بغداد/شبكة اخبار العراق- من خلال الاجتماع الذي أُقيم في نيويورك للجمعية العمومية للأمم المتحدة, والذي يعتبر أكبر مؤتمر دولي شهده العالم حتى الأن حيث جمع هذا المؤتمر جميع الدول و إن كانت من بينها دولاً متنازعة, وشهد المؤتمر الذي انعقد هذا العام تحت عنوان “التنمية المستدامة” نقاش عدة قرارات في الشأن العربي و خاصةً فيما يخص كل من سوريا و العراق باعتبارها تتعرض لأكبر خطر ارهابي من الممكن أن يهدد الوضع العربي و والعالمي.إلا إن القرارات والمواقف العربية والدولية كانت واضحة جداً في الشأن السوري حيثُ لُخص القرار بـ”دعم سوريا و إخراج ارهاب داعش من سوريا يكون ذلك مصحوباً بالقضاء على نظام الاسد باعتباره عامل أخر ووجه اخر من اوجه الارهاب في المنطقة”.أما بالنسبة للشأن العراقي فقد شهد العديد من المواقف العربية والقرارات الدولية التي لم تتسم بالوضوح, بل كانت تشهد تضبُب مقصود من قبل الجهات المسؤولة عن الوضع العراقي, حيث جاءت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن واضحة تماماً ومؤيدة بشكل كبير للوضع العراقي قائلاً إن “على الدول الكبرى أن تُشكل اكبر تحالف كالتحالف الذي شُكل لمحاربة النازية من أجل اسناد العراق, وشن هجمات حقيقية ضد إرهاب داعش”.كما بين بوتين في كلمتهِ والتي يبدو إنها كانت رداً على تساؤلات اوباما بشأن اسباب دعم بوتين لكل من سوريا والعراق والهدف من وراء هذا الدعم قائلاً إن “روسيا لا تطمح لشيء في المنطقة وما عاد لها الامكانية أن تتخذ موقف المُتفرج فيما يجري بكل من العراق وسوريا والذي أصبح من الضروري حلهُ.كما أكد بوتين في كلمتهِ إن “العدوان على العراق في عام 2003 حل الجيش العراقي وهذا كان الخطأ الكبير الذي دفع عدد كبير من ضباط الجيش السابق للانضمام الى قوات داعش, إضافة الى عمليات التهميش التي يتعرض لها الجيش الحالي و اللجوء الى الميليشيات أصبح كفيلاً بسيطرة داعش على المنطقة”.إلا إن تصريحات الرئيس الأمريكي و التي بدأت قُبيل المؤتمر كانت عبارة عن مجموعة من التصريحات التشكيكية بالدور الذي تود روسيا أن تلعبه في المنطقة حيث تساءل من خلال تصريح لهُ عن اسباب او الهدف من وراء دعم روسيا لكل من العراق و سوريا، مؤكداً إن “هدف قوات التحالف الدولي و الولايات المتحدة من دعم العراق واضح جداً حيث إن من مصلحة الجميع إخراج داعش من العراق و سوريا”.ومن خلال تراشق التصريحات بين اوباما و بوتين نجد إن الوضع العراقي قد أُستغل لتصفية أجندات خاصة بالدول العظمى, كما أفاد أوباما بخصوص الشأن العراقي بأن القتال والحرب لا يكفيان لحل المشكلة العراقية, و إن العمليات العسكرية ما هي إلا حل مؤقت لحل المشكلة, وهذا يعتبر اكبر درس تعلمته امريكا من خلال دخولها العراق”.ولم يخلوا الخطاب الامريكي من انتقادات واضحة لإيران فيما يخص تدخلها بشؤون دول الجوار, لتعود عملية استغلال الموقف العراقي من اجل تصفية الحسابات الدولية.اما فيما يخص دور الحكومة العراقية و ردة فعلها فيما بخصوص الوضع الامريكي و الروسي, فقد شهدت تصريحات مهمة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قُبيل المؤتمر بين خلاله إنه “داعم لأي دولة تُبادر بتخليص العراق من ازمته في مواجهة الارهاب”، كما أعلن العبادي تأييده للموقف الروسي”، شاكراً للدعم روسيا للعراق مُبيناً بذلك إن هنالك بعض الروس منخرطين ضمن قوات داعش الارهابية, و إن تشكيل مركز عمليات استخباراتية لرصد قوات داعش سيُفيد الطرف العراقي و الروسي في ذات الوقت من أجل السيطرة على المنطقة”، وأكد العبادي أن “الدعم الاستخباراتي جاء من عدة دول ليست روسيا فحسب بل روسيا و بعض الدول الاوربية اضافة الى الولايات المتحدة الامريكية”.ولم تتضمن كلمة العراق التي ألقاها وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري فيما يخص الوضع العراقي في مؤتمر الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أي شيء يُذكر, حيث إنه لم يستعرض المعاناة العراقية بشكل دقيق وواضح كما إنه لم يُلفت بشكل حقيقي إلى الشأن العراقي غير إنهُ طالب المجتمع الدولي باعتبار العراق حالة استثنائية, علماً إن الجعفري التقى بوزير الخارجية الايراني قُبيل المؤتمر و كانت أراء العراق و ايران متناظرة تماماً ومُتفقة من خلال هذا اللقاء وخصوصا فيما يخص الحرب ضد قوات داعش الارهابية, في حين شهدت كلمة الرئيس الايراني حسن روحاني ما يُشابه عملية إستعراض قوى حيث توهم روحاني من خلال كلمته إن “إيران كانت سبباُ لوهب و تعزيزي الحريات في العديد من الدول مثل افغانستان و العراق, وإن أي دولة بحاجة الى الدعم الايراني من اجل ترسيخ قواعد الديمقراطية سوف لن تتأخر إيران في ذلك”.كما حاول الامير القطري تبرئة ساحته من الشأنين العراقي و الايراني, حيث أُستغل الشأن العراقي للمرة الثالثة خلال المؤتمر من أجل عمليات تصفية حسابات وقال الامير القطري في كلمته إنه “ما من عداء بين قطر و ايران حيث إن البلدين تجمعهما مصالح مشتركة بعيدة عن اي نزاعات”.وأكد امير قطر إن “الوضع العراقي بحاجة الى توافق وطني بمعزل عن أي تدخلات خارجية”، كما اكد إن “على الحكومة العراقية القضاء على الميليشيات في حال ارادت الحصول على وضع مستتب في العراق”.وشهد المؤتمر العديد من الكلمات التي ألقاها رؤساء الدول كفرنسا و مصر و غيرها, والتي تطرقت الى الواقع العربي عامة و الاسلامي خاصة كما حاولوا مناقشة واقع الهجرة التي تمر به الدول العربية اليوم.وكلمة العبادي في الجمعية العامة للامم المتحدة لم تكن بالمستوى بالمطلوب وتخللها كذب عندما قال العبادي ان الاصلاحات تحققت وان قواتنا ستصل الى الحدود السورية ونحن لحد الان لم نحرر بيجي منذ اكثر من سنة ومعركة الرمادي مضى عليها اكثر من ستة اشهر ولازالت بيد داعش ، هذا التخبط في التصريحات وعدم الدقة في اتخاذ مواقف مسؤولة سيجعل العراق في مهب الريح خاصة بعد انضمامه الى التحالف الروسي الايراني السوري بامر من ايران دون تحديد موقف حازم يؤمن حفظ السيادة العراقية وامنه خاصة بعد تجميد العمليات العسكرية الامريكية بالعراق كرد فعل على تعاونه مع روسيا وايران سيكون العراق هو الخاسر الاكبروهذا ما تريده مصالح الدول الكبرى بغض النظر عن الاهداف المعلنه من قبلها.
خطب العبادي وتصريحاته ..العراق في مهب الريح!
آخر تحديث: