دفاعا عن الشعب

دفاعا عن الشعب
آخر تحديث:

بقلم:عبد الحميد الصائح

في الغرب، الأغنياءُ يخافون من الفقراء .. يرونهم قنبلة ًموقوتة ممكن ان تخرّبَ الأمن المجتمعي و الأبنية والشركات العملاقة وتُحدثَ خللا في مؤشرات الاسواق العالمية وتغييرأ في المناخ السياسي مع اي اضطراب او فوضى تنكد عليهم فخامة مايعيشون من حياة واموال تتناسل بالثواني ، مجتمع قائم على التحسس المعلوماتي الأعلامي والمالي والاقتصادي وتقلبات الحياة بجميع مفاصلها. فمالذي يفعله الاغنياء لتجنب اذى الفقراء؟ .. الذي يحدث أنّ الأغنياء الذين يدفعون المليارات سنويا لدول الغرب كضرائب فقط، يوفرون للفقراء الحد الادنى من المعيشة حتى وإن ظلوا بلا عمل ، أن لايوصلوهم الى درجة الانفجار ، فهناك سكن لم لاسكن له ومخصصات معيشه ودعم للسكن لمن لايتمكن من سداده ،رعاية صحية كاملة لاسيما للاطفال والنساء وكبار السن وللعاطلين عن العمل ، هناك فسحة كبيرة للمنظمات غير الحكومية والكنائس التي لاتعتاش على الحكومة والرشاوى ونهب المال العام بل تكون جسرا بين الاغنياء المتبرعين والفقراء المحتاجين .. بمعنى ان الخائف وهو الغني يتجنب بكا لديه من امكانات اذى المخيف وهو الفقير ،فلاتجد محاباة أو نفاقا سياسياً أو تزلفا أو الوقوف طوابير على بيوت ومكاتب المسؤولين والمقاولين .

أما نحن ، على العكس،

فقراؤنا يخافون أغنياءنا ، فمالذي يفعله الفقراء لتجنب اذى الاغنياء؟ بالنفاق العام والطاعة المؤقتة وكلام الأوجه المتعدده ، وحين تحين الساعة ويضعف القوي المتحكم الحاكم يتفجر الغضب المكبوت لدى الفقراء فينهالون عليه باقسى وابشع صور الاعتداء معوضين مامضى من مهادنة ومديح ومباركة للاخطاء . ولذلك يستغرب المراقب الغريب كيف لشعب يصفق بالملايين لشخص ، يسحل جثته في الشوارع مع اول مؤشر على ضعفه وانعدام سلطته .

في الغرب الدولة هي الثرية وهي التي تتكفل ببسط الامن والسلم وتهدئة المواطنين ، فيما تحولت دولنا من دول ثرية الى دول اثرياء ، الحكام هم الاثرياء ، قوتهم على الناس من ثرائهم وقسوتهم ومصادرتهم حق وانسانية المواطن في ممالكهم. وفي مثل هذه الحال ، الشعب ليس متساهلا وليس مستسلما في المواجهة ، فقط تتأخر الثورات حتى ياتي قوي آخر يكسر شوكة القوي الذي يحكم ، فالشعب يُمهل ولايهمل ، وما ان يرى حكم القوي قد اهتزت اوتاده ، حتى يطبق سقف البلاد على رأسه . وهاهو المواطن يجرّب وتُجرّب عليه جميع اشكال السلطة ، الديمقراطية والديكتاتورية والمدنية والدينية والوطنية ومع ذلك لم يحظ في يوم من الايام بدولة ضامنة لحقوقه الطبيعية ،فيما جرب الكثير من السياسيين حتى العمالة للاجنبي لكن ذلك لم يعنهم على الاحتفاظ بسلطتهم ، لم يوفروا الامن للناس ولم ولن يكونوا هم يوما آمنين.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *