منحتني عطلة الزيارة الأربعينية فرصة استراحة عن الكتابة لمدة أسبوع تقريبا. قررت فيها ان انقطع عن الأخبار وان أتفرغ لمشاهدة مجموعة من الأفلام السينمائية الجديدة بمعدل فيلمين على الأقل يوميا. وكأي عطلة، تخلص بسرعة، وتشعرك بأن أيامها كالساعات، عدت هذا الصباح للأخبار من جديد. لا أخفي بأني فرحت بتحرك جيشنا، وان كان متأخرا جدا، لمقارعة أوكار الإرهاب. سنوات طوال مرت ودماء لا تعد قد هدرت ونحن نصيح و نستريح ورئيس الحكومة مصر على ان لا يسمع ولا يتحرك. المهم ان الجيش قد تحرك مؤخرا، وان المالكي بعد سبات طويل صحا من نومته وعرف بان هناك جيوشا إرهابية تحتاج الى من يردعها. لا نقول صح النوم يا “دولة” فقلوبنا مع جيشنا وثقتنا به عالية انه سينجح في مهمته شريطة ان يقوده محترف.
في قلبي خوف. ليس سببه ان القائد العام للقوات المسلحة قد عودنا انه كلما قرب موعد الانتخابات يخطو خطوات دعائية سرعان ما ينتهي مفعولها بعد ان يضمن كرسيه، بل من تدخله في شؤون العسكر والحروب. الرجل، ولا صغرا به، عديم الخبرة والدراية في شؤون الحرب وخاصة ضد الإرهاب. دليلي في هذا عدد الضحايا والقتلى في زمن ولايتيه التي قضاها منشغلا بحماية خضرائه.
بعد ان قرأت تصريحا لرئيس أركان الجيش الفريق بابكر زيباري عن تصميم قواتنا المسلحة على القضاء على الإرهاب وكل من يحمل السلاح تنفست نفسا عميقا ملأ قلبي بأمل كبير فجر عشرات الأسئلة بخاطري. أحقا يا عراق جاء اليوم الذي نشعر به ان لك جيشا يحميك؟ ليحمك الله ويحميه.
هذا الأمل الكبير بجيشنا سرعان ما هزه الخوف بسبب واحد من تصريحات رئيس الوزراء الذي ما صرح يوما الا ووضعت يدي على قلبي. تصريحه جاء تحت عنوان “المالكي سيذهب للأنبار لمشاركة القوات الأمنية حملتها ضد القاعدة”! لو كنت عنده لقبلت رأسه قبل يديه متوسلا به ان لا يفعل. دع الخبز ينضج بيد خبازته يا حاج. استحلفك بكل عزيز ان تدع فرحتنا، التي ما زالت تحبو، ان تكبر. إنها مسألة تخص دمائنا ومستقبل أبنائنا فجرب مرة واحدة ان لا تجيّر كل الأشياء لحملتك الدعائية نحو كرسي الثالثة. ممكن؟
خلي الخبز للخباز … بقلم هاشم العقابي
آخر تحديث: