض العلني للوجود الايراني في العراق,
ورفض فساد واجرام الاحزاب المليشياوية الحاكمة للعراق والمواليه بشكل مطلق لنظام ملالي طهران بل هي وليدة المشروع ذاته,فقد اضافت هذه الانتفاضة مسمار آخر في نعش نظام ملالي طهران و سرعت في زواله الحتمي, وأعطت الاشارة والدليل الوافي بان حقبة حكومات التبعية الايرانية واحزابها المليشياوية في العراق في نزعة الموت الأخير وانه لا يمكن لها الاستمرار في حكم العراق.
ان من اهم ما يميز الانتفاضة الاخيرة هو انكسار حاجز الخوف لدى ابناء جنوب العراق من التحرُّك ضد النظام التبعي المليشياوي الحاكم للعراق ببركة و اوامر عمائم الضلال في طهران,والذي كان نتيجة حتمية للكثير من الاسباب التراكمية واهمها حالة الاستبداد والقمع الذي مارسته المنظومة المليشياوية الحاكمة منذ تسلمها حكم العراق, و حتى على ابناء الجنوب الذي يدعي هذا النظام بانه الحاضنة الشعبية له بسبب الانتماء الطائفي.
وطبيعي جدا من حكومات تعاقبت على حكم العراق منذ الغزو الامريكي و مارست القمع حتى على ابناء الجنوب ان يكون لابناء وسط و غرب و شمال العراق الجزء الاكبر من هذا القمع والإضطهاد.خصوصا ً بان هذه المنظومة المليشياوية الحاكمة للعراق منذ عام 2003م حتى يومنا, متكونة اصلا من احزاب ولدت وترعرعت في ايران تحت شعار الانتصار للثورة الايرانية الخمينية وانها بين قوسين احزاب تعتنق فكر التشيع والانتصار لمذهب التشيع والذي كانت طهران ولا زالت تدعي تزعمها له منذ انطلاق الثورة الايرانية التي اطاحت بشاه ايران وجاءت بالخميني من ضواحي باريس لقيادتها وتصديرها الى دول الجوار وصولاً الى يومنا ,وما تخللها من استثمار لأتباع المذهب و زجهم كوقود لتنفيذ اجندات الثورة الخمينية خلال الاربعة عقود مضت من عمر الثورة الايرانية,
وسخرتهم كأدوات لهدم الدولة العراقية ومن ثم دفعتهم للولوج الى المجتمعات العربية لتدمير بنيتها ونسيجها الاجتماعي وزعزعة الامن والسلم في المنطقة ككل,وصولا الى تدمير واسقاط الحكومات التي وقفت ضد مشروع “التشيع” لإيران,و من جانب آخر الوقوف الى جانب الحكومات الموالية للثورة الخمينية كما في الحالة السورية , حيث دعمتها بالمليشيات الطائفية التي قوامها الاساسي عناصر من ابناء جنوب العراق الذين تم تجنيدهم من خلال شعارات الانتصار للمذهب والتحشيد الطائفي.
فلم يجني ابناء جنوب العراق وهم الانصار التقليديين لمذهب التشيع اي شيء سوى الموت لابناءهم وحالة عدم الاستقرار والفقر والقهر وصولا الى سرقة ونهب ثرواتهم والتغلغل أكثر في النسيج الاجتماعي والعشائري والسيطرة عليه وتسخيره بشكل كامل لخدمة اجندات حكومة طهران السياسية وتمددها وتربعها على رقابهم,
حتى وصل ابناء الجنوب الى قناعات خلال السنين القليلة الماضية بان حكومة ملالي طهران لا تضعهم الا في مراتب التبعية والعبيد وان حلمها وغايتها الحقيقية هي سيادة الفرس على العرب و الوصول الى مرحلة اعادة امجاد الامبراطورية الفارسية الغابرة,
كما وصلوا الى قناعات بان حكومة طهران واقطاب ثورتها لم يكن لهم اي صلة حقيقية بمذهب التشيع وانما استعملته الثورة الخمينية و مرجعياتها كمطية للوصول الى غاياتهم الخبيثة..
وكذلك فان ما يعطي الاشارات بان حكومة التبعية الايرانية واحزابها المليشياوية في نزعة الموت الأخير, هو مبادرة الشعب إلى الانتفاض سلماً على هذه الاحزاب المليشياوية الحاكمة والموالية لطهران,
وبذلك فانها ابتعدت عن العنف بما يفوت الفرصة على حكومة الاحزاب المليشياوية في استعمال العنف و الذي تستعمله اليوم في محاولتها لانهاء الانتفاضة,فالـ”التوازن السلمي” مفقوداً بين الفريقين, فضلاً عن أن عنف الثوار أو المنتفضين قد يعطي المبرر لحكومة المليشيات كي تُصعِّد عنفها إذا كانت هي البادئة في استعماله وهذا ما يحدث فعلا الان.
ومن المتوقع بان تقدم الاحزاب المليشياوية الحاكمة وبأستعمال الاذرع الايرانية المتغلغلة في جنوب العراق بزج عدد من مرتزقتها لتحويل مسار الانتفاضة الى استعمال السلاح,
لتطلق الاحزاب المليشياوية الحاكمة يدها في تصفية الانتفاضة وتصفية المتظاهرين السلميين بالحديد والنار, ولكن في هذه الحالة سيفتضح امرهم لان اغلب منتسبي الأجهزة الامنية هم اصلا من اهل الجنوب ولا يمكن لهم الإقدام او التورط في قتل ابناء عشائرهم تنفيذاً لاوامر الاحزاب المليشياوية الفاسدة الحاكمة,
الامر الذي سيرتد عليهم بالثارات العشائرية التي تحكم التركيبة السكانية لجنوب العراق,اضافة الى ذلك وبعد كل هذه السنين ادرك الشعب وخصوصا ابناء الجنوب انه لا جدوى من انتظار سراب “ما يسمى” إصلاح العلمية السياسية او إصلاح احزابها الفاسدة او توقف مليشياتها عن ارتكاب الجرائم ,
خصوصا بعد تغولها و انغماس احزابها وشخصياتها في الفساد واللصوصية والرذيلة ونهبهم لثروات العراق جهاراً نهاراً,وتهاوي الشعارات التي دائما ما ترفعها خلال جوالات الانتخابات والتي لم يرى منها الشعب في كل مدن العراق وليس في الجنوب فقط اي صدى سوى استمرار القتل والتصفية والفساد واللصوصية وتغول حيتان الفساد اكبر مما كانوا عليه,وبالمقابل تغول للنفوذ الايراني في كل جزئية من اركان الدولة العراقية السياسية والاجتماعية والاقتصادية,
حتى امسى ابناء ايران وضباط حرسها الثوري هم الحكام الفعليين للكثير من المحافظات و المدن العراقية بشكل مباشر , اضافة الى سيطرتهم المطلقة على القرار السياسي العراق من خلال سيطرة الاحزاب الموالية لطهران على حصة الاسد في التشكيلات الحكومية المتعاقبة وعلى البرلمان ايضا,وسيطرتهم المطلقة على مجريات الحياة الاقتصادية في العراق, وسيطرتهم على الحياة الدينية من خلال الولاء المطلق للغالبية العظمى من اصحاب العمائم وما يطلق عليهم بالمرجعيات ابتداءا من ما يسمى المرجع الاعلى “السيستاني” الايراني الجنسية والانتماء والولاء وصولا ً الى طفل ايران المدلل مقتدى الصدر الذي يستثمروه دائما في جر الشارع العراقي وجر البسطاء والمهمشين من خلال شعارات خادعة وزائفة لخدمة اغراض ومناورات واجندات ملالي طهران في العراق,
حتى امست هناك قناعات مطلقة لدى عموم ابناء العراق بانه لا حل في العراق الا بإستأصال هذا الورم وهذه المنظومة المليشياوية الفاسدة المجرمة العميلة بكل احزابها ومسمياتها ورموزها وقوانينها,اما غير ذلك من حلول فلا يعدو كونه وهم وسراب وخديعة..لذلك فان ما يعطي الاشارات بان حكومة التبعية الايرانية واحزابها المليشياوية في نزعة الموت الأخير، هو وجود شبه إجماع شعبي على مطلب إسقاط الاحزاب المليشياوية الحاكمة واسقاط العملية السياسية الفاسدة العميلة بكامل رموزها واحزابها,وقد كان لابناء وسط وغرب العراق خطوة سابقة عندما انتفضوا على حكومة التبعية الايرانية واحزابها المليشياوية على اعتبار انهم نالو حصة الاسد من القمع والقتل والتغييب والسجون والتهجير ونهب ثرواتهم وتدمير مدنهم على يد هذه الاحزاب المليشاوية الحاكمة,
ولكن تم قمع انتفاضتهم وتدمير مدنهم وتهجير الملايين منهم لمجرد انهم طالبوا بحقوقهم ,عندما أقدمت احزاب التبعية الحاكمة ومليشاتها واجهزتها الامنية بالبطش بابناء هذه المحافظات وفق خطة ايرانية محكمة مستفيدة من العمق الطائفي الذي وظفته آنذاك افضل توظيف,ودفعت بالالاف من ابناء جنوب العراق تحت شعار الانتصار للمذهب كوقود وادوات لقتل اكبر عدد ممكن من ابناء وسط وغرب العراق تحت شعار مكافحة الارهاب,وكان المستفيد الاول والاخير من كل ما جرى هم ملالي طهران واجنداتهم للسيطرة المطلقة على العراق.
أما العامل الحاسم والذي يعتمد عليه حتمية سقوط حكومة التبعية الايرانية واحزابها المليشياوية ليدفعها الى الموت الأخير…فهو الموقف الفعلي للجيش أو القوات المسلَّحة بفروعها واصنافها من الانتفاضة الشعبية.ويكفي هنا ان يتقدم اي تشكيل يقوده ضابط شريف ليطيح بحفنة الاحزاب المليشياوية الفاسدة ويعيد العراق الى اهله,فإذا كان الجيش او اي فصيل او تشكيل من تشكيلاته مؤيداً لمطالب الشعب فسيؤدي موقفه حتماً الى النجاح الحتمي للانتفاضة وتحقيق اهدافها,ولو كان هناك ايضا ً ضامن لبقاء القوات المسلحة على الحياد ولم تتدخل لحماية الاحزاب المليشياوية الفاسدة المجرمة فان نجاح الانتفاضة أيضاً يصبح مؤكداً حتى ان استغرقت وقتاً أطول.
ولقد تأكد من خلال مجريات الاحداث بان هناك الكثير من ضباط وقيادات القوات المسلحة لا يقبلون باستمرار هذه الاحزاب المليشياوية العميلة في سدة الحكم,وعدم قبولهم بكل مايجري في العراق من فساد ولصوصية و نهب للمال العام و جرائم وتسلط للمليشيات التابعة للاحزاب الموالية لطهران ونظامها الاجرامي الظلامي الشيطاني الفاسد,.وهنا تجدر الاشارة بان للحالة العراقية خصوصيتها والتي لا يمكن التغاضي عنها,وهي ان كل ما يجري في العراق هو خاضع للمحرك الرئيس او الطرف الرئيس في اللعبة والمعادلة وهو الطرف الامريكي,
و الذي يعمل منذ سنوات من وراء الكواليس ويحرك كل شي في العراق بالشراكة مع ملالي طهران وابناءهم الحاكمين للعراق,ما زال حتى يومنا الطرف الامريكي يملك الجيوش المسيطرة على الارض و يمتلك القرار في العراق,وطبيعي جدا ً بان يكون الطرف الامريكي هو المسؤول الاول امام الشعب في حال اقدمت حكومة الأحزاب المليشياوية على استعمال الحديد والنار ضد الشعب كما استعمله ضد ابناء وسط وغرب العراق,
لانه المتسبب الاول والاساسي قانونياً في ما وصل اليه العراق اليوم هذا من ناحية,بالاضافة الى انه من جاء بهذه الاحزاب المليشياوية الفاسدة المجرمة وسلمها ادارة العراق, مع علمه المسبق بولائها وانتماءها لمشروع الثورة الايرانية الخمينية الظلامية, وهي تعمل تحت انظاره ومباركته حتى يومنا,فكل ما اقترفته هذه الاحزاب المليشياوية المجرمة من جرائم بحق ابناء العراق على مدى العقد والنصف الماضي و ما نهبته من ثروات العراق لم يكن بعيدا ً عن انظار ومباركة وشراكة الطرف الامريكي وسفارته الكبرى في قلب المنطقة الخضراء.
و لذلك فاننا في الختام نقول… ان اراد ابناء العراق تخليص بلدهم مما يعانية من كوارث سياسية واقتصادية واجتماعية, وان ارادوا الاسراع في اسقاط هذه المنظومة المليشياوية واحزابها الفاسدة المجرمة وعمليتها السسياسية المهترئة فوجب عليهم ان يضغطوا اولاً واخيراُ على الطرف الاقوى في اللعبة,وهو الطرف الذي جلب كل هذه الويلات على شعبنا وهو المساند لهذه المنظومة المليشياوية الحاكمة للعراق في الخفاء والعلن وهو الطرف الامريكي لا غير.و ان يرسل له الشعب رسالة واضحة من خلال اقتحام المنطقة الخضراء واسقاط احزابها ورموزها ليعلم الطرف الامريكي بان قوته الغاشمة استطاعت ان تفرض علينا عملية سياسية بائسة مهترئة واحزاب مجرمة فاسدة موالية لدولة عدوة,ولكنه لم ولن يستطيع كسر ارادة الشعب اوتركيعه لإرادة الغزاة,وان السقوط الحتمي لزمرة الفساد والاجرام والمليشيات هو قادم لا محالة وان الشعوب الحرة هي من تقرر مصيرها شاء الطرف الامريكي قبول هذه المعادلة ام لم يشأ.