ايهاب العزي
يوم أن تم تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة منذ مايقارب العام إستبشر العراقيون وكل من كان يسعى للتغيير خيرا” بالإنتصار على المالكي وزمرته الفاسدة النتنة التي أزكمت الأنوف بفسادها وطائفيتها وراح العراقيون المستضعفون يتغنون بالتغيير والإنتصار ويحلمون بعهد جديد وحكومة ناجحة شريفة تعيد لكل ذي حق حقه وتضع الأمور والموازين في نصابها وتحاسب وتعيد العدالة إلى مجراها الحقيقي لينهض العراق من جديد وينعم بخيراته.
إنطلق السيد العبادي بعد تشكيل الحكومة بتصريحات خطفت قلوب العراقيين فرحا” وزهوا” عن ملاحقته للفساد والفضائيين ومحاربة حيتان الفساد داخل وخارج المنطقة الخضراء ، ويوما بعد يوم (لا أبو علي ولا مسحاته ) لا حارب فساد ولا منع الفساد بل إستشرى وأستفحل الفساد من أعلى رأس ألى أدناها وأصبح العراق في ظل حكومته محتلا” ومفلسا” لا بل ويطلب القروض والديون من البنك الدولي ومن أي دولة تستعطف العراق ونعقد المؤتمرات الدولية التي ينعم بمبالغ إيفاداتها هم أنفسهم أعضاء الحكومة والبرلمان ليستجدوا من دول العالم الدعم بحجة مقاتلة الإرهاب ونسوا الإرهاب الحكومي والفساد المالي الذي يغرق فيه أعضاء الحكومة نفسها.
إن الوجوه التي جاء بها العبادي لحكومته هي هي نفسها الوجوه الكالحة الكاذبة العابسة بوجه العراقيون من فترة حكم المالكي لم يغير شي من تلك الوجوه لا بل والأدهى والأمر من كل ذلك تبين أن إدارة الأمانة العامة لمجلس الوزراء والمقربين في مكتب العبادي هم أنفسهم ممن كانوا يعملون ضمن فريق عمل المالكي من موظفين ومدراء ومسؤولي مكاتب لم يتغير شي (سوى النزر القليل الذين جاء بهم العبادي ممن هم من المقربين منه ويرتبطون معه بعلاقات مختلفة) ولايزالون يأتمرون بأوامر المالكي وزبانيته المجرمة الطاغية التي تسعى لإبقاء العراق غارقا” في الفوضى والفساد والطائفية ويصدرون أوامر وزارية وقرارات بأسم الحكومة موقعة ومختومة بختم الأمانه العامة لمجلس الوزراء ولا العبادي ولاحكومته تعلم شيئا” عن كل ذلك لوﻻ النشر والفضح في وسائل الإعلام والفضائيات التي تعمل البعض منها مخلصة جادة لإنقاذ العراق وتخليصه من الفساد والفاسدين.
نقول إن الخطأ إذا لم يعالج يأتي بخطأ أكبر منه وهكذا حتى غرق العراق في بحر من الأخطاء والأخطار والفساد لقد أخطا العبادي عندما جاء بتلك الوجوه الكالحة البائسة من وجوه حكومة المالكي وأسس بهم حكومته الحالية وها هو الان يسير على خطى المالكي في الاخطاء والعثرات التي تقود البلد الى التفكك والإنحدار نحو الهاوية لاندري إن كان ذلك مقصود ومدروس أم نابع من جهل وغباء .
إن الحل الأنجع لتخليص العراق وإنقاذ ما تبقى منه والنهوض به من جديد هو أن يصدر العبادي (لو كان مخلصا” لخدمة العراق) البيان رقم 1 وها نحن نصوغ له مضمون البيان إذ يجب أن يتضمن إقالة وزراءه لثبوت فشلهم في تنفيد أي بند من بنود برنامجه الحكومي وإعلانه عن تشكيل حكومة جديدة لاتضم أي عضو من أعضاء الأحزاب والكتل السياسية الحمقاء ،ونقولها نعم الحمقاء لانها أوصلت بحماقتها العراق إلى منزلق الهاوية في فترة 12 عام، حيث يعلن العبادي بأنه سيترك المحاصصه الطائفية وتقاسم القرارات السيادية في العراق للبرلمان الفاشل وليتصارع الطائفيون والفاسدون والطامعون داخل قبة البرلمان وينأى بنفسه وحكومته عن المحاصصات الطائفية المقيتة ويذهب بنفسه شخصيا” إلى كل وزارة ويختار منها ممن هو الأكفاء والأفضل وممن لديه الخبرة العملية والعلمية وينصبه وزيرا” فالعراق يعوم فوق بحر من الشهادات والكفاءات العلمية كما البترول المسروق ويبتعد في إختياره عن الطائفة والإنتماء السياسي بل العكس عليه أن يعلن أن حكومته وأعضاءها مستقلة لاتنتمي لاي تيار او حزب ولاتتمسك بأي طائفة بل حكومة عراقية صرفة تعمل بأسم العراق ولأجل العراق بل وينزل مستويات أدنى باختيار وكلاء الوزراء من أصحاب الشهادات والكفاءات والخبرات العملية الميدانية على مستوى كل وزارة ليكونوا سندا” وعضدا” للوزير في كل قراراته ويترك عمل المفتشيات العامة للبرلمان تمارسها في ضوء الدستور لكي تراقب وترصد اي مخالفات تصدر عن الحكومة وسياساتها واعضائها .
بعد الانتهاء من تشكيل الوزارة عليه الإلتفات إلى ملف خطير ومهم وحيوي يمس شريان العراق وهو الملف الأمني إذ يجب أن يعمل على فلترة الأجهزة الأمنية وفي مقدمتها جهاز المخابرات والأستخبارات العسكرية وأول الغيث قطرة إذ عليه إقالة كبار المدراء والضباط في جهاز المخابرات والإستخبارات العسكرية لفشلهم طيلة السنوات المنصرمة عن تحقيق أدنى نصر إستخباري يذكر سواء على الجبهة الداخلية أو الخارجية، فهل يستطيع مثلا جهاز المخابرات الحالي أن يذكر للعراقيين بشبكة تجسس تم الكشف عنها والقبض عليها وهل تستطيع الإستخبارات العسكرية أن تذكرنا بجهدها الإستخباري العسكري على ساحة المعركة وأجزاء من أرض العراق محتلة، إن هذا الملف مهم وخطير ويجب أن يتم إختيار رؤساء الأجهزة الأمنية بعناية وكفاءة بالغة ترقى لمستوى المسؤولية الخطيرة الملقاة على عاتقهم ولاينسى العبادي أن يختارهم من خارج الكتل والأحزاب والطوائف والتنظيمات الميلشياوية القذرة التي تفتك بالعراقيين ليلا” نهارا” جهارا” .
بعد الإنتهاء من الملف الأمني يتوجه العبادي ألى ملف لايقل خطورة عن الملف الامني الأ وهو المليشيات التي باتت متسلطة على رقاب العراقيين وتزداد قوة يوما بعد يوما إذ يجب أن يقوم بلجم هذه المليشيات ويسيطر على حركتها وبدلا” من أن تعبث فسادا” داخل بغداد والمحافظات عليه أن يوجهها الأتجاه الأنسب في رفد القوات العسكرية بكافة فصائلها في مقاتلة داعش وتحرير الأراضي العراقية وإخلاء بغداد من أي تواجد أو مظاهر مليشاوية وتتسلم وزارة الداخلية الملف الأمني وتأخذ على عاتقها حفظ الأمن الداخلي لأنها أي وزارة الداخلية لن تكون بمنأى عن التغيير من الوزير الى الوكلاء والوكلاء الأمنيين وحتى إستخبارات الوزارة إذ يجب تفعيل عمل كل اجهزة الوزارة وإستنفار طاقاتها 100%.
بعدها يتوجه نحو وزارة الدفاع بالتغيير الجذري وإختيار قيادة الأركان ممن كانوا على قدر المسؤولية والشجاعة في الدفاع عن العراق بعيدا” عن العقد والأزمات النفسية التي مرت بها الحكومات التي سبقته في إختيار القيادات وإتهامهم بكونهم ضباط النظام السابق بل على العكس يعمل على اختيار الكفاءات العسكرية والنخب منهم لتشكيل جيش عراقي وطني مستقل يحمي العراق وليس الطائفة ويقاتل لأجل العراق وليس الطائفة ولايحتاج القتال لفتوى شرعية أو دينية بل ينتخي بغيرته العراقية وشجاعته الرجولية البطولية ومن باب مسوؤليته المهنية في الذود عن تراب العراق وشرف الوطن ويتغنى بها داخل قرارة نفسه.
بعدها ينطلق العبادي في مسيرة إعمار العراق ومعالجة أخطاء 12 سنة من أول أخطاء مجلس الحكم وحتى الحكومة القائمة حاليا” حتى ساعة كتابة المقال وسيجد العبادي كل العراقيين تدافع عنه وتحميه وتتعاون معه ومع حكومته في النجاح وهم أنفسهم العراقيون سيعيدون إنتخابه بعدما يلمسون منه الخير والصدق في العمل… فهل يمتلك السيد العبادي الشجاعة للقيام بذلك؟ هل يستطيع العبادي الإنسلاخ من تحت عباءة حزب الدعوة ليكون رئيس وزراء للعراق المستقل لا الطائفي؟ هل يبادر العبادي الى تغيير جذري حقيقي في حكومته وليس مجرد ترقيع لحكومة وسياسة باتت عورتها ظاهرة للعيان ولاينفع معها الترقيع بعد أن أضاع عاما” من عمر حكومته دون إنجاز واحد يذكر؟
وبغير هذا الحديث وهذا التغيير من العبادي وبقاءه نائما في المنطقة الخضراء وهو لايزال محاطا بحيتان المالكي والمفسدين فأنه يثبت يوما بعد يوم بأنه الوجه الثاني للمالكي لا بل وأضعف منه لأن المالكي إمتلك مفاتيح القوة والسلطة وبات يتلاعب بالعراق وبمقدراته وبسياسته بأيدي خفيه وبالتاكيد بالتاكيد سيجد العبادي من سيصدر البيان رقم 1 بحقه وحق حكومته ولات ساعة ندم.حفظ الله العراق وشعبه