حسن احمد
قال جدي : كل القيادات التي تصدّت للمسؤولية في عراق مابعد بريمر تدعي النزاهة وتحارب المفسدين واموال النفط منهوبة .. من سرقها اذن ؟!
لا ادري متى ينتهي سيناريو استغفال الشعب العراقي المگرود من قبل البرلمانيين والوزراء وجوقة المستشارين , والكوادر العاملة بمعيّتهم .. فمنذ ان عرفنا هذه الوجوه لم نرَّخيرا ولم نجني سوى الخيبات والاخفاقات , وهدر المزيد من ثرواتنا , مع تردي الاوضاع الخدمية والمعاشية .. حتى اصاب غالبية الشعب العراقي الياس من المستقبل في تصحيح الوضع طالما هؤلاء هم المتصدون للشأن العام .. بحيث غدا لسان حال المگاريد في هذا الوطن – خربانة – كتعبير عن الياس في الاصلاح … ففي الوقت الذي أصّر رئيس البرلمان السابق والاخرين من رؤساء الكتل على تعطيل امرار الموازنة للسنة الماضية , وتعطيل عمل الحكومة ومشاريعها .. بالمناكفات مرة , وبتحريض الشارع على اسقاطها .. وكان رئيس البرلمان السابق هو عرّاب التعطيل الذي اربك الحكومة واشغلها بالقيل والقال , وإثارت النعرات الطائقية , واشاعة روح العداء والكراهية للحكومة , والتي صنعت بيئة جاذبة وحاضنة للارهاب الداعشي , وطاردة لجيش وقوى امن الدولة , الى ان انتهى بنا الحال الى هذه الفوضى وهذا الخراب .. نعم خربانة !
في قانون الموازنة المقترحة لسنة 2015م .. كان مبلغ الموازنة الكلي بحوالي 150 تريليون دينار , وبعجز اولي بحدود 40 تريليون دينار , وبافتراض الايرادات المرتقبة ( من مبيعات النفط ) على اساس سعر برميل النفط المباع بـ ( 60 دولار ) وعلينا وضع خط احمر اسفل هذا الرقم .. ونتسائل لماذا هذا الرقم المرتفع وسعر النفط بانخفاظ مستمر , ونفطنا يباع الآن باقل من 50 دولار ؟! – و الدول تبني ميزانياتها على رقم اقل من الايراد المتوقع لتكون في الامان من تقلبات السوق ولكي يوجد عجز في الميزانية – علما ان حصة الاقليم الكردي بقيت ثابتة واضيف لها رواتب البيشمركة , وتم غظ الطرف عن ديون الحكومة الاتحادية السابقة على الاقليم الكردي من مبيعات النفط للسنوات السابقة , والتي لم يفـــــي الاقليم بوعوده بتسديدها , والتي تقــــــــــدّ ر بــ 37 مليار دولار … والسؤال : هل يقوم الاقليم بالايفاء بتصدير حصته ( 150 الف برميل يوميا ) من حقوله و تصدير نفط كركوك ؟ّ ( تجربة التعامل معه تقول لا ) .. وهل يقوم الاقليم بارجاع المبالغ التي قبضها مقدما قبل تصدير حصته – وعلى اساس سعر نفط التصدير بــ 60 دولار- في سد العجز بالهبوط المتسارع في الاسعار ؟ .. ان جميع التسؤلات تشير الى ان المستفيد الاول من هذه الموازنة (المرتفعة ) هو الاقليم الكردي , الذي سوف يستحوذ على خمس الميزانية , ولا يتحمل اي تبعات لسد العجز .. لقد وضعت الميزانية بهذا الرقم الكبير , والغير مبرّرّ نزولا عند رغبة الكرد وبالتوافق مع رغبة الجميع بعدم المساس بالرواتب والامتيازات والمنافع الفلكية للمناصب العليا وحماياتهم ومستشاريهم والمقربين منهم والتي تفوق الــــ ( 50 مليار دولار سنويا ) … وبدلا من ترشيد هذه النفقات الفلكية , اعادوا الرواتب التقاعدية لاعضاء البرلمان وللمجالس المحلية ومجالس المحافظات , والتي تم الغائها نزولا عند رغية المتضاهرين وتوجيهات المرجعية الشيعية .. كل مايجري يشير الى ان النخب الحاكمة في وادي والشعب في وادي والقضية برمتها – خربانة – ولا امل !
وآخر الحديث قي الخراب .. ان البرلمان الحالي غالبيته ممن لاينفع في تخطيط او تشريع وهم خشب مسّنّدة جيىء بهم لاكمال ديكور المسرحية الديمقراطية , ولايمتلك اي واحد منه قرار صوته وانما يُدار بالرموت كونترول من قبل الزعيم الذي اجلسه تحت القبة البلاء للعراق والعراقيين , وان الوزراء في الحكومة وزراء حصة ولا يهم ان يقود وزارة الصناعة الامي في ابجديات التصنيع وان يقود المالية من لابفقه بالمحاسبة والحسابات , ويقود التخطيط من هو واعظ منبري , ولم يسمع بالتخطيط ويقود الخارجية روزخون .. والوضع الى مزيد من التردّي وملفات الفساد تضخمت ولم يحاسب احد , والطبقة الحاكمة دخلت اسمائها وبشرف في قائمة الاثرياء في العالم وهم الحفاة سابقا – فهي كما يقول اغلبية المسحوقين : خربانة !