محمد حسن الساعدي
دائماً ما يفاجئنا حجم ونوع الأساليب التي يستخدمها ويتفنن بها الارهاب الداعشي عبر تنوع اساليب التعذيب والقتل ، حتى وصل الحال الى الشعور بالذهول والصدمة حيال حجم الخسائر في الأرواح والتي نقدمها يومامن تفخيخ وأحزمة ناسفة وآخرها حرق الأسرى وهم احياء .
مع كل يوم يمضي والارهاب الداعشي يتفنن في اساليب القتل ويتمتعون بهذه القدرة الخيالية التي لايمكن لبشر على وجه الارض ان يسلك هذا السلوك سرى الخارجين من رحمة الله والناس اجمعين .
بدا مسلسل داعش في العراق بالقتل والتهجير والنهب وبعدها انتقل الى المجازر المروعة وآخرها جرائم سبايكر وبادوش والصقلاوية وبيع النساء في العراق وسوريا ، وسرقة النفط وبيعه بأثمان بخسة الى شركات عالمية وتسهيل مهمة التصدير عبر منافذ تركية من أبار الموصل وكركوك ، وناهيك عن حرق المكتبات وهدم المساجد ومراقد الأنبياء والأولياء والصالحين والكنائس والجامعات وآخرها حرق البشر وهم احياء .
ثقافة حرق البشر احياء ليست بالغريبة فقد روى لنا التاريخ ما فعله بني العباس والأمويين من قبلهم بأتباع اهل البيت (ع) ، وكانوا يدفنون الموالين وهم احياء في اساسات المآذن والقصور ، فتنظيم داعش يحاول احياء هذا الارث الأسود والفاسد ووضع بصمات يده الملوثة بالدماء والتي تعودت الذبح والقتل وتزوير المبادى والاسس الدينية والاجتماعية .
هذه الوحوش والتي لاتضع وزناً لحضارة العراق وتاريخه وقد تمت برمجتها لتكون فكاً مفترس لنهش البلاد بتاريخها وحضارتها وبناءها البشري والعلمي الرصين ، وهي بذلك تعيد ذلك التاريخ المضرج بالدماء من جانب و إطلاق رسائل انها تجاوزت حل حدود الانسانية لتضعيف اي دور حكومي في كسر صفوفهم وطردهم خارج البلاد .
هذه الأساليب البربرية في القتل وحرق البشر وهم احياء اساليب لا تمت الى الدين بصلة ، وهي اساليب وحشية الغاية منها تضعيف الجهد العسكري للحكومة العراقية والجيش والمسنود برجال الحشد الشعبي والذي أستطاع من تغيير المعادلة على الارض وكسر شوكة الارهاب الداعشي وتشتيت صفوفهم .
ان الوعي بشراسة وفضاعة الامر يتطلب منا وقفة جادة وسريعة وتحرك أسرع نحو تجريم هذه التنظيمات وتجفيف منابعها وتفتيت حواضنها ونشر التثقيف والوعي بخطورة هذه التنظميات الإرهابية والتي تحاول اليوم نقل جرعات القتل والعنف والذبح الى الأحداث والأطفال ، بتعليم الأطفال كيفية قطع الرؤوس والذبح .
العنف الذي يمارسه الدواعش اصبح واقع حال ، والغريب ان حتى قادة القاعدة متذمرون ومستاءون من طريقة تعامل داعش مع الناس بس المناطق الواقعة تحت سيطرتهم ، وهو تغيير فني في القتل اعتمد الارث الفاسد من جهة ، والفتاوى التكفيرية لشيوخ الكفر والتكفير في السعودية وقطر .
كما ان الخسائر التي حققها التنظيم في الآونة الأخيرة وأصبح يبدو معها متراجعا على الأرض، تعتبر أيضا من بين الأسباب التي جعلت “داعش” يصور عمليات القتل والحرق بهذه البشاعة في إطار فني متقن يشبه الطرق الهوليودية ، كما ان جغرافيا خسر التنظيم كثيرا مؤخرا وخصوصا في العراق، حوض حمرين ومناطق في الأنبار وأطراف الموصل ثم كوباني… كما أن قدرته على التنقل والحركة تقيدت، وميدانيا يخسر أيضا، فقد انشق كثيرون من صفوفه ونفذ إعدامات ببعض من حاولوا الهروب. كل هذا يدفع داعش إلى زيادة الوحشية لإظهار أن التنظيم مازال قويا ، لهذا يحاول من خلال هذا التصوير إظهار الوحشية المنفردة في التعامل مع الأسرى والتي أفقدته جمهوره وحواضنه ومناصريه .