لا شك أن وزارة الخارجية في أي بلد تعتبر من الوزارات السيادية وتتقدم على باقي الوزارات في الأهمية لأنها تمثل عقل الدولة وسياستها والتي تعكس صورتها امام العالم ، ولذا يتم اختيار اكفأ الرجال لقيادتها وكذلك يتم انتقاء موظفيها وفق معايير وضوابط خاصة ، يدخل حتى الشكل والمظهر الخارجي فيها ، إضافة الى السمعة الاجتماعية والسيرة الحسنة ، والتحصيل الدراسي الجامعي ، وضرورة أجادة أحدى اللغات الأجنبية وخاصة الانكليزية للذين يعملون في السلك الدبلوماسي الخارجي في السفارات والقنصليات ، كما ويخضع موظفي السلك الدبلوماسي الى دورات متعددة ومختلفة ليس في العلوم السياسية والثقافة العامة فحسب ، بل وحتى في فن الاتكيت بالأكل والشرب والمظهر الخارجي للملبس ، حيث تعتبر هذه من ضرورات العمل ، وكان معيار الكفاءة للقبول في وزارة الخارجية هو المعيار الأول ، بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية والطائفية والعشائرية والمحاصصة السياسية! . أن تاريخ وزارة الخارجية في العراق تاريخ مشرف ومشهود له بالكفاءة والمهنية منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ، وقد ذاع صيت الكثير من رجالاتها ليس على المستوى المحلي والعربي فحسب بل على مستوى العالم بسبب مواقفهم الوطنية وكيفية تعاطيهم مع الأحداث السياسية والدولية التي تخص وتمس اسم العراق وسمعته ، فقد كان لوزارة الخارجية العراقية ورجالاتها طنة ورنة كما يقال! ، فعلى سبيل المثال نذكر بعض قادة وزارة الخارجية في العهد الملكي أمثال ( توفيق السويدي ، فاضل الجمالي ، نوري باشا السعيد ، ارشد العمري ، عبد المحسن السعدون ، ياسين الهاشمي ) ، وفي العهد الجمهوري منذ عام 1958( عبد الجبار الجومرد ، هاشم جواد ، طالب شبيب ، وناجي طالب ، عبد الرحمن البزاز، وعدنان الباججي ، وشاذل طاقة ، هشام الشاوي) والقائمة تطول . حقيقة كان هذا حال وصورة وزارة الخارجية العراقية على مدى كل الحكومات التي حكمت العراق من ملكية الى جمهورية لحين وقوع نكبة الاحتلال الأمريكي والبريطاني للعراق في 2003 ، الذي قلب أحوال العراق راساً على عقب وجعله كمثلث قاعدته الى الأعلى ورأسه الى الأسفل! ، حيث حّلَ الخراب والدمار ونخر الفساد كل مفاصل الحياة بما فيها وزارات الدولة ودوائرها المدنية منها والعسكرية ، وكان نصيب وزارة الخارجية من الخراب والدمار الإداري والمهني كبيرا جداً! ، بعد أن خضع القبول في الوزارة للمحاصصة السياسية والطائفية والمذهبية والعشائرية ، وبالتالي خرج عن أبسط الشروط الإدارية للقبول في أية دائرة عادية! ، فساءت أحوال هذه الوزارة كثيرا كما ساءت أحوال العراق! . قبل أكثر من أسبوعين انقلبت الدنيا في العراق ، عندما صارت المستشارة في وزارة الخارجية العراقية (زينب بنت عكلة!) مادة دسمة للأعلام العراقي ومواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات العربية ، عندما ضبطت وبالجرم المشهود من قبل موظفي أمن مطار عمان في الأردن سرقتها ( لمناشف ، وساعة جدارية ، وريمونت كونترول ، وأكواب ماء!!) ، وذلك بعد مغادرتها لفندق ( الفيرمونت) في العاصمة الأردنية في عمان ، الذي كانت تنزل فيه كموفدة بمهمة رسمية من قبل وزارة الخارجية العراقية! ، اعود بالقول لم العجب فيما فعلته (زينب بنت عكلة) ولماذا كل هذه الضجة!!؟ ، وماذا فعلت لها الخارجية العراقية قبل ذلك؟ عندما كانت موفدة أيضا وعّرَفت نفسها لأحدى الفضائيات العربية بانها ( مديرة ، مسؤولة العلاقات الثنائية للقنصلية العراقية في جمهورية إسطنبول!!!؟) ، فهل ننتظر من خارجيتنا وبشخص وزيرها أن يتخذ اية أجراء ضد هذه المستشارة؟! اشك في ذلك؟ ، وهل نسينا أم تناسينا ، ( السيدة ميسم الربيعي زوجة السفير العراقي في الأردن حيدر منصور العذاري ، التي ظهرت بصورة في 22/8/2022 وهي تتوسط زوجها والمطرب اللبناني راغب علامة!، بكل شوق وحب ورومانسية وحميمية!!) ، وهل نسينا أم تناسينا فديو احد موظفي سفارتنا في خارج العراق وهو يحضر أحد المعارض الفنية (ببجامة النوم الداخلية مع أبنه! وعندما شاهد لوحة الموناليزا تّبرك بالصورة ومسح على وجهه!!) ، ماذا فعلت وزارة الخارجية العراقية لهؤلاء؟ ، لا أحد يدري! ، هذا ما عرفناه ، وبالأكيد ما خفي هو أكثر خزيا وخجلا!؟ . لقد كان العالم قبل نكبة الاحتلال الأمريكي للعراق يحسب لسفاراتنا في الخارج وكوادرها ألف حساب! ، ليس لمهنية موظفيها وحرصهم وتفانيهم وسمعتهم الطيبة وحسن سلوكهم وتصرفاتهم واخلاصهم بالعمل ، بل لوطنيتهم وحرصهم في خدمة العراق والحفاظ على سمعته وسمعة الوزارة ، ولكن بعد الفساد الذي لوث الجميع ، ونخر العراق نخراً، لم يعد أحد يهتم لسمعة العراق!! ألا ما رحم ربي . أخيرا نسأل من يقف وراء زينب عكلة ، وميسم الربيعي وزوجها وغيرهم وممن على شاكلتهم ، ممن لوثوا سمعة العراق بأفعالهم وتصرفاتهم ؟؟ لله الأمر من قبل ومن بعد.