دار سطور.. نافذة حيّة للثقافة العراقية

دار سطور.. نافذة حيّة للثقافة العراقية
آخر تحديث:

سلام مكي

برغم الوضع الاستثنائي التي تمر به الثقافة العراقية، حالها حال باقي الميادين الآخرى، من حيث الكساد وقلة الدعم، وعزوف شريحة كبيرة من المجتمع عن القراءة واقتناء الكتب، الا ان دار سطور، راهنت على العكس، راهنت على محبة الناس للكتاب والثقافة، راهنت على اقناعهم بالعودة الى الكتاب. واليوم، بعد مرور مدة قصيرة على تأسيسها، استطاعت دار سطور ان تحتل مساحة شاسعة من اهتمامات القراء، وان تكون نافذة يتطلع الكاتب العراقي لتكون طريقه الى عالم التأليف والنشر. اهم ما يميزها، طريقة تسويق الكتاب العراقي، بل تسويق الثقافة العراقية والعربية، عبر اقتناء الكتب التي تثير الآخر، وتطرح الاسئلة، وتحرك الراكد، اضافة الى انها ساهمت بخروج عدد من الكتاب لأول مرة، واحياء مؤلفات قديمة، كان من الضروري اعادتها للحياة الثقافية واطلاع الجيل الجديد عليها، كونها تتناسب والوضع الحالي. قدرتها على ايصال الكتاب الى شرائح مختلفة، والوصول الى مناطق بعيدة، وتسهيل مهمة مكتبات المحافظات في الحصول على النتاجات الحديثة، تعد ابرز حسنات سطور، ويتذكر الجميع، صورة صاحب دار سطور وهو يتجول في ازقة البصرة ليذكر الناس بمعرض الكتاب. تلك الصورة التي تدل بشكل واضح على ان سطور استطاعت ان تعيد القارئ العراقي الى الكتاب، استطاعت ان تجعل الكتاب هما يوميا، بل ان تحول الى ديكور في المنزل. ويجب ان نقلل من جهد المكتبات ودور النشر الآخر في رفد الثقافة العراقية بالمنجزات والاسماء المهمة، اذ انها تشكل مع سطور حلقة وصل بين المؤلف والقارئ. لكن طريقة سطور في الترويج للكتاب، والابتكار في صناعة ثقافة جديدة، ثقافة قائمة على تشويق القارئ للكتاب، ولفت نظره الى الكتاب الذي كادت الميديا ان تحيله على التقاعد، لولا جهود سطور وباقي المكتبات. وقد توجت جهودها أخير بجائزة بغداد للرواية التي فاز بها روائي شاب ( علي غدير) يكتب لأول مرة، مما يعني انها استطاعت ان تؤدي خدمة كبيرة لكاتب عراقي، وتختصر له المسافات، وتطلع القارئ على نتاجه. وثمة الكثير من النشاطات التي قامت بها سطور، مثل الاشتراك في معارض الكتب في المحافظات وتنظيم اماس ثقافية. كل تلك النشاطات، تجعل من الواجب علينا مساندة سطور، كما انها رسالة للمؤسسة الثقافية ان تقوم بواجبها الاساس المتمثل بدعم المثقف والثقافة، والحرص على ايصال نتاجه الى القارئ بسهولة ويسر. ولكن على سطور واي دار نشر، تقديم الرصين والذي يملك مقومات الأدب الحقيقي، وعدم نشر اي مطبوع، وهو مطلب ثقافي عام، وهو بالنتيجة يخدم سطور وكل الثقافة العراقية.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *