مثلما كانت القاعدة مصدر قوة وقاعدة استغلال لايران في ادعائها محاربة الارهاب والتدخل في شؤون البلدان العربية ،كانت سليلتها داعش مصدر قوة ايضا وورقة وذريعة للتدخل في الشأن العربي حيث تمدد التنظيم الارهابي متخذا من الطائفية الايرانية وتدخلات الملالي ذريعة لتشكيل فصائل طائفية مضادة ، والنظام الايراني الذي استغل تمدد داعش في العراق وفتوى الجهاد الكفائي التي اصدرها السيد السيستاني لمحاربته وتشكل على وفقها الحشد الشعبي ،كانت واحدة من اوراق الملالي لتحريك ميليشياتهم لفرض نفوذها والاجندة الايرانية على العراق نيابة عن الملالي وبذريعة انقاذ العالم من داعش ،وفي وقتها لم تنطل هذه الاكذوبة على العالم فالجميع كان يعرف ان ايران جزء من المشكلة وليس الحل ،لكن ميليشيات الحشد التي تدرعت بفتوى السيستاني تغولت في العراق حتى غطى ظلها القوات العراقية المسلحة وقوى الامن التي لم تعد قادرة على الوقوف بوجه التسلط الميليشياوي ممثل النفوذ الايراني المعلن حتى ،الذي بات يعلن صراحة ان الهلال الشيعي وضعت اركانه كما صرح رئيس الحرس الثوري الايراني ،ولم تنفع محاولات التقليل من قيمة وثقل هذا التصريح تصريحات روحاني ان ايران ليس لديها هلال شيعي بل قمر اسلامي ؟؟ التي ناقضها رئيس عصائب اهل الحق انه لم يعد هناك هلال شيعي بل بدر شيعي ؟؟
داعش على وفق ذلك والحشد باتا وسيلتين ايرانيتين لبسط نفوذ ايران وهلالها في المنطقة العربية
الأمر الذي جعل قاسم سليماني يتبجح بنشر صور من داخل بلاد الرافدين وحوله عناصر من ميليشياته، كما اورد تقرير محلي ما جعل طهران تبني آمالا كبيرة لتشكيل هلالها “الشيعي”، حيث صرحت سلطاتها بأنها استولت على أربع عواصم عربية، وهي: بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت.
وجاءت مطالبة آية الله السيستاني الأخيرة مفاجئة لطهران، حسب ما يرى بعض المحللين في الشأن الإيراني، حيث أفتى المرجع الشيعي الأول في العراق بأن يكون سلاح الحشد بيد الحكومة، التي سعت في الآونة الأخيرة إلى إصلاح علاقاتها مع محيطها وحاضنتها العربية، بعد إعلان حيدر العبادي بتحرير كامل الأراضي العراقية وانتهاء الحرب ضد داعش التي طالما تمسكت بها إيران، لإرسال قواتها العسكرية إلى دول الجوار بحجة إعطاء الاستشارات العسكرية.
وكتب المحلل الإيراني منصور أمان حول التأثير المباشر لداعش في نفوذ طهران قائلا: “كما أثر ظهور داعش بتقوية نظام ولاية الفقيه، فإن هزيمته واندثاره سيؤثر في تقويض شعارات الثورة في إيران”.
وأضاف أمان: “في نظام ما بعد داعش، ليس هناك مكان للحرب الطائفية، حيث إن العملية التي بدأت في هذا الاتجاه في العراق، لديها الآن محرك قوي وفعال يتمثل بوجود آية الله السيستاني”.
وتوقع المحلل الإيراني أن اندثار داعش في العراق وسوريا يعني أن الحجة التي تمسكت بها إيران طيلة الفترة الماضية قد زالت، خصوصا أن السيستاني قد أمر الحشد الشعبي بتسليم السلاح للدولة ومنع عناصره من ممارسة أي دور سياسي تحت هذا الاسم.” كما يرى محللون أن دعوة السيستاني إلى تسليم السلاح سيفصل بين مؤيدي المرجع الشيعي العراقي الأبرز وموالي النظام الإيراني الذين يحاولون التمسك بإمكانيات الحشد الشعبي خدمة لمشروع طائفي لا يخدم سوى الأجندة الإيرانية.
ويضيف المحللون أن قرار السيستاني بحل الحشد الشعبي، سيلغي المشروعية الدينية لهذه الميليشيا ويبدل مكانة المرجع الشيعي العراقي من حليف أو مراقب لإيران إلى عدو حيث منع طهران من مواصلة سياساتها الطائفية”.
على إثر ذلك، أعرب مستشار المرشد علي خامنئي في الشؤون العسكرية، رحيم صفوي، عن قلقه الكبير من نتائج انتخابات عام 2018 البرلمانية في العراق، بعد يومين من فتوى السيستاني حول الحشد الشعبي.وقال صفوي بعبارة صريحة: “يجب أن نكون قلقين على نتائج الانتخابات العراقية المقبلة”.وأضاف مستشار المرشد خامنئي بعبارات مليئة بالطائفية لم يعهدها العراق خلال العقود الماضية إن “انخفاض عدد عناصر الشيعة في تكوينة البرلمان والحكومة العراقية المقبلة، ستخلق مشاكل لنا.والسؤال هنا يطؤح نفسه بقوة – هل ستقود مرجعية السيستاني التيار الرافض لتبعية العراق لجمهورية الملالي ؟؟