لم يتوقف ابدا عن رفع ابهامه بعلامات الرضا والمراة والايحاء لناخبيه و غرمائه ومريديه بل وحتى العازفين عنه من المعترضين عليه في وسائل الاعلام والفضائيات التي صنفها منذ اللحظة الاولى بانها تجانبه الحق في توجهاته ونزعاته.. ، لم يوقفه في التنفيذ اي اسلوب تبناه منذ اولى لحظات المواجهة هو يكاد يراقص بكتفيه في انثناءة انفعالية واصرار على فعل ما وعد ان يفعله ضمن فترة المائة يوما الموعودة بها بلاده ودول العالم خيرا وشرا قادمين على وقع خطاباته وخطواته بل وقراراته التي ابتدأ بها اول يوم رئاسي في احتفالية ستتذكرها امريكا عقودا.
ببسمة عريضة وتقطيبة جبين وقسمات حادة وإبهام لايكاد يهبط حتى يرتفع جديدا من وضعهم في عقله واجه جاره المكسيكي “إنريكي بينا نييتو” باتهامات تدمير اقتصاد وامن بلاده مصرا وهو في كل لحظة قرار و عمل اراد ان يُقرن القول بالفعل وذهب شوطا بعيدا في إقرار فكرة بناء جدار عازل مع المكسيك ..
فاثار غضب رئيسها حينما غرد ترامب على توتير ان على المكسيك ان تدفع كلفه بناء الجدار العازل الذي قد تصل اطواله الى نحو الفي ميل وبكلفة قد تصل الى 15 مليار .. وقال بينا نييتو في رسالة مقتضبة بثها التلفزيون “يؤسفني ذلك وأدين قرار الولايات المتحدة بمواصلة بناء الجدار الذي، قسمنا بدل أن يجمعنا”.فالغى زيارة مقررة لواشنطن ودعا القنصليات إلى حماية حقوق المهاجرين في الولايات المتحدة. ولم ينس الرئيس السابق اوباما وهو يتوجس شرا من كل العراقيل التي وضعها له على المستويين الداخلي والدولي وبرغم كل بروتوكوليات الاستلام والتسليم السلمي و الديمقراطي للسلطات و الكلمات والنصائح المتبادلة بينهما التي انهى بها الاول 8 سنين من حياته السياسية في البيت الابيض ،فقد ترجم ما كان يتهدد به برنامج اوباما كير ترجمه الى فعل ازاح او اوقف العمل به ليضع بديلا عنه قد يصاحب اسمه مثلما صاحب الاول من صاحب.!!
نشاطات الرئيس في الاسبوع الاول تمثلت بجملة قرارات واختيارات لشخصيات وصقور في المواجهة في الداخل والخارج وبخاصة صناعة الارهاب الذي تبنى اطلاق تهمة انشائه وتصديره على نظام سلفه اوباما . ولم ينس ان يقول انه ما كان على امريكا الخروج من العراق وتسليمه لايران وتسليم نفطه لداعش لولا هرولته منه بشكل غير مسؤول ..وتلك فهم منها الحاكمون في بغداد إنها اشارات تعني انهم وضعهم في حساباته و انها ايام سوداء قد تنتظرهم على يديه.. اما شعب العراق فسيان عنده حكم هولاء الاجلاف هذا ام حكم هولاء الذين تربطهم ببلادهم هوية انتماء ، ولكنه اي ترامب لمح انه سيسمح للفئة المتضررة بحسب قناعاته للمجيئ الى امريكا ويعني المسيحيين والايزيدين…. وكانما الضرر انصب عليهم وحدهم فيالها من معادلات بائسة.شعب العراق جميعه يدفع ثمنها وثمن غزو غير مبرر وهو احد الذين ادانوه وسيلة وغاية.. الرئيس الذي يتثنى يمينا وشمالا بدأ اسبوعه الاول باطلاق حزم متقنة من المراسيم والقرارات صاحبتها حركات تمثيلية دقيقة الاخراج والسيناريو تمثلت اولا برؤاه حول سوريا وضرورة اقامة منطقة آمنه لشعبها وهي ماكان يرفضها اوباما وهللت لها اسارير اردوغان التي لاطالما طلبها من قبل ولم يُلب الطلب ..
هذا التوجه نحو الازمة السورية وتداعياتها جاء متسارعا لكي يكفي امريكا ما يعتقده سيولا من اللاجئيين السوريين ربما يحمل بعظهم الارهاب الى بلاده واوربا.. وهو بهذا الاتجاه وجه تعنيفا شديدا للمستشار الالمانية ميركل لادخالها مليون لاجئ لاراضيها اندفعوا عبرها لاوربا وامريكا..
في زيارته للمخابرات المركزية الامريكية و وزارة الدفاع البنتاغون ما انفك اصبع ابهامه واتهامه من الارتفاع واطلاق شعارات وطنية الهوى سوداوية المضمون لمن مسته وستمسه بشراراتها وبينهم اللاجئين حيثما هي البلدان السبع التي غمرها بمضامين احترازاته وبينها العراق الذي اوقعته امريكا بين فكي كماشة ايران وداعش..
ولم ينس ترامب ان يقول انه من المبكر جدا الحديث عن رفع العقوبات عن روسيا، لكنه وفي الوقت نفسه،اشار إلى أن بلاده تسعى لإقامة علاقات جيدة مع موسكو وبكين…نعم هناك من المستشارين من يوحون له اليوم ومنذ تسلمه مقاليد السلطة ان يوازن في كلماته وشعاراته وحتى انفعالاته بين مصالح بلاده ودورها في العالم..لكي لاتتحول تصريحاته الى التزامات وديون لا تستطيع الايفاء بهما.. تعليماته لمخابرات بلاده ان حطموا داعش وتابعوها في كل مكان واسحقوها حتى العظم كانت قوية واصابت جدران من تحتمي بها او ترفدها بالمقاتلين وسبل البقاء ..وهو لكي يضع النقاط على الحروف زار امس مقر وزارة الدفاع الامريكية وعبر توقيع مثير للانتباه وبالخط العريض اراد ان يعطي الاوامر لسباق تسلح لجيشه ليكون الاقوى والاكثر تقنية واستخداما في العالم..وبينها مراجعة التسلح بالمقاتله المتعددة المهام اف 35 .. وفي مواجهات يعد العدة لها على صعيد الشرقين الاوسط والادنى اختار لها اشرس وزير دفاع واعنف مدير مخابرات يرى في ايران دولة مصدرة الفوضى كما هي مصدرة الافيون.. وبهذا الاتجاه امر وزير دفاعه ماتيس كما امر مدير السي اي اي ان يعدان العدة لتدمير داعش وربما من صار يتخذ منها وسيلة لقهر الشعوب وتدمير هيبة ومصالح بلاده وامنها وامن اوربا في المقدمة ..
في كلماته ومصافحاته واثناء حفل تنصيب ماتيس وبومبيو ارتقى باقواله الى مستوى الافعال في اقل من سبعة ايام لفتت اليه الانظار في الداخل والخارج ولانعرف حتى الان مالذي تحملنا في جعبتها الايام التسعون القادمة وضمن فصول المائة يومٍ الموعودين بها ..؟؟
ماذا سينفذ من وعوده ووعيده وتهديده ومنافعه هنا وهناك ..
ولكنه قطعا سيفعل ما لم يفعله غيره من الرؤساء وربما سيكون ذلك في ميزان حسناته ان ازاح حكام ايران عن طريق شعوب الشرق الاوسط التي تراودها احلام السلام والعيش الآمن مع جيرانها بعيدا عن الرعب النووي..
اما العراقيون فلهم رب رحيم ربما يسلط على اعدائهم شيطان رجيم .. ؟ انتظروه فالمائة يوم في اولها وهي حبلى بالكثير من وعوده وهو لما يزل لم يستثمر منها الا سبعة ايام … ولازلنا في اول الطريق..