منذ عام 2003، وتحديدا بعد الاحتلال الامريکي للعراق، والشروع في عملية بسط هيمة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على بلاد الرافدين، صار واضحا ليس للشعب العراقي وانما لدول المنطقة و العالم أيضا عدم إمکانية تخلص العراق من هذه الهيمنة طالما بقي هذا النظام، ذلك إن الاستراتيجية و الاسلوب الذي وضعه يکفل له ذلك.
عندما تطالب الولايات المتحدة الامريکية حکومة حيدر العبادي بالابتعاد عن النفوذ الايراني و تحديده في العراق، فإن هذا الطلب يثير الکثير من الضحك و التهکم، إذ هو أشبه بأن تطلب من السمکة الخروج من الماء، ذلك إن حکومة حيدر العبادي و معظم الجماعات و الاحزاب الشيعية العراقية، خاضعة بصورة أو أخرى للهيمنة و النفوذ الايراني، وإن المبتلى بالسرطان أو الطاعون ليس بإمکانه أبدا أن يرده من تلقاء نفسه فهو أعجز مايکون عن ذلك، وليس بإمکان العبادي ولامجموعة الاحزاب الشيعية التي ترقص طربا على وقع أنغام نظام ولاية الفقيه، أن تستطيع الوقوف بوجه نظام هي مجرد تابع منقاد له رغم أنفه.
إنهاء النفوذ الايراني في العراق و إسدال الستار عليه، لن يکون أمرا متاحا طالما بقي نهج نظام ولاية الفقيه سائدا في إيران، وهذه حقيقة يجب على الجميع تقبلها و من يرفضها و يسعى للطعن و التشکيك بها فهو أشبه بمن يريد من أصحاب القبور أن ينهضوا و يسيروا بين الناس! بل وإن جيش من المسلحين التابعين لإيران ضمن الميليشيات الشيعية التي باتت تقارب من 150 ألف مجند، هو بحد ذاته رسالة لکل من يسعى للوقوف بوجه نفوذ طهران، بل و يکفي أن نشير الى إن أزمة الاستفتاء الکردي لم يتم حلها عن طريق الجيش العراقي کما يوحي العبادي عبثا ومن دون طائل، وانما عن طريق مخططات الارهابي قاسم سليماني ميليشيات الحشد الشعبي، ولذا فإن الحديث عن إنهاء النفوذ الايراني عن طريق”الطراطير”في بغداد، إنما هو عملية خداع و کذب على الذات.
ليس هناك من طريق أو سبيل لخلاص ليس العراق فقط وانما سوريا و لبنان و اليمن من وباء نظام ولاية الفقيه، إلا بإسقاط هذا النظام و إنهاءه، ذلك إن إستمراره يعني إستمرار الحالة هذه على السياق المحدد لها، وإن الظروف و الاوضاع الداخلية الايرانية و الاقليمية و الدولية کلها متاحة و مناسبة للتحرك بإتجاه العمل من أجل إسقاط هذا النظام المعادي للعالم کله، بل وإن وصول جرائم و مجازر هذا النظام للأمم المتحدة و إحتمال أن يصدر قرار دولي بإدانة النظام و الدعوة لتشکيل لجنة مستقلة للتحقيق في مجزرة صيف 1988، قد صار أشبه مايکون باليقين، وهذا يعني بأن الخامنئي سيصبح مثل سلوبودان ميلوسوفيتش أو رادوفان کارادوفيتش، ولذلك فإن على دول المنطقة أن تبادر للإستفادة من هذه الفرصة و تساهم في التهيئة لتوفير الارضية المناسبة التي تتيح إسقاط هذا النظام و تخليص جميع دول المنطقة من شره و عدوانه.