من قمقمَ , يُقمقم , والمفعول مقمقَم , وقمقمَ الشيئ: جمعه , وقُمْقُمْ: وعاء خرافي كان مَحبسا للعفاريت والشياطين.والمُراد بالقَمْقَمَة أن تجمع ما يحلو لك من الأشياء وحتى البشر لأنهم في عرفك أرقام , أو أشياء يمكن قمقمتها وأخذها إلى حيث تريد وترغب.وهذا الداء يصيب الذي يتوهم أن لديه أتباع وصوته نافذ ومؤثر , ويمكنه أن يتحكم بمسيرة الحياة في أي مكان يكون فيه.
ويصيب أصحابَ العمائم المتاجرين بدين , والذين يحسبون البشر التابع لهم بضائع يمكن عرضها في المزادات العلنية والسرية , وأخذها كالقطيع إلى حيث تريد مآربهم ونواياهم المدججة بالأهواء والرغائب والغرائز الجماء.
وما أكثر المقمقمين في بعض المجتمعات التي تمكنت منها العمائم التجارية , وحوّلت الناس فيها إلى أتباع تقبع وتخنع , وتدين بالسمع والطاعة للذين يُقمقمون ويتاجرون بهم بإسم الدين , وما يتصل به من معاني نبيلة سامية يمكن بواسطتها المخادعة والإبتزاز والتضليل والإمتهان الفظيع , الذي يعني أن التابعين يتحركون كالمنومين إلى مصير مجهول ومشؤوم , ومُقمقمهم يتمتع بلذائد دنياه ويمتص رحيق وجودهم ويصادر حقوقهم وهم صاغرون.
والقمقمة سلوك تبعية وإختطاف من جوهر الذات والموضوع , وسقوط في قمقم الرضوخ للشروط والإملاءات والأهداف التي لا تخدم مصالح البلاد والعباد , وإنما تسرّ القابضين على مصير المُقمقِم المُستخدَم لغايات مناهضة لصناعة القوة وبناء الحياة الحرة الكريمة.
والذين يُقمقمون يستمدون قوتهم من قِوى تُسخرهم لأغراضها , وتزيّن لهم سلوكهم بما تمنحهم من إمتيازات وخداعات نفسية وعاطفية وأضاليل بهتانية , يسكرون بها ويترنحون على أرصفة النيل من تابعيهم والمغرر بهم , لكي يحصد أسيادهم ما يرغبونه من المصالح والأهداف والغنائم.
فكم مُقمقم في ديار العُرب أوطاني , وكم من الملايين الساذجة المخدوعة المخروعة المبهورة التابعة القابعة , التي تنادي لبيك يا مُقمقم لبيك , ولا تفكر بمصيرها ولا تجرؤ على التساؤل الواضح الصريح , بل أن معظمها قد تعطل عقلها وتصادرت إرادتها وقدرتها على الحياة بلا إستعباد وإعتقاد بأضاليل ذات فوائد قمقمية ومردودات مادية تسعد المُقمقم الفتان.
فهل سيدرك الناس بلاء القمقمة ويتحدون كل مُقمقم آثيم؟!!