احمد العامري
يمكن ان يرى البعض في هذه الدعوة التي تضمنها العنوان الذي وضعته لمقالتي هذه فيه نوع من الغرابة على اعتبار ان السيد العبادي يعد كادرا قديما في هذا الحزب وان التقسيمة الطائفية هي التي جاءت بالسيد العبادي لمنصب رئيس الوزراء ولكني ارى ان انسحاب السيد العبادي من حزب الدعوة سيرجع عليه بالفائدة الكبرى عندما يكون الحزب الجديد الذي سينتمي اليه هو يمثل العراق كله وقاعدته الجماهيرية الشعب العراقي من الشمال الى الجنوب.ان التاريخ القديم والحديث يحكي ويروي الينا قصصا لقاده دخول التأريخ من اوسع ابوابه عندما قدموا لشعوبهم تضحيات جسام تمكنوا من خلالها العبور بشعوبهم الى بر الامن والامان وحققوا مستويات راقية من التقدم في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويكفي ان اسوق هنا ثلاثة نماذج من هولاء القادة الذين اصبحوا لألأ في سماء بلدانهم ومحط اعتزاز الكبار والصغار والعالم ومن بين هولاء القائد العملاق المهاتما غاندي الذي يعود له الفضل في بناء الهند الجديدة على مبدأ المواطنة والتسامح ونبذ العنصرية والتعصب القومي والعرقي وهاهي الهند تعيش بفضل حكمة غاندي اروع نموذج للديمقراطية رغم تعداد نفوسها قد تجاوز المليار نسمة فلم نسمع من غاندي انه سيخيا او هندوسيا او مسلما وانما كان يرتفع صوته مناديا بأسم الهند ومثالنا الثاني الزعيم الافريقي نلسون مانديلا الذي قضى ثلث عمره في غياهب السجون لنظام الفصل العنصري وعندما اضطر هذا النظام البغيض لاطلاق سراحه لم يطمع ابدا في السلطة رغم اجباره من قبل شعبه على قبول منصب رئيس البلاد
وقد اشترط القبول لفترة رئاسة واحدة سرعان ماتركها بعد انتهائها وتحول الى خدمة شعبة على المستويين الافريقي والدولي بحث خلده شعبه حتى يرث الله الارض ومن عليها ومثالنا الثالث الفريق عبد الرحمن سوار الذهب الذي قاد حركة تصحيحة في السودان ووعد بالتخلي عن السلطة لحكومة مدنية بعد عام واحد وقد اوفى الرجل بوعده وسمح لحكومة مدنية بادارة شؤون السودان وتفرغ هو لخدمة الشعب السوداني الذي مايزال يذكره بكل فخر واعتزاز. ان الانتماء الى دائرة ضيقة اوحزب بعينه يفقد القائد او المسؤول القدرة على خدمة شعبه بطريقة تكون الطريق الى محبة شعبه والدخول الى ضمير الصغير منهم قبل الكبير ويتحول الى محطة يستحق للتأريخ ان يتوقف عندها بكل امعان وروية وانا واثق كل الثقة بقدرات السيد حيدر العبادي بعد ان عرفنا جوانب اولية من حياته المهنية والعلمية والاجتماعية وما رشح عنه لحد الان من مواقف لاتعكس ابدا موقف حزب الدعوة الذي ينتمي اليه وانما هي من بنات افكاره تتسم فيه معالم القياده والقدرة على التصرف واتخاذ القرارات التي تعكس وجدانه وتتناغم مع متطلبات المرحلة الراهنة التي يمر بها العراق وبالتالي نظرته الشمولية لكل مكونات الشعب العراقي .
ان السيد العبادي يمكن ان يكون القائد الذي ينتظره العراقيون طويلا اذا ماعرف كيف يكون في اّن واحد شيعيا وسنيا وعربيا وكرديا ومسيحيا ومسلما وتركمانيا وصابئيا ويزيديا وعندها والله سينجح نجاحا منقطع النظير ويدخل الى قلب وبيت كل عراقي بمزيد من المحبة والاحترام وفي نفس الوقت سيجد التفافا جماهيريا وشعبيا لم يحصل مع مسؤول قبله وسيتمكن بهذه المحبه من دحر الارهاب وكل معوقات تحقيق النصر والمضي بالعراق الى طريق الدول المتقدمة وان يكون مثالا يحتذي به بقية دول العالم وليس كما هو الان فهل يفعلها العبادي ويوجه الهزيمة لكل اعداء العراق بالداخل والخارج والقوى التي تحاول افشاله من ابناء حزبه ودول اقليمة ازعجتها الخطوات الجريئة الاولية التي اتخذها العبادي في بداية مسيرته وقيادته للموقع الاول في العراق نحن على قناعة انه لقادر بجدارة وقل اعملوا فسيرى الله عمالكم ورسوله والمؤمنون.